صحيفة المثقف

إشارة الكلام / أديب كمال الدين

كلّمتُ الشمس

لكنّها كانتْ محكومة بالغروب.

وكلّمتُ الغروب

لكنّه كانَ محكوماً بالفجر.

ثُمَّ كلّمتُ الفجر

لكنّه كانَ مشغولاً بجماله

مثل صبيّة تعشقُ للمرّةِ الأولى.

وكلّمتُ العشق

لكنني اكتشفتُ أنّه لا يجيد

سوى لغة الصُمِّ والبُكم.

ثُمَّ كلّمتُ الصُمَّ والبُكم

لكنّهم رفضوني

حين عرفوا أنني أستطيعُ الكلام.

وكلّمتُ الكلام

فاكتشفتُ خيانةَ الصمتِ له.

وكلّمتُ الصمت

فعرفتُ أنّه لا يعرفُ سوى لغة الموت.

وكلّمتُ الموت

فسعدتُ لأنّه حدّثني طويلاً

عن النارِ والشمسِ والفجرِ والعشق.

سعدتُ لأنَّ الموت

كان يدلّني على نفسِه

مثل سكران يقودني إلى بيتِه.

 

أستراليا 2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2201 الخميس 9/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم