صحيفة المثقف

قصص قصيرة / وفاء عبد الرزاق

وقالها قبل موته بساعة.

حفيده قبل أن يتفوَّه بكلمة ربَّما خنقته أمُّه الحياة.

 

طوفان

يمنح البحر ضياء روحه,, يمنحه البحر ساحلا وضجيج النهار,,

وفي الليل يمنحه العاصفة.

هكذا قالت حكمة الطوفان.

سمع ذات مرة أن لون الضياء أزرق فسلّم نفسه للغرق .

 

 

خارجٌ عن القانون

مستبعد عن القانون, البطل الخائف على الرحمة من انتهاك عذريتها.

خارج عن القانون,, المفتاح الذي صدأ بيد الأعور الذي يعتبر أن الأبواب تصرخ خوفا منه.

مستبعدون عن القانون..

المفاتيح والأبواب التي تنتظر زائرا يزيح الصدأ.

جمع هذا المستبعد كل ما لديه من ثياب في حقيبة صغيرة ورحل أسوة بالعشب الذي يبس وأكلت بقاياه الحيوانات.

في صباح اليوم الثاني من رحيله سمع في نشرة الأخبار:

-     الشياطين تهرب دائما في الصفحة الأولى من الكتابة عن الغفران.

إنهم يغادرون بنصف الحلم ونصف المبدأ الذي جُز شعر رأسه .

 

 

النهر الميت

سقط الطائر الذي عشش على شجرة وارفة عندما انحنى الغصن ليلتقط حبة ثمر وقعت أرضا كي لا تجرفها الريح.

الريح طفلة لعبت بكرة الثمر ورمتها في النهر.

النهر الذي يبارك الشظايا بأجساد القتلى ويشرب أهازيج الآلهة,, لعب كطفل بالموجات الحمر التي التهمت الجثث.

لم يبق في المدينة غير أكف الصبار التي ما زالت تعتقد أن الشوك قابل للشفاعة, وارتداء العمة.

                

نبضٌ متسارع

وضع في يد حاضره بعضا من ماضيه وتوجه إلى دار المستقبل كي يكون ضيفا على جدرانها..

عالمه مليء بالصور,, تصفح ألبومها , شرب ثمالة الصورة الأخيرة,وضع وردة بيضاء في قدح ماء قريب منه,احتسى نبيذ وجهها بعد استرجاع ذكرى ماض مرت عليه أعوام.. تلك الفتاة التي دفنتها الأنقاض.

بعد ساعتين تحول لون الوردة إلى الأحمر.

كلما شم الوردة شَعر بانتفاخ في بطنه, حتى بات يخاف ساعة مخاض مفاجئة.

 

استعذب غموض وضعه, ونبضاته المتسارعة في اكتشاف ذاته.

نظر إلى حاضره المتشبث بماضيه بعين مَن يلضم خرز البحر ليسبِّح فيها باسم يوم جديد, واحتوى سؤالا راوده كثيراً:

 

- كيف لي أن أصنع يوماً ليس فيه قطرة دم ؟

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2203 السبت 11/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم