صحيفة المثقف

ألفوضــى... ألهــدّامـــة !!! / جمال الطائي

المستخرج من (ابارنا) في شمال (وطننا) بدءا ً من الشهر القادم ولمدة شهر بانتظار أن تسدد الحكومة المركزية مستحقات الشركات الاجنبية, أمام هذا الاعلان وفي هذا الوقت بالذات تبرز العديد من الاسئلة وعلامات الاستفهام, فما الذي تغيّر حتى يتغير الاكراد ؟

 

سأستبعد تماما ً مفردة ( حُسن النية ) والرغبة في التهدئة, فهذه مفردات غير موجودة في القاموس السياسي الكردي الذي تعوّد سياسة التعجرف والتعالي  في تعامله مع المركز واخذ ما يريد بطريقة الشقاوات والخارجين على القانون .

 

في عام 2005 صرّحت وزيرة الخارجية الامريكية ( كوندليزا رايس ) الى صحيفة الواشنطن بوست عن اعتماد الادارة الامريكية على سياسة ٍ أسمتها (ألفوضى الخلاقة ) والتي تضمن خلط الاوراق في المنطقة لتسهيل تطبيق الخطة الامريكية  ( الشرق الاوسط الكبير ), علما ً اِن الفوضى الخلاقة هي من ادبيات الماسونية القديمة كما أشار الباحث الامريكي ( دان براون ), ألساسة الاكراد وبعد عقد من الزمان استنبطوا لنا خطة ( الفوضى الهدّامة ) والتي يعملون من خلالها اشاعة كل انواع الفوضى الممكنة في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق وصولا ً الى هدف تحطيم بنية المجتمع العراقي والدولة العراقية ليتسنى لهم اعلان دولتهم بعدما ينهبون كل ما يمكنهم نهبه من الدولة العراقية ألأم !!!

فمنذ التغيير وحتى اليوم يلعب الاكراد دورا ً مخربا ً في كل مفاصل العملية السياسية العراقية, فقد تمددوا في جميع الاتجاهات المحاذية لمدن الاقليم الثلاثة حتى باتت مساحة الارض التي يسيطرون عليها تزيد ثلاثة اضعاف ما كان تحت سيطرتهم حتى قبل السقوط بأيام, في محافظة كركوك مارسوا شتى اصناف الترهيب والتهديد ضد عربها وتركمانها بغية تهجيرهم منها وقد نجحوا في تهجير  عشرات الالاف من عراقيي كركوك الى محافظات اخرى واستجلبوا بدلهم الالاف من الاكراد واسكنوهم في كل مؤسسات الدولة بوضع اليد عليها وانتشرت مليشياتهم المسلحة في القصبات والمدن حولها , بدئوا ببيع النفط وتهريبه خارج اطار المركز ( كما ينص الدستور ) وبدئوا بتوسيع مليشياتهم والبحث عن جهات تزودهم بالاسلحة الثقيلة (خارج  صلاحيات الدستور ) بدئوا بالتنقيب عن النفط خارج  اراضيهم وفي مناطق تعود لمحافظات اخرى.

 

وبغية الامعان في اضعاف الحكومة المركزية والهائها عن محاسبة الاقليم بكل تجاوزاته وضعوا ايديهم مع بعض الساسة في قوائم اخرى ليثيروا مسألة سحب الثقة عن الحكومة, ونحن نعلم وهم يعلمون ان المسألة بالنسبة للاكراد هي مجرد حلقة من حلقات الفوضى التي يثيرونها داخل البيت العراقي , بالامس القريب استقبلوا  دافيد  اوغلو ألتركي وسهّلوا له زيارة كركوك دون علم الحكومة المركزية  متجاوزين بذلك كل القوانين والاعتبارات النفسية التي اسائت اساءة مباشرة للمواطن العراقي العادي الذي أحس ّ ان هنالك من الساسة من يعمل على اهانته بشكل مباشر !!

 

اِذا كانت هذه هي حال الاكراد ونحن نفهم سبب اصرارهم على تدمير العراق وتحطيم دولته, فما هو يا ترى دافع من يتعاون معهم في سياستهم تلك من الساسة العراقيين العرب؟؟ السيد مقتدى الصدر الذي لا أعرف ما هو حقا ً ( سياسي أم رجل دين؟ )والذي وضع يده بيد الساسة الكرد وهدد الحكومة  العراقية أن تقطع دولارا ً واحدا ً من الستة مليارات دولار التي سرقها الاكراد من نفطنا, هل يا ترى سيسدد السيد وجماعته الستة مليارات للخزينة المركزية بدل الاكراد ؟؟ السيد اسامة  النجيفي ربما يرى ان من حقه ان يهادن الاكراد على اساس ما سيناله واخوه اثيل من الفوائد بعد تحقيق الاتفاقات النفطية  بين الاقليم وجماعة النجيفي  في الموصل, السيد أياد علاوي من الممكن أن يضع يده بيد الشيطان لو نزل للارض واعلن عداؤه  للمالكي, فكل من يعادي المالكي ويضعف حكومته هو أخ  وشقيق للسيد أياد علاوي, سمعنا هذا أيام كانت سوريا هي من  تدرب وتموّل وتأوي  المجرمين الذين يأتون للعراق بغية  القيام باعمال القتل والتخريب فيه , يومها حين اتهمت الحكومة  العراقية سوريا  بالضلوع في الاساءة للعراقيين وتهيئة ممرات لدخول المخربين للعراق وحين هددّ نوري المالكي باللجوء للامم المتحدة ضد سوريا, ثارت ثائرة العديد من السياسيين كان أولهم  علاوي الذي نكاية بالمالكي زار دمشق والتقى ببشار الاسد ومن هناك هاجم حكومته التي اسائت ( حسب قوله ) لبلد عربي شقيق ؟؟؟

 

أليوم وبعد زيارة أوغلو الى كركوك وما مثلته من تجاوز على الاعراف الدبلوماسية و استهانة بالسيادة العراقية,  وبعد ما حاولت الحكومة  العراقية (ألتنحنح )  قليلا ً والاعتراض على هذا التجاوز,  طار علاوي الى أنقرة ودعا من هناك الى عدم الاساءة للعلاقات العراقية- التركية لان  تركيا (دولة  شقيقة) كما يقول علاوي.

 

يا ترى يادكتور علاوي كيف أصبحت تركيا ( دولة شقيقة ) وهي لا تنطق العربية ولم يجمعنا معها خير أبدا ً أم يا ترى ان السياسي العراقي  أياد علاوي نسي ان تركيا العثمانية هي من احتلت  العراق طوال  عقود من  الزمان واساءت الى شعبه وسرقة ثرواته فما الذي جعلها شقيقة  لنا وهي حتى الامس القريب كانت تطالب  باقتطاع الموصل من العراق وضمها لتركيا؟؟؟

 

عودا ً على بـِدأ, عاد الاقليم لتصدير النفط بعد أن سددت الحكومة المركزية 250 مليار دينار من مستحقات الشركات الاجنبية, وعادت الحكومة والاكراد ليدبجوا على اغنية

 

(هربجي كرد وعرب .. ) وما من أحد يسأل, ماذا عن الستة مليارات دولار التي سرقها الاكراد من اموالنا ؟ علما ً انه طوال فترة توقفهم عن ضخ النفط في الانبوب العراقي لم يتوقف الاكراد لحظة واحدة عن تهريب مئات الاف براميل النفط المسروقة من ثرواتنا الى ايران وتركيا !!! , فأين  ( ورقة اصلاح الائتلاف الوطني )  من تجاوزات الاكراد؟ وهل سيجرؤا الساسة العرب في العراق على الوقوف بوجه الطمع الكردي ؟ بل هل يملك اي سياسي او جهة في العراق امكانية التصدي للاطماع الكردية فما بالك بمليشياتهم؟؟؟؟

 

مرة أخرى سيخرج الاكراد من هذه الازمة باعلى المكاسب والمزيد من  الغنائم, وسنخرج أكثر تشظـّيا ً واختلافا ً فيما بيننا, وستعود التفجيرات لمناطقنا بنفس الشدة والقسوة كما كانت, لان ( الاخرين ) لا ينالون ما يطمعون به الا بفرقتنا واقتتالنا ..

 

ولان ( الاخوة ) الاكراد هم الرابحين دوما ً في كل مصيبة تحل بنا فمن حقهم أن يحتفلوا ويقيموا الافراح والليالي الملاح بعد كل نصر  يحرزوه في ساحاتنا, وغدا  سيهرب ( ابناءهم ) من ( طيارينا )  بطائرات الاف 16 الى مطارات كردستان لينعموا بها كما تنعموا بكل ما سرقوه من ممتلكات العراق التي دفعها شعبه من ماله وثرواته ...

 

وللحديث بقية ...

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2208   الاربعاء  22/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم