صحيفة المثقف

قصص قصيرة جدا / حنون مجيد

وليس سبعة آلاف. ثم لما حط بجسده المنهك هناك, سأله إن كان في السيارة جهاز تبريد. أجاب : ستة آلاف وتبريد ؟

- لا بأس, رد مستكيناً, فلا حاجة لي في التبريد.

عندما حرك السائق سيارته رق قلبه على الرجل الكبير ففتح التبريد.

عندما وصل الرجل إلى هدفه رقّ قلبه على السائق المسكين فنقده سبعة آلاف

بغداد 10/6/2011

 

غربة

من على كرسي وثير بارد, وباسترخاء تام, مضى صوت زيد يرن متمهلاً بأذن صديقه البعيد عمرو.

ومن فوق شارع ترابي عاج وتحت شمس لا تطاق تلقى عمرو مكالمة صديقه زيد بود غامر أول الأمر.

لم يعرف زيد وما كان بمقدوره أن يعرف, وقد استرسل في حديث مسهب ممل, سر عذاب صديقه عمرو, وهو ينقل حمله الثقيل من يد ليد, كذلك لم يسمع فحيح صوته الحار وهو يرد عليه.

بغداد 16/6/2011

 

ضجر

برشاقة عاليه حطّ على شجرة يوكالبتوس جرداء, انتبذت موقعاً على نقطة من الرصيف. جسده ممشوق ورقبته غيداء ومنقاره جميل. لحظة وغادر الشجرة بجناحين خفيفين. لقد أضجره ركام السيارات المتثاقلة على جسد الشارع العام, وانفعالات الناس.

بغداد 20/6/2011

 

قطة وبخيل

تقضي جل وقتها بالنوم حيثما يكون ثمة ظلالٌ في البيت. هزيلةٌ غافية كأنها خلقت لتنام. وبالرغم من جوعها المستديم فهي لا ترتاد شارعاً ولا تقفز سياجاً على جار. تستيقظ على صوت الصبي السمين, كلما عاد بكيس فيه طعام. هناك تقعي قبالته, تنظر إليه بعينين مسكينتين تنتظر ما قد تجود به نصف يمناه.

بغداد 20/6/2011

 

وحيدة

 الجو قارس وهي تدبّ وحيدة أشبه بالعرجاء على بلاط عاكس يشفّ عن صورة الماشي عليه.

وحيدة, آلمها البرد, تدرج على بلاط كالمرآة, تبحث عن القرين الذي يمشي تحتها ولم تقبض عليه.

عمان 5/7/2011

 

ليل

هبط الليل. ضغط على أزرار كانت قريبة من أصابعه فشع الضوء. هو ذا في أول ليل له بعيداً عن وطنه. قلّب كتاباً جلبه معه من هناك, وهيأ دفتراً جديداّ واستل قلماً. ما أذهله أن وجد أوراق كتابه ملساء بيضاً, وأوراق دفتره سوداً, وقلمه جافاً. نهض منكسراً, أغلق الضوء وغرق في عاصفة ليل.

عمان 5/7/2011

 

عدالة

كان يريد أن يكتب رسالة يقول فيها, الجو هنا عطر كأنفاسك ورائق كطلتك, لكن لا سلوى لي فيه إلا بوجودك. ولما فكر في أي من المرأتين ينبغي أن يوجه خطابه إليها, ألغى رسالته.

عمان 5/7/2011

 

ذباب

نزل المكان حديثاً.. نظيفاً كأنْ لم يسبق أن دب عليه كائن من قبل. فتح زوادته وأكل, ثم فتحها وأكل, دخل الحمام وخرج, جال في الغرف والأبهاء, نام هنا واستلقى هناك, رمى زوائده في اليمين وفي الشمال, دهش إذ رأى ذبابة تحط على كفه, وأخرى تجثم فوق زوادته, وثالثة تهوّم في مدار أنفه وعينيه, وثمّ سرب أسود في طريقه إليه. صرخ في رد فعل غفل : يا إلهي, من أين أتى كل هذا الذباب ؟

عمان 6/7/2011

 

في المقهى

الشبان الأربعة يلعبون الورق. الرجل يقرأ ويكتب. يتابع أحياناً لهوهم واستغراقهم, لم يلتفتوا إليه, كانو صاخبين نوعاً وكان يلفه السكون. كانوا أربعة ً سعداء, وكان واحداً شقياً.

عمان 9/7/2011

 

 

يموتون ولا يموت

الملك الجبار يأكل ويشرب وينام ثم يموت.

التاجر السعيد يأكل ويشرب وينام ثم يموت.

العامل الشقي يأكل ويشرب وينام ثم يموت.

الخادم الوفي يأكل ويشرب وينام ثم يموت.

الخائن المحتال يأكل ويشرب وينام ثم يموت.

الكاتب يقرأ ويكتب وينام ثم يصحو ولا يموت.

عمان 10/7/2011

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2208   الاربعاء  22/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم