صحيفة المثقف

كفاكَ يا صديقي / صبحي البيجواني

أُجاهدُهُ فتدفعُنـــــــــــــــــــــي رُؤاهُ   

               إلى غورٍ بعيدٍ عـــــــــــــــن مكاني

 وأسعى أنْ أُغالطَهُ بصبــــــــــري    

               فيجذبُنـــــــــــــــي  ويفقدُني اتزاني

 وتغلبُني شقاوتُهُ  وأبقـــــــــــــــــى    

               تقلبُني الظنونُ لمـــــــــــــا اعتراني

كفاكَ اللومَ  وانظرْ يا صديقــــــــي    

               بما فعلتْ معادلـــــــــــــــــةُ الزمان

يؤرقُني الهـــــــــوى  والشوقُ طاغٍ    

               وما فـــــــــي القلبِ من وجدٍ كفاني

أتذكرُ يا صديقي ما تمــــــــــــادتْ    

               بنا الأشواقُ  واحتلتْ كيانـــــــــــي

لِمَنْ أشك و وغيرُك يا صديقــــــــي    

               عديمُ الذوقِ مهتـــــــــــــوكُ اللسان

 ومَنْ أبغي  ودونك يا صديقــــــــي    

               هراءٌ أنْ أكاشفـَــــــــــــــــه هواني

 ولا أحدٌ سواكَ له نفــــــــــــــــــوذٌ    

               مسيطرةٌ علـــــــــــــــى هذا الجَنان

فهلْ وصلتْ مطالعتي  وسعيـــــــي    

               إلى ذهنِ اللبيبِ لكــــــــــــي يراني

فيرفدُني بتحنانٍ  وعطـــــــــــــــفٍ    

               ويغمرُنـــــــــي  وإنْ شاءَ احتواني

كفاكَ العذلَ لا يجدي بعذلــــــــــــي     

               وقلبٌ لا تفارقـُــــــــــــــــهُ الأماني

 

 وذرني ل وأُغالي في شجونـــــــــي      

               وهـــــــــذا الحبُّ بالحسنى شجـاني

لأنَّ دبيبَهُ في القلبِ يســــــــــــــري    

               مُصفـــــــــــــــىً مثل صافيةِ الدنان

 وأنَّ نسيمَهُ عذْبٌ رقيــــــــــــــــــقٌ    

               وشفافُ الروايــــــــــــــــةِ  والبيـان

 ووقعُ الحُبِّ في قلبٍ شغــــــــــوفٍ    

               بلا وصــــــــــــــــلٍ كواقعةِ السنان

كفى يا صاحبي  والردُّ أســـــــــدى    

               سهاماً فـــــــــي  الحشاشةِ إذ نهاني

كفاكَ العتبَ  واعلمْ يا صديقــــــــي    

               بانَّ الحــــــــــــــبَّ في قلبي دهاني

كفاكَ النهيَ  وافهمْ يا صديقـــــــــي    

               بما فــــــــي الروحِ من هذا التفاني

 وما في القلبِ يفضحُهُ ارتباكــــــي     

               وإن أخفيتُ يَظهــــــــــرُ ما أعاني

كفى لوماً  وعذلاً ثم مــــــــــــــــاذا    

               يساوي الحـــــــبُّ من غيرِ امتحان

 ومَن أحببتُهُ أمســـــــــــى شعوري     

               ينازعُنــــــــي إليه كـــــــــــــلًّ آن

تهشُّ له المشاعرُ دون قيـــــــــــــــدٍ    

               ويشعرُنـــــــــــــــي بداعيةِ الأمان

 وألهفُ كلما ألقاهُ يومــــــــــــــــــــاً     

               فيُروى القلبُ ثـــــــــــــمَّ الناظران

 ويسعدُني لقاؤهُ  وابتســــــــــــــــامٌ    

               حكت شفتاهُ ثـــــــــــــــم الوجنتان

 ويبرقُ ثغرُهُ  ويفيضُ سحــــــــــراً    

               بما يحـــــــــــوي من الدرِّ الجمان

 وإن لقاءَهُ مِنْ غيرِ شـــــــــــــــــكٍّ   

               ليفصحُ بالكثيرِ مــــــــــنَ المعاني

أُريهِ الشوقَ في حُبي  وأسعـــــــــى    

               لِمــــــــا يُرضيهِ مخضوبُ البَنان

صديقي ليس ينقصُنــــــــــي صديقاً   

               أُطاوعُه  وقلبـــــــــي قدْ عصاني

لعلكَ مدركٌ ما كنتُ أرمــــــــــــــي     

               إليهِ مـــــــــــــن تصاريفِ البيان

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2224   الاثنين  24/ 09 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم