صحيفة المثقف

وشم / وديع شامخ

 

جفّ البحرُ .. وطبشورك على السبورة،  أخضر وريان؟؟

جفّ الريق.... أيها المعلم،  وعَبَر التلاميذ على إرجوحة الأبجدية ..

يلوكون شمسهم، ويبلعون قمرا قد رسَمْتّه قاع الظلمة ..

أيها المعلم .. عصاك وشما على جسدي .. والبحر الفاغر للمعجزات،  طوى ماءه ومضى ...

أنت سيد البحر ولغة الروح .

أوقفتنا في الصف كأسنان المشط،  وقلت للريح أن لا تعبث بخصلاتنا .

جفّت الأيام،  ونام التقويم،  وشخر الزمن طويلا ..

وأفِقّتَ .. .. تتلو على الخراب سورة البحر،  وعلى عصاك شرنقة الأبجدية .

...........................................

 

في الظلمة .. في قيعان المعنى .. في التيّه .. أيها البحر ..

الشرفات يتلصصن على النوايا

والرمل كما هو .. يرسم الأقدام ذكرى،  ويمحو الخطوات ..

سائرون .

أيها المعلم .. .. نزرع سبورتك بآثامنا،  وتُطهّر خطايانا .

..........................

 

وشم على الرؤى،  وشم على الروح ..

قضبان من سلالة الأوطان المرمية في القلوب ..

أوطان مرسومة على الظهور كسياط لاهبة .. وشمس لاتكف عن الضحك من غموضنا .

..........................

لا المعلم يَدلك جسد الأبجدية

ولا البحر يمشطٌ مساءَ خرافِتنا

وحيدون .. مثل الله في سماء بعيدة

قريبون مثل شيطان يمسد شعورنا

...............................

ايها المعلم

افرك الصدأ ..

عن رؤانا التي تكلست بالملح....

عن عيوننا التي ذوت في مناحل الشمس

أيها البحر .... الشيخ.

شاخ المعلم،

مضينا على رملك نتهجى أبجدية السير الى الحياة ..

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2236   السبت  6/ 10 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم