صحيفة المثقف

الخلايا الجذعية تفوز بجائزة نوبل في الطب لعام 2012 / عامر هشام الصفار

عن منح جائزة نوبل في الطب والفسلجة لهذا العام للبروفسور البريطاني جون كوردن مشاركة مع العالم الياباني شنيا يامانكا وذلك لجهودهما في بحوث الخلايا الجذعية وتغيير الخلايا البالغة لتكون خلايا جذعية يمكن لها أن تتحول الى خلايا بوظائف أخرى داخل جسم الكائن الحي.

ومن المعروف أن البروفسور كوردن كان أول من فتح باب العلوم على الأستنساخ البايولوجي وذلك بأستعماله خزع نسيج من الأمعاء لأستنساخ ضفدعة حيث أستلهم الباحث الياباني يامانكا الفكرة ليغير الجينات داخل الخلايا الحية فيغيّر في الوظيفة والسلوك الخلوي.

 

ما قصة أستنساخ الضفدعة؟

من المعروف علميا أن الخلية أنما تتكاثر بالتخصيب بدءا من تخصيب البويضة بالحيامن حيث تتكاثر الخلايا لتتخصص الى أنسجة في أعضاء لا تقوم بغير وظيفة واحدة معروفة ضمن جهاز فسلجي كامل. فخلايا الدماغ مثلا والمتخصصة لأداء وظيفتها المحددة لا تقوم بغير كونها خلايا دماغية تتنوع لتؤدي مهمتها. وكذلك الحال مع خلايا القلب وهلّم جرا. فلا تقوم خلية مقام أخرى رغم تشابه التركيب الداخلي للخلية. ولكن جون كوردن وفي عام 1962 كان قد تمكن من أن يوضح للعالم بأن المادة الواثية الموجودة في خلايا مأخوذة من أمعاء الضفادع مثلا أنما تحتوي على معلومات كفيلة بتخليق ضفدعة جديدة كاملة. فما الذي عمله كوردن في ذاك الوقت؟.

لقد قام بأخذ المادة الوراثية من خلية الأمعاء في الضفدعة ووضعها في بيضة الضفدعة نفسها فاذا بالمخلوق المستنسخ ينمو بشكل طبيعي كامل. وبذلك أنتشرت وعرفت تقنية الأستنساخ في البايولوجي مما أدى الى نجاح أستنساخ النعجة دولي المعروفة وهي من أوائل الحيوانات الثديية المستنسخة وذلك عام 1996 حيث ولدت دولي لثلاث أمهات: واحدة أعطت البويضة والأخرى المادة الوراثية (الدي أن أي) والثانية وفّرت لها الرحم الحامل.

وفي عام 2002 أستعمل الياباني الذي فاز اليوم بجائزة نوبل في الطب شنيا يامانكا تقنية أخرى وذلك بأعادة الأعتبار للمعلومات الوراثية الجينية داخل الخلية وأصلاحها بدل تبديلها وتغييرها بمادة وراثية من خلايا أخرى.

ومما لا شك فيه فأن عمل يامانكا من خلال بحوثه الكثيرة وأختباراته قد أكمل السلسلة بصدد أستعمال تقني بايولوجي جديد لمعالجة أمراض مزمنة قد تتلف الخلية وبالتالي العضو المتخصص في أجهزة الجسم الأنساني المختلفة.

وعلى ذلك أعتبرت لجنة جائزة نوبل للطب اليوم أن مثل هذه البحوث حول الخلايا الجذعية وأيجادها من خلايا البالغين أنما ستخلق ثورة حقيقية في عالم الطب ومعالجة الأمراض المزمنة في المستقبل القريب. فعلى سبيل المثال ستقوم الخلية الجذعية التي يمكن لها أن تتحول الى خلية قلبية مثلا بتبديل الخلية الميتة في القلب لتتكون محلها خلية صحيحة وطبيعية فتتحسن وظيفة القلب المريض. ولك أيها القارئ الكريم أن تقل مثل ذلك حول علاج مرض الخرف أو مرض الجلطة الدماغية الذي قد يسبب تلفا في خلايا الدماغ حيث ما أحوجها حينذاك الى أستبدالها بخلايا جديدة حيثما كان ذلك ممكنا. ولا يخفى على المتخصصين اليوم عدد البحوث وتفاصيلها والخاصة باستعمالات الخلايا الجذعية لمعالجة الجلطة الدماغية.

ويبقى للعلم تحذيراته في هذا المجال. فأستخدام مثل هذا الأسلوب في العلاج لا يخلو من المخاطر أحيانا كالأصابة بألتهابات فيروسية أو بنشوء سرطانات في مناطق الجسم التي عولجت بالخلايا الجذعية. وعلى ذلك يوصي الطب الحديث بمزيد من البحوث الطبية في هذا المجال.

ومن الأمثلة على السلوك العلمي الراقي قول البروفسور يامانكا اليوم عند سماعه بمنحه جائزة نوبل في الطب " أنه لم يكن ليستطيع الحصول على هذا التقدير لولا بحوث البوفسور جون كوردن وجهوده العظيمة".

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2239الثلاثاء 09 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم