صحيفة المثقف

شهوة سريالية..ما بعد سقوط بغداد / صلاح داود

 

وأهْــوَى المـراكـب مــن كــلّ لـــوْن

علـيـهـا زهـــورٌ تـــدوس زهــــورا

 

ولــي صـولـجـان وتـــاج وعـــرش

وحـولـي الحـشـود تُحَـنّـي الظـهـورا

 

وتـسـعــى لــــدي بــكـــل انــدفـــاع

تـقـبّـل رجْــلــي ســجــودا وقــــورا

 

طـوابـيـر جــيــش تـحـيــط بــذاتــي

وتـركـل بالـرِّجْـل تُـدْمــي الـظـهـورا

 

وأهـوى الجـواري وأهـوى الغوانـي

وأهـوى الشـذوذ وأهــوى الخـمـورا

 

أبـيــت مـســاء بـأحـضــان لـيـلــى

وفي الصبح تسعى على الصدر نورا

 

ويـحـلـو لــــديّ افـتـكــاك الـنّـســاء

وهـتـك الـعـروض صـغـيـرا كـبـيـرا

 

أدمّــــر كــــلّ اعــتــراض لــرأيــي

وأسـحـق مـثـل الـبـعـوض الفـقـيـرا

 

وأهْـــدم مَـــن لا يُـمـاشـي هــــواي

ومــن يستغـيـث احتـجـاجـا مـريــرا

 

أهــدّ النـفـوس وأجـنــي الـــرؤوس

وإن لـــزم الأمـــر أفـنــي الـقـبـورا

**

 

ومـازلــت أهـــوى أكــــون أمــيــرا

بـأمــري الأمـــور تـصـيـر أمــــورا

 

وأعــقــد صـفــقــة رهـــــن لأرض

عليـهـا الـجــدود أقـــروا المـصـيـرا

 

وللـغـاصـبـيـن أكــــــون خـــدومـــا

أبـــيـــع الـــبـــلاد عـــبـــادا ودورا

 

فتـحْـتَ المـنـاضـد حـفـنـة ُ حـلــوى

وفـي البنـك يحبـو رصيـدي حـبـورا

 

وأفـتــح بـحــري لأســطــولِ عــــاٍد

لـيـطـعـن جــــارا ويـبـنــيَ ســــورا

 

ويـسـحـق نـخــلا ويـرجــم جـســرا

ويـنـكــح جــهــرا بــنــات بــكــورا

 

ويـرتـع بالـعـرض والـطّـول رقـصـا

بـأفــلام عــهــر تــهُــزّ ُ الـسـريــرا

 

مـسـاجــدُ هــــدَّ الـرّجـيــم ذُراهـــــا

وبـاسْــم الحـمـائـم داس الـحـصـيـرا

 

وأعـــلــــن لـلـعـالـمِـيــن بــيـــانـــا

بــأنّــه جــــاء لـيـحْـمـي الـطــيــورا

 

ويحْـمـي الـفَـراش وحـتـى الـجــراد

ويحـمـي المـحـيـط بـحــارا وبُـــورا

 

ويُجـرِي الصحـارَى مَـغـارسَ قـمـح

ومـشْــتــلَ ورد يــعُـــجّ عـــطـــورا

 

ويـبــذُرَ فـــي كُـــلِّ شــبْــرٍ إخــــاءً

يُدمْقِـرُ فــي الحـيـن مــا كــان زورا

**

 

ومـازلــت أبـغــي مـزيــد الـخـطـايـا

وألـــوان قـمْــع يــزيــد الــشّــرورا

 

وحـولــي الـقـوافـي تُــوقِّــع لـحْـنًــا

ومَـــلا َّقُ لـفْــظٍ يُـذكِّــي الـعـصـيـرا

 

ويُــجْــري الـمَـقــالَ وراءَ الـمَـقــالِ

بِـأصـنـافِ مَــــدْحٍ يــعُــجّ بَــخــورا

 

بـرغــم الـمـهـانـةِ تَـثْـغــو  شِّفــاهٌ

قـصـائــدَ نَــظْــمٍ تــــرُجُّ الـبُــحُــورا

 

وتـرفــع أعـلــى الـشـهـاب مـقـامـي

بـأنـي بـدونـي أضـاعـوا المـصـيـرا

 

كـأنْ لـمْ يـعـدْ فــي الـصـدور قُـلـوب

تـرفـرف عشـقـا وضـــوءا ونـــورا

 

كــأنْ لــمْ يـعـدْ فــي الجمـاجـم مُــخٌّ

يـدبّــر أمــــرا ويـحـمــي مـصـيــرا

 

كـــأنّ الـزمــان زمـــان الـمـواشــي

هـواهــا هـواهــا تــلــوك الـفـطـيـرا

 

كـــأنّ الــزّهــورَ أبـتْـهــا الـعـطــورُ

فـبـات الـرّحـيـق يَـعــاف الـزهــورا

 

كــأنّ الغـيـومَ عـلـى النـجـم هـاجــت

فـولّــى الـنّـجـوم الـثـبـورَ الـثـبــورا

 

كــأنّ البـحـارَ مــن الـحــوت فـــرّت

فـفــرّ الّــرمــال يُــــردْن الـقـمــورا

 

وهــام الـنّـوارس صَـــوب الفـيـافـي

وعـــاج الـهـديـر يـعــادي الـهـديـرا

 

كـــأنّ الـنّـسـورَ أضـاعــت ذراهــــا

فأضـحـى الـصّـواب بــأنْ لا تطـيـرا

 

كــــأنّ الـفـحـولـةَ قــــد زوّجــوهـــا

بِـمُـومــسِ غــــولٍ تَــهِــرّ هــريــرا

 

كــــأنّ الـعــروبــة قـــــد حـبّـلـوهــا

بِـمَـنْـيٍ لَـطـيـخٍ مـــن الـبَـغْــي زورا

 

فــبــات الــقــرارُ يــقــوده أعــمــى

يــقــوده أعْـــــورُ يـلــعــنُ نـــــورا

 

وخـلــفَ الجـمـيـع بَــغِــيّ ٌعــجــوزٌ

تَــدَلَّـــى قَـفــاهــا دِلاء  ذفـــيـــرا...

**

 

وأهـــــوَى أخــيـــرا يَــحُـــلّ الأوانُ

فتـعْـوِي السّـنـون تـــدكّ الـشّـهـورا

 

ويفْلـت ِمـن قبـضـة الـدهـر عـمـري

لأعـلــنَ تــــوًّا قــــراري الأخــيــرا

 

بـأنّـي أنــا مَـــنْ كـرهــتُ صِـفـاتـي

وأنّـــي حَـكـمْــتُ أُزيــــحُ الأمــيــرا

 

ومــا عُــدْت أقْــوَى أطـيـقُ ذفـيـري

ونَـتْـنَ الدّعـايـاتِ تُعـمـي السّـطـورا

 

وجَـــرَّ الأســـاَرى عُـــراةً جِــهــارا

وهـتْــكَ الـمَـحـارم هـتْـكــا سـفـيــرا

 

وقــرّرْتُ أُفْـلـتُ مِـــن نَـتْــن ذاتـــي

لــعــلّ الــــورود تـعِـيــد الـعـطــورا

 

وقــبْــل الـرّحـيــل أرجّــــج شـعـبــا

رضِـيّـا سَـكـوتـا أضـــاع المـصـيـرا

 

وأُخْـصِــي  بَـقـايـا  شِـبــاه  رجــالٍ

أليس الـرّجــالَ أضـاعــوا الـذُّكُــورا

 

وبـعــدُ.. أرَجِّـم بالـشـمـس رسْـمـي

ونرجـسَ عشقِـي الـذي لــن يطـيـرا

 

وكـــلّ َ الــذيــن بـتـســعٍ وتـسـعــيـ

ن صَبُّـوا القِـداح ونـالـوا القـصـورا

 

فـــإنْ مـــا ذهـبْـنــا بـعـيــدا بـعـيــدا

تَركْـنـا الـزّوايـا تُـوشِّــي الـصّــدورا

 

وإنْ مـــا ذهـبْـنـا جـمـيـعًـا جـمـيـعًـا

إبــــاءُ الــبــلادِ يــعـــودُ أمــيـــرَا..

 

26/1/2002

تونس

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2259   الاثنين   29/ 10 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم