صحيفة المثقف

د. عدنان الظاهر .. كلمة القيت في ملتقى واسط الثقافي / حمودي الكناني

هو من بيئة حضرية عُرفت بصفاء هوائها ورقة وطراوة اهلها وسعة ثقافتهم تلك هي الحلة الفيحاء هكذا كان يلقبها الناس وأنا من قرية كانت تغفو على ضفة الفرات القريبة من الصحراء تبعد عن الحلة بمائة وثمانين كيلومترا .عدنان الظاهر او كما هو اسمه في اوراقه الثبوتية عدنان عبد الكريم الظاهر ..كنتُ مرةً اخطأتُ باسمه في تعليق على احدى قصائده إذ كتبتُ عدنان الطاهر فرد معلقا ومازحا الحمد لله الذي ابدلت الظاهر بالطاهر وعدنان الطاهر صديقي ايضا يا حمودة قالها بمزاح ودعابة ..... عدنان الظاهر لا يعلق على كتاباتِ الاخرين مهما كان شكلُها ولونُها وطعمُها ولكنه يرد على التعليقات التي تصله بروح لا تخلو من الفكاهة واللكز بالضحك .... أحببتُ هذا الرجل وكأنني أعرفه من زمانٍ بعيد أو أني وجدتُ فيه احدَ اساتذتنا في كلية التربية في جامعة بغداد - قسم اللغة الانكليزية حينما كان يطيب له الجلوسُ معنا في نادي القسم آنذاك لنسمعه الابوذيات والدراميات وانواع الشعر الشعبي و (القصيد أو الكصيد) البدوي الذي كنتُ وما زلت اجيد إلقائه .عدنان الظاهر هذا الشيخ الشاب حدثتني عنه العصفورة طويلا وقالت أني أعجب لقدرتك على تحمل هذا الشخص المتقلب المزاج (اللي ألله ما يجرعه) فأضحكتني وضحكتْ هي الاخرى طويلا عندما اخبرتها انه يغار مني لكنها في الآخر قالت كم هو محظوظ أنت تحبه وهو يحبك جدا .... وكان قولا صائبا فأنا احببت الرجل لأنني رأيت فيه جيلا كاملا من ابناء العراق الرواد النجباء الذين جعلوا من انفسهم شموعا انارت طريق الاجيال ومشروعا علميا رصينا... سلمتُ عليه لأول مرة في شبط 1961 وأنا تلميذ في الرابع الابتدائي في حينها فحنَّ لي ورق قلبه وقال لي يا فتى أجئت توقظ في عمك عدنان ما أبعده ذكراه السنون؟ لكنه أخيرا بسط يده لأضع اصابعي فيها وسحبني اليه فسرنا سوية عبر شوارع وازقة السنين المتعرجة فوجدته خلال هذه الرحلة الطويلة مزيجا غريبا من الضحك و المرح والفرح والحزن فكان بحق مصداقاً للصورة التي رسمتها احدى الذيقاريات في ومضتها

 

بيه فرح بيه حزن واثنينهن يردن دمع

والفرحة مدري بيا كتر لاشوفها ولاتنسمع

كنت خلال هذه الرحلة كثير التلفت يمينا وشمالا وبين الحين والحين أحك فروة رأسي لعل ما في داخله يوقظ فيَّ ما يجعلني انتصر للسؤال الذي يرقى لمخيلة هذا الانسان الوقر الضحوك :

والآن اقف حائرا متلعثما كيف اتحاور مع هذا العملاق الذي يلين بطيبته كل قاس غليظ .... ولهذا رأيتُ من المناسب أن أعزف على وتر ستطرب له روحُه عند سماع نغماته، حزينة كانت ام مفرحة ..... هكذا رافقت عدنان عبد الكريم ظاهرالظاهر من شباط 1961 :

1- استاذي الكريم يابن عبد الكريم ماذا أراد عنترة أن يقول لعبلة بــ :

هلا سألتِ الخيل يابنة مالك.............

أرحني رعاك الله ولا تبخل بما تدخره من غمز وضحك

 

 

2- مطلع ستينيات القرن الماضي كان حافلا بالأحداث الجسام، الصراعات على اشدها فماذا تدخره ذاكرتك عن شباط 1961، عن القائمة المهنية الديمقراطية وماذا جرى لك وأنت احد مرشحيها البارزين؟

2- ((كلب إبن الكلب.......سرسري ........هتلي ....... شيوعي .....كافر........ زنديق ........)) هذه شتائم عراقية بامتياز قد سمعها الكثير الكثير ممن كانوا طلائع للمناضلين وقد تلقيتَ مثل هذه الشتائم انت نفسك فأين ومتى كان ذلك ولماذا يحصل كل هذا في بلد تغلب عليه الأسلمة وتتدعي كلُّ أطيافِه الوطنيةَ؟

3- من هو صاحب حداد وما هو فضله عليك وكيف اصبحتم اصدقاء فيما بعد؟

4- (ليالي الانس في فيينا.....) الاغنية الشهيرة للمطربة الراحلة الاميرة اسمهان وأنت الشرقي القادم من بلاد محافظة كل شيء فيها (تابو) حتى عبارة "شلونك حبيبي " هل وجدت فينا عندما حللت فيها بين6- 22 أب من عام 62 كما غنته الاميرة الراحلة اسمهان؟

5- Grinsing قرية قريبة من فينا هناك يستطيع المرء احتساء النبيذ الاحمر ويتلذذ بطعم الدجاج المشوي عمي العزيز عدنان - تدري شكد احبك واحب الورد جوري عبنه بلون خدك - وأنت عائد من هذه القرية بعد الساعة الثالثة من بعد منتصف الليل ماذا حدث بينك وبين السائحة الفلندية التي كانت جاراتك في المقعد؟

6- من هي Lilly ? وكيف تعرفت عليها وهل كنت تتمنى ان تدوم معرفتك بها؟

7- في موسكو المدينة التي كانت تداعب خيالك ازدحمت عليك الدروس فاللغة الروسية جديدة عليك و لربما كانت صعبة التعلم لكني وجدتك صممت على تعلم الرقص، ما الذي دفعك الى ذلك، هل هو احساسك بالخجل امام تلك الفتاة في فينا دفعك الى ذلك أم أن روح الشباب وعنفوانه دفعا بك الى ذلك؟

8- موسكو بلد الجمال والجميلات ومما سمعته من بعض الموظفين العراقيين وبعض الدارسين عسكريين او مدنيين انهم كانوا مستهدفين من قبل المخابرات الروسية بتسليط الجميلات لجر ارجلهم وكسبهم، سيدي الظاهر الجميل، أنت صريح بما يكفي هل وقعت في شراك واحدة او اكثر من ذينك الجميلات ..قل شي ولا تخبيش يا عدنان ..؟

9- من خلال قراءتي لمذكراتك المنشورة في موقعك وجدتك ساردا بارعا ووصافا لا تضاهى لك القدرة على تصوير الحدث بمهارة المصور الحاذق والفنان المقتدر وقد اشرت لصورة التقطها لك مع خنزير الدكتور حسين قاسم عزيز استاذ التاريخ الذي درَّسنا مادة التاريخ الاسلامي المقررة لطلاب اللغة الانكليزية في الصف الاول عام 68-69 ... ومما كنت اتذكره ان الدكتور عزيز كان رئيس تحرير جريدة طريق الشعب، هل كنت أحد محرري هذه الجريدة او احد كتابها؟

10 – لاحظتُ أن لك جاذبية مع النساء فلقد كانت لك علاقات متعددة مع شابات روسيات و اوكرانيات وغيرهن جميلات جدا ... فهل انت محظوظ مع النساء ولك قدرة جذبهن دون غيرك من الشباب وهل كان مدعاة لغيرة الاصدقاء منك؟

11- ما هي اسباب انهيار النظام الاشتراكي في روسيا بنظرك؟

12- وردت اسماء كثير من الشابات في مذكراتك ؛ إيما، سونيا، عايدة زويا إيفا وغيرهن وفي التقديم لعلاقتك بالارمنية عايدة تقول الحظُ كالبراكين والعواصف ضربات فجائية غير متوقعه، ما الذي جعلك تقول ذلك؟

13- وأنت تغرق في البحر الاسود جراء الشد العضلي الذي تعرضت له وكدت أن تموت غرقا بماذا كنتَ تفكر في تلك اللحظات؟

14- لقد اقمت علاقات كثيرة مع فتيات جميلات جدا ومنهن من عرضن عليك الزواج، من منهن كنت تتمناها زوجة لك وهل انت نادم أنك لم تقبل عرض الفتاة اليابانية؟

15- في معرض سردك عن الحادثة التي كادت ان تؤدي بك غرقا في البحر الاسود تقول " الزمنُ جراحٌ خطيرُ الشأنِ وخبير يعرف كيف يعالج الجروح ويعرف اي عقارٍ يصلح لهذه العلة أو تلك" وأنا أتساءل هل عالج هذا الجراح العظيم الشأن جراحك أم ما زالت لم تندمل بعدُ؟

16- ورد ذكر كثير من الاسماء منذ شباط 1961 منهم من كان في صفك ومنهم من كان ضدك وأراد لك الهلاك وقد ورد ذكر " و . غ . ق " و "صادق الجلاد" ما تأثير العلاقة بهذين الرجلين في خط سيرك في الحياة؟

17- نحن في عام 1968 سنة الطيران من موسكو الى نيويورك وأنت تأخذ مكانك في الطائرة الى اي شيء كنت تتطلع وماذا تركت خلفك في موسكو؟

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم