صحيفة المثقف

جمال الدين الأفغاني وفكره الاجتماعي

وكذلك سعيه الدؤوب والمتواصل لأجل التجديد والثورة والأصلاح السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، رغم الحصار الذي فرضته النظم السياسية الحاكمة على دعاة الأصلاح والتغيير وعشاق العلم والمعرفة والنور.

 

تميّز الأفغاني بأفكاره التحررية وأرائه المستنيرة التي كان يصوغها بأسلوب مؤثر، اتسم بالوضوح والتركيز والدقة والمتانة العلمية والجدل الفكري. وصاغ مشروعه السياسي ـ الفكري في خضم حياة مضطربة وكفاح مثابر ضد الاستعمار الأجنبي في البلدان العربية والاسلامية، هذا الاستعمار الذي استهدف بالأساس الاختراق الديني والثقافي والاقتصادي للبنية الاجتماعية .

 

أقام الأفغاني جبهة عريضة بهدف الدعوة الفكرية الأصلاحية للخلاص من القهر والظلم والطغيان والاستبداد والفساد الاجتماعي والسياسي، ودعا الى تحرير الفكر الديني من قيود التقليد، ورأى عدم التعارض بين العلم وجوهر الدين، ففتح باب الاجتهاد على مصراعيه وعلى قاعدة واسس متينة من العقلانية والنزاهة والجرأة والرغبة في مقاومة ومحاربة الظلم الاجتماعي.

 

وعبّرالأفغاني عن حس كبير وحاد بالعدالة الاجتماعية، وحارب بدون هوادة القوى الاقطاعية والرجعية في المجتمع ووقف الى جانب المستضعفين والمقهورين ومسلوبي الارادة.

 

أدرك الأفغاني حقائق ومعطيات عصره وزمانه ومستقبل شعبه وأمته، وقدّم تجربة فكرية وطليعية وريادية في مجال الفكر النهضوي التنويري، وبذل جهداً هائلاً من أجل تحويل الدين من سلاح في أيدي الطبقات الرجعية والاضطهادية الى سلاح في أيدي القوى الاجتماعية المظلومة والكادحة، وخلص الى الاستنتاج أن الحكمة دائماً وأبداً للعقل والعلم.

 

جمال الدين الأفغاني كاتب ومفكر وخطيب، قوي النبرة، حاد اللسان، ومعلم ومرشد وهاد ومصلح اجتماعي تحدى الموانع الرهيبة في سبيل رسالته الثورية السامية وتحقيق أهدافه الأصلاحية، الرامية الى التغيير الجذري الشامل في كل مرافق الحياة الاجتماعية الفاسدة في العالمين العربي والاسلامي. 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1223 الاثنين 09/11/2009)

 

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم