صحيفة المثقف

الدكتاتورية المقدسة في زمن الديموقراطية في العراق

بعيدا عن مصطلح الدكتاتورية كشكل من اشكال الحكم المطلق وتفردها بسلطات الحكم سواء على مستوى الافراد او الاحزاب والتي لا تختلف عن مفهوم الملكية في توجهاتها الاخلاقية سواء كانت حزبية كالمانيا النازية او الفاشيىة او الاتحاد السوفيتي سابقا او فردية اسرية متوارثة كالانظمة الملكية سواء في دول الخليج او الاردن والمغرب وبريطانيا ووووووووووالخ ناهيك عن طبيعة الخلاف والاختلاف ما بين العالم الغربي والعربي في شكل وطبيعة ومفهوم الملكية ونوجهاتها الاخلاقية وطبيعة النظم السياسية ودرجة الفساد فيها حيث تمثل في العالم العربي بااعلى درجتها السلطوية ناهيك عن درجة الفساد بااعلى مراتبها من تلك الانظمة التي يطلق عليها ديموقراطية او ليبرالية او جمهورية اواوووووالخ من خلال تسلط الافراد والاسر

على الشعب والثروة والحكم تسلطاً شاملاً معتمداً على القوة العسكرية والاعلام والقضاء للدولة وهذا الامر كان متميزا في عالمنا العربي وتحت شعار الملك او الامير او السلطان بل انعكس ايضا حتى على الاحزاب التي يطلق عليها قومية او وطنية كما سبق ان حدث في سوريا واراد ان يحدث في ليبيا والعراق ومصر.، وغالباً ما يتصور الدكتاتور نفسة وتحت شعار الملك بان له صلة روحية بالله الذي يلهمه ما يجب أن يفعل، أو قد يتصور نفسه با نه هو الإله، ولهذا يحيط نفسه بهالة من الحصانة والعصمة حتى تاخذ الحاشية والشعب بتقبل يدية من اجل التبرك بهذا الالة حتى وان كان فاسدا اومجرما اوفاسقا المهم انه الالة المصنع لحكم الارض والسماء وعلى الرعية واجب الطاعة والولاء له ولا يمكن الخروج علية -- تحت فتوى سلطانية من قبل ما يسمى برجال الملك وليس رجال الدين كما هو شائع- وهنالك خطوط حمراء على وسائل التعبير لسلب ارادة الانسان والرعية بشكل عام ومن يحاول التعبير اما كافر او زنديق او عميل ووجب رجمة كرجمات الشيطان بعيدا عن كلام الله عز وجل - كلكم لادم وادم من تراب- خاصة بعدما اشيع بان هؤلاء الملوك من ذوات الدم الازرق عبر اشاعات مختلفة وهم يختلفون عن البشر العادي من ذوات الدم الاحمر بالنسب والقبيلة والعشيرة كالنسب العلوي او الهاشمي او الاثنى عشري وغيرها من المصطلحات والمفاهيم التي يتبجح بها هؤلاء علما بان الرسل كعيسى وموسى والرسول محمد ص كانوا من الناس البسطاء وليس من طبقة الملوك فهذا نجار وذالك تاجر على الرغم من انهم انبياء ورسل من الله عز وجل ولم يحدثنا التاريخ والكتب السماوية على انهم من ذوات الدم الازرق او انهم ملوك ومن انساب مختلفة بل انهم حاربوا القبلية والانساب المتوارثة والعشائريىة وادانوا الملوك والجبابرة على سلوكياتهم حتى جاء في القران الكريم طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ. هُدًى وَبُشْرَى ... وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ. إِذْ قَالَ مُوسَى ... قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ اذ ان هذه الطبقة من الفاسدين كما جاء في كلام الله عز وجل ولهذا تظهر هذه الطبقة الدكتاتورية وباسم الاسلام-

في المجتمعات المتخلفة والمتقدمة على حد سواء، ففي المجتمعات المتخلفة يتحمل المجتمع أكبر قدر من صناعة ذلك الاستبداد نتيجة التقوقع الاجتماعي والتعصب العشائري والقبلي وعدم فهم الدين بالشكل الصحيح نتيجة للجهل والتجهيل المبرمج. كما هو في عالمنا العربي أما في المجتمعات المتقدمة فيحدث الطغيان والاستبداد الواعي بأسباب عديدة، منها : غياب الوعي الجمعي عن السلطة الفوقية، وتحول المجتمع إلى آلة عمل متناسقة ومتناغمة للعيش وأشباع الغرائز فقط، ففي المجتمعات المتقدمة يكون الاستبداد فكري وليس عملي، اي ان هذه الانظمة لاتقتل الإنسان بمعنى النحر او حفر المقابر الجماعية للمعارضين او المخالفين بل انها تسعى الى قتل الروحية المتحركة والفكر المتطور بحجج وأساليب خفية ومتنوعة، وهناك نموذج متطور للدكتاتورية والاستبداد يشترك في صنعها الفرد والمجتمع هذا النموذج موجود حالياً في العراق وتحت شعار - السيد - بدلا من الملك اذ يعمل الحاكم هنا سواء على مستوى الفرد أو الحزب اوالمجموعةالمتسلطة على فصل شخصية السيد وصفته وأمتيازاته عن طبيعية المجتمع بالتقديس عندها لايستطيع المجتمع أن ينهض من سباته الاجتماعي ولا   بستطيع السادة وغيرهم من الطبقة السياسية من ترك الامتيازات والعروش والمواقع التي حصلوا عليها دون جهد يذكر والامثلة هنا متنوعة ومختلفة في زمن الديموقراطية العراقية اي باختلاف شعاراتها سواء على مستوى

بناء حلم الدولة الكردية وتقديس قادتها كعائلة البرزاني والطلباني او تقديس اولاد المرجعية كتقديس الملوك بعد ان رفعت شعار النسب لال بيت لاسول الله ص علما بان الرسول الاعظم ص قال في حديثة النبوي-اتوني باعمالكم ولا تاتوني بانسابكم- علما بان هذه الشخصيات تفتقر الى ابسط المقومات لائمة بيت رسول الله سواء على مستوى الوعي والعلم والورع والتقية والايمان والزهد ووووووووووووووالخ

وكما قال الشاعر

كن ابن من شئت واكتسب ادبا

يغنيك محمودة عن النسب

فليس يغنى الحسيب بنسبة

بلا لسان له ولا ادب .

اذ ان المشكلة هنا ليس بهؤلاء الطبقة بقدر ما يتعلق الامر في طبيعة التقوقع الاجتماعي والفكري والديني ناهيك عن التعصب العشائري والقبلي الذي استلب ومسخ العقلية العراقية حتى اصبحنا اليوم امام شبة ظاهرة عراقية تتجاوز الاعراف والقوانين الوضعية والالهية على حد سواء اذ والاول مرة في تاريخ الشعوب تتحول المرجعية الدينية بفكرها وعلمها واجتهادها الى مرجعية وراثية تتلاقفها الابناء والاحفاد بغض النظر عن فكرها ووعيها ومستواها العقائدي حتى انها اصبحت منهجا يختلف عن المنهج الاسلامي فكرا وروحا بل انها ارادة شيطانية سبق ان سنها معاوية ويزيد وحاربها ابن بنت رسول الله الحسين ع في واقعة الطف التي يقتاد بها ايناء المذهب عبرصرخة واحسيناة اذ لماذا يدين ابناء المذهب ما سنة معاوية ولا يدين هؤلاء الملوك المقدسين باسماءهم وعوائلهم حتى اصبحوا يمتلكون خطوط حمراء ولا يمكن نقدهم او توجية اخطاءهم وتحت شعار مقدس اذعلى الرغم من قناعتي الشخصية انه لا يوجد اي شئ مقدس الا المكان والقدوس الاعظم وهو الله عز وجل اما الاحترام والتقدير والاجلال للشخصيات الانسانية نتيجة لما قدموة للبشرية من فكر وعلم وثقافة وافعال مختلفة لهذا قال الرسول ص - اتوني باعمالكم ولا تاتوني بانسابكم - ولهذا لا ينكر حتى الاعداء ما قدمة الشهيد الصدر الاول من فكر وثقافة واجتهاد وزهد وتقوى وايمان انعكس على اتباعة وغيرهم ولكن ماذا قدم الارهابي ابو بقر البغدادي غير الارهاب وهو يدعي النسب الى اهل بيت رسول الله كما هو الحال ابا لهب عم الرسول ص او جعفر الكذاب اذ ان المشكلة هنا وكما اشرنا سابقا الى طبيعة الوعي والتعصب القبلي الذي حاربة الاسلام والرسول الاعظم والذي نعيشة اليوم وتحت شعار اسلاموي مع الاسف الشديد حتى اصبحنا امة مسلمة بلا اسلام لاننا اخذنا نقدس الدكتاتورية دون وعي او نتيجة للجهل والتجهيل المنظم لجوهر الدين ومن هنا تكمن الكارثة في عالمنا الاسلامي والعربي والعراقي لهذا سيبقى الملك والامير والسيد هم الالهة في الارض والسماء وعلينا التبرك بهما لانهم- دكتاتوريات مقدسة- وكما يقول الشاعر دورنسكي - ان الطيور التي تولد في الاقفاص تعتقد ان الطيران جريمة - والحر تكفية الاشارة

 

د طارق المالكي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم