صحيفة المثقف

Por eso yo te amo*

saida taqi لم يُفلِح في معرفة من تكون، صاحبة تلك الرسالة النصية.

خمس كلمات تَركت بالَـه يتيهُ، دون أي إشارة.

رقم الهاتف غريب.. الكلمات يتيمة.

لا إشارة تقوده داخل عتمة الذاكرة.. من تكون تلك المتطفِّـلة على يومٍ خصَّصَه سلفاً، لتسليم روايته للناشر؟

كانت صفارة القطار تعلِن أخيراً مفارقة المحطة.

لا يذكر من بين كل اللائي يعرفهن، من يمكنها أن ترسل إليه تلك الكلمات بذلك اللسان الذي تعلَّـمَه، لكي يدخلَ عالم إيزابيلا الغجري. لم يكن سهلاً أن يحكي عن فوضاها في روايته، و هي تتنقَّـل من حياةٍ إلى أخرى، على قدر فوران أحلامها، دون أن يتحدَّث لغتها.

والآن لا يسترعي شيء اهتمامه، أكثر من معرفة من تكون صاحبة الرسالة النصية.

الرواية سيودِعها بعد أقل من ساعة بين يدي الناشر، لتنمو أحلامُ الحروف في أوراق أخرى.. اليوم يُسْـلِـم إيزابيلّا لحياةٍ جديدة لا تحدُّها الآمالُ التي اصطفاها لها، في عُرفِ السردِ. يودِّعُها بوجعٍ، هو آخر الشغف.. آخر شجن الفلامِـنْكو.. له الآن أن يصرِفَ انتباهه نحو نقاهةٍ مستحقّة..

لكن من تكون صاحبة الرسالة؟

يتأمل الكلمات الخمس من جديد.. و أمام ذهوله، تصله رسالة نصية ثانية، بثلاث كلمات فحسب: “soy yo Isabella“.**

 

.................

* العبارة باللغة الإسبانية وتفيد ما معناه: "لأجل هذا أحبُّك".

** العبارة باللغة الإسبانية و تقارب في الدلالة عبارة: "إنني أنا إزابيلا".

 

سعيدة تاقي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم