صحيفة المثقف

رسالة عاجلة الى حاكم العراق اليوم وغداً .. هل يقرأون؟

abduljabar alobaydiالدكتور العبادي .. أكمل الاصلاحات بسحب الثقة عن الوزراء الفاسدين تمهيدا لتطبيق الاصلاحات وانت مخول اليوم من الشعب والمرجعية الدينية ولا تتردد .. الفرصة ثمينة .. الوقت ينتهي بسرعة..؟

من ينبري لقيادة الامة عليه ان يكون اهلا لها، فالقيادة او الزعامة وان اختلفتا في المفهوم لكنهما مسألة ليست بالهينة او اليسيرة في تنفيذ مهامهما في دقة وعدالة القانون، وخاصة اذا كانتا في مجتمع كالمجتمع العراقي الذي تتحكم فيه الملية والعنصرية والمحاصصية والطائفية التي اوجدها مرافقوا الاحتلال ونفذوها خلافا لارادة الوطن والجماهير، فالقائد هنا يحتاج الى اعلى مواصفات القيادة في الحرب والسلام، والا حتما سيضحي بنفسه وأهله كما حل في السابقين .

على العبادي ان يرقى لمستوى المحنة في التنفيذ؟

الحاكم اليوم هو الحاكم الفعلي للوطن العراقي بلا شك وبيده مقاليد الامور، ولا ندري من سيكون غداً؟ وهو يعلم قبل غيره انه يحكم والاعداء يحيطون به من كل جانب وحتى من أقرب المقربين له . حالة مرت بلاأخرين حتى السقوط الكبير.

والكرد وما يخططون لانشاء دولتهم في المقدمة بعد ان نفذوا المادة 140 بقوة السلاح وضعف المنهزمين مستغلين الدواعش في اجرام الموصل وصلاح الدين .وجيرانه العرب وما يخططون لليوم الموعود لجعل العراق دولة ضعيفة يسهل ابتلاعها بعد ان وسعوا وطنهم في غفلة الزمن على حساب العراقيين بعد تأمرهم مع الخائنين.

.وايران وما تحلم به لعودة مدينة زيزفون . فالعراق بلد الحضارات والفكر والعلماء والقانون الذي بيده أخترع الكتابة ومن قصبه صنع القلم، يضيرهم ان يكون بلدا مستقرا لموقعه الاستراتيجي وموارده التي تضاهي موارد كل الاخرين.

وما هذا الهروب الذي يحصل من كبار الوزراء والمستشارين والناطقين باسم الحكومة، بعد ان شبعوا مالا وجاها مزيفاُ الا الدليل القاطع على ما نقول، واليوم يظهرون في أعلام الاخرين يُنظرون والخائن علي الدباغ مثالأ .ولو اعتمد الحاكم منذ البداية على رجال من اهل العلم والتدقيق والثقة وسمع نصائح المخلصين، فقد كتبنا له الكثير لما وقع في اشكالية التقدير. لقد انتهى عصر الانعزالية عن الناس، فالدولة رضيت أم ابيت فهي ملك الجميع، ولو دامت لغيرك ما وصلت اليك.

لقد انتهى عصر الزعامات المتجبرة اليوم، لكنها ماتت في وطنها وبيد شعبها ولم تترك لها تاريخ . وسيموت كل من يتجاسر على حقوق الوطن والمواطنين على ما مات عليه القادة المقصرين .

ان المقربين من الحاكم يتحدثون اليوم مع انفسهم بالقول كما نسمعهم يقولون: ماذا تنتظرون به بعد هذا الطوفان من الاحتجاجات والاخطاء المتكررة على الدولة والناس، وضعف السلطة وفقدان الامن وسرقة المال العام، وفقدان حقوق المواطنين؟. لا بل فقدان الوطن نفسه وتسليمه للمتخلفين الدواعش المجرمين. يجيب البعض منهم فلننتظرعسى ان يراجع نفسه ويُصلح الامور، فهم خائفون على انفسهم من المصير.نفذ أيها الرئيس المطلوب...؟

فهل ستحاسبهم قبل ان يحاسبك الزمن والقانون يا مالكي المهزوم ويا عبادي اليوم.اضرب بيد من حديد ستفوز فوزا كبيرا بكل غانمات الزمن والجماهير ..؟ وهذا يعني ان اموراً كثيرة حدثت لكن اغلب المقربين لا يريدون له قوة الحقيقة، وهي مؤلمة أياً كانت وليس من واجب المؤرخ ان يعثر على الحقيقة.لكنني وبتجرد اقول ومن قلب مخلص للوطن، هم المشكلة وليس الحاكم فقط، فهو رجل قليل تجربة بالحكم والمقربين، بعد ان اوصلهم الى ما لا يستحقون من المال والجاه والمنصب فحاصروه وأوقعوه في شرك اللامعقول، والحاكم دوما يتبع رأي الغالبية من المقربين وياليتهم يعترفون. وياليته يتدبرلماهم فيه يخططون، فهل قرأ عن الامام علي (ع) وكيف غدر به الغادرون ؟.ومهما كُتب في الزعامة والقيادة من اراء الفلاسفة والعلماء سوف لن نخرج منها الا بانطباعات ثلاثة:

هي:

الاول - ان كل الخصوم لحد اليوم لم يستطيعوا ان يبرروا لنا لماذا يتجه الحاكم بالدولة نحو الفردية كما يدعون؟ وهم واهمون .

 

الثاني – هل ان الحاكم يدرك وبثاقب بصره انه يعمل في دولة فيها الخصوم اكثر من المولاة...؟

الثالث –ان لا الحاكم ولا المولاة يعرفون من هم الاعداء؟ وهذه اخطر الاشكاليات في حكمه اليوم .وهو ما وقعت به دولة السابقين من قبل.

هذا الواقع المرير الصعب هو الذي يخيفه اليوم، لأنه هو الوحيد الذي تقع عليه مسئولية الدولة بعد ان استشرى الفساد والافساد في جسمها، وضربت ثوابتها الوطنية دون

أعتراض من قبل كل من ساهم في التغييرويقف المالكي على رأس الفاسدين، فكل منهم اخذ المقسوم من كعكة الوطن كما قالت الخائنة حنان الفتلاوي في مقابلاتها الصحفية دون عيب او استحياء، هي وكل الوزراء والمستشارين الفاشلين الاخرين.، حتى تراهم اليوم كالخنازير في وجوههم مكروهين خائفين من القدرالمواطنين .

فعليك ياعبادي: ان تنظر في تجارب الامم من العلماء والحكماء لا من الجهلة والطامعين المحيطين بك والذين اوصلوا سمعتك الى ما لا نتمناه لحاكم عراقي ولا نرضاه.

اخرج يا حاكم العراق من المنطقة الخضراء واخرج الخونة المارقين وافتحها للشعب ليرى كيف قادته بمجونهم يعيشون، وانظر ما حولك في بغداد العزيزة ومدن الجنوب، مدن مهدمة، وشوارع محطمة، وارصفة مكسرة، ونفوس محصورة بين الموت والحياة كم في النازحين العراقيين، واهم في المنطقة الخضراء منعمون، فالحياة ليست أكل وشرب ونوم، بل امان وأطمئنان وكفاية وعدل، وهذا مفقود في دولتك. فالطالب مدرسته مهدمة، والمريض بلا مستشفى رصين، اما اذا مرض منهم احدا فمستشفيات باريس والمانيا وحتى التجميل للمقدمات والمؤخرات بلا حساب ولا توصيل؟، واولادهم في ارقى الجامعات يدرسون واولاد الخايبات في الجهاد الكفائي يموتون...؟.

اما من تعتمدهم في بلاد الاخرين اصبحوا عارا على العراق والعراقيين بعد ان هجروا الناس وبيعت الارض والاعراض، والهوا أنفسهم بالمحاسيب ومكسرات الزمن فهل

تدرك ما حولك من امور انت مسئول عنها غداً.انظر الى القذافي ما حل به نتيجة اهمال الوطن عبرَ السنين.

والأنكى من كل هذا، ان الخونة زرعوا التفرقة بحجة الطائفية بين المواطنين، انها الخسارة الكبرى للعراقيين ... فهل يدركون اليوم المصير ...؟ ان الشعب يطالب:

بحل مجلس النواب ومحاسبة المقصرين منه فورا تحت طائلة القانون.

ترشيد الوزارة بعشرة فقط ولا تعيد واحدا من الساقطين السابقين.

اخرج مدحت المحمود من محكمة الدولة ليتسنى للقانون ان يأخذ مجراه في المتجاوزين .

الغي كل المستشارين والمدراء العامين الحاليين فهم والامانة على طرفي نقيض.

ابدأ بتشكيل محكمة الثورة الجديدة وقدم كل الخونة للتحقيق تمهيدا لتقديمهم لمحكمة التاريخ. والشعب معك الى اخر الشوط في الحماية والتنفيذ.

اصدر قرارا بمنع السفر حتى لا يهرب الخائنون . فهم اليوم لا ينامون ولا يفكرون الا بالهروب كما هربت قيادة فيتنام الجنوبيىة متعلقة باجنحة الطائرات خوفا من المصير .

الغي الوقفين السني والشيعي واستبدلهما بوزارة الاوقاف او مؤسسة الاوقاف واشرك فيها كل المخلصين الذين لا يتسمون بالطائفية والعنصرية.

وحد الآذان في الصلاة او اجعلة داخل المساجد والحسينيات لامتصاص الفتنة بين المواطنين، الفرصة متاحة لكم فىلا تفوتها عليك لتكتب لك تاريخا مثل كل المخلصين العراقيين .

الدول المجاورة أستخفت بالوطن بعد ان انكشفت لها حقيقة الوهن الذي انتم فيه، وسفاراتكم وملحقياتكم اصبحت ملكا لساكنيها وللطائفية والعنصرية واولاد الخائبين ، فأحذر المحذور بعد ان اصبح السلك الدبلوماسي يعمل ليل نهار لدولته المنتظرة ولأنكشارية الملايين، وهاهم سفراؤكم الخربون في الطائفية والتفرقة والغين.كم من الاموال تبذر على الايفادات ورعاية المحاسيب، وسفر الوزراء والمستشارين ؟ هل من احد منهم قدم تقريرا لتقرئه يوماً.

أنشأ لنفسك وبالعلماء المخلصين قاعدة جديدة للتفكير الواقعي المنطقي المنظم واترك التصريحات اليومية الهوائية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. ودع الحريات والحقوق لكل الناس فقد تفشى الظلم في اجهزة الدولة كلها والامن والتقاعد الذي أكل حقوقنا نتيجة ازدواجية القوانين . وانظر في شبكات الحماية الاجتماعية والجامعات والمدارس والمستشفيات واصبحت الدولة اليوم دولة غابة بلا قانون. وكل ما حصل للوطن اليوم بحاجة للاصلاح الفوري دون تأخير.

ان الدولة المتقدمة هي الدولة التي يحكمها العقل الراجح في اساسياتها والتي لا تتعارض مع الفكر القائم على العقل والقانون. لان العلم والقانون يتحول بمرور الزمن الى

مهارات فنية في ادارة الدولة.فهل انت جاهز لضربة كبرى تعيد الأمل، ، أم أنت مستعد لضربة كبرى ستنهيك والأمل؟

العراق الحضاري العزيز، الذي تولد من حضارات السومرين في الشرائع، والأكديين في التنظيمات العسكرية، والبابليين والآشوريين في القوانين ، لا يستحق الاهانة وفقدان الكرامة، وأهله من المعوزين والمهجرين، ولا السيطرة عليه من قبل شذاذ الافاق والخونة المارقين الذين لا اصل لهم ولا دين.لأن الفعل دوما دليل الأصل عند العاملين؟ فهل يقبل حاكم العراق ان يكون وطنه مهانا من الأخرين...؟

والمثل العربي يقول: (اللي ما يوني يغرك). فلا تغرق وعقلك موفور لديك؟ والسلام على من القى السمع وهو شهيد.

 

د.عبد الجبار العبيدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم