صحيفة المثقف

نعم من القلب

حين خرجت صباح العاشر من محرم صادفتني العيد من مواكب العزاء تجوب الشوارع بدون كلل او ملل، وشعرت بالحزن والالم وعدت الى سنة 680 ميلادية او سنة 1473 هجرية في العاشر من محرم مثل هذا اليوم اي يوم استشهاد الامام الحسين وال النبي على يد الزمر الباغية التي جندها معاوية بن سفيان لتنفيذ هذه الجريمة الكبرى في التاريخ .وتذكرت قول الحسين :"خرجت للاصلاح في امة جدي" محمد ص .

وقبل يوم العاشر من محرم بيوم شهدت تظاهرة تطالب بالاصلاح بعد ان وصل الفساد الرسمي والحزبي لدرجات غير معقولة حتى تبدو وكانها اكاديب فقد تجاوزت مئات المليارات وافرغت خزينة الدولة من الاموال فتحولت من حقائق موثقة بهيئة النزاهة الى اساطير قد تكون مطالب الاصلاح التي ترفعها الجماهير في جميع التظاهرات لعبة من لعب الاطفال اواحلام العصافير فاينما تلتفت تجد الفساد, ماذا لو نصت من يهمه الحال الى صرخات تلك الحناجر الشابة بمكبرات الصوت وهي تشق عنان السماء "يا حسين" وهم يعرفون اسباب خروج الحسين عن دولة معاوية وفسادها .

وعندما نقلب الامر على وجوهه نقول ما اشبه اليوم بالبارحة.فالفساد ما زال قائما بيننا وتخرج التظاهرات تلو التظاهرات في العاصمة بغداد وجميع محافظات العراق للتنديد به ولكننا لا نجد الفرق بين ما قبل سنة 680 ميلادية وما بعدها، ما زلنا نراوح مكاننا، عدا تلك التظاهرات والحناجر الشبابة وهي تصرخ بمكبرات الصوت في يوم العاشر من محرم وتشق عنان السماء : "يا حسين"،فقد اسكت معاوية بن سفيان في يوم العاشر من محرم صوت الاصلاح ومازالت الحناجر تصرخ باسمه منذ ذلك اليوم،ولكن لا شيء تغير وتخرج التظاهرات تلو التظاهرات وتتفرق ولا احد يسمع صراخها بطول البلاد وعرضها .. نعم من القلب لبيك : "يا حسين" لانه لا نعتقد بوجود ملل وطوائف ضد الاصلاح ولا نعتقد بوجود ملل وطوائف تقبل وتؤيد الدولة الفاسدة والفاسدين .اما من يحاول استغلالها لاغراض طائفية او حزبية وما شابه مصيره الفشل .

 

قيس العذاري

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم