صحيفة المثقف

طرق النقد في الاسلام

khadom shamhodوضع الاسلام عدد من المناهج والطرق في عملية النقد والتقييم للاعمال الادبية والفنية والاخلاقية والجمالية وغيرها وجعلها مرجعيات في الحكم . وهي طرق مستنبطة من القرآن والسنة وآراء بعض العلماء والفقهاء .. وطرق النقد هي: 1 - العقل (الاتجاه العقلي). 2 - العرف اوالذوق العام. 3- . المنفعة . 4 -الارتباط بالسماء. 5 - الاخلاق. 6 - عدم التجريح . 7-. الاستحسان او الجمال ..

 

العقـــل

ان عملية الاستنباط والحكم واعطاء الرأي هي عملية ابداعية يقوم بها العقل وتعتمد على عمق معرفي في القرآن والسنة والسيرة النبوية وغيرها والتي تشكل القاعدة الاساسية التي يتحرك عليها العالم او الفقيه او المفكر في ابداء الرأي والتفسير . والعقل هو التفكير والتأمل وهو الذي يفتح ابواب التكامل المعرفي حول الكون والحياة وقد ظهرت في هذا الاتجاه الفلسفة العقلية التي تزعمها المفكر والفيلسوف الالماني عمانويل كانت .. وبالتالي فأن حكم العقل هو حكم معرفي تحليل علمي يقوم على معارف سابقه او هو ممارسه استذكارية للربط بين الاشياء المادية والمعنوية . وجاء في الحديث الشريف (تفكر ساعة خير من عبادة سنة) كما قال الامام علي (ع) : (ما عبد الله بشئ افضل من العقل).

 

العرف او الذوق العام

يعتبر العرف او الذوق العام من المصادر المهمة في عملية التقيم والحكم وهذا الاتجاه يعطي للعمل الادبي او الفني طبيعة اجتماعية او اشتراكية كما عند رأي البعض . وقد ورد في القرآن الكريم اعترافاً بقيمة العرف في الحياة حيث قال تعالى: (وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين)

والعرف هو أرث حضاري تناقلته الاجيال ، جيلاً بعد جيل فأصبح سنة او ذوقاً عاماً والذي يمثل في الفنون الاعجاب الكمي الذي يمثل طائفة من المجتمع ومن هنا كان شمول الذوق وتعميمه . وقد اشار الى ذلك بعض الفلاسفة القداما ..

 

المنفعة

ورد في الحديث الشريف (أحب عباد الله الى الله أنفعهم لعباده) كما ورد في القرآن الكريم (وأقصد في مشيك واغضض من صوتك) .

ومن ذلك نفهم بأن كل عمل أنساني يجب ان يكون نافعاً سوى كان نشاطاً فردياً او عملاً جماعياً . فالاعمال العبثية والشاذة غير مرغوبة بل مرفوضة في نظر الاسلام. وقد ربط الاسلام الادب والفن بما ينفع الناس وان يكون صورة صادقة لما تنطوي عليه الحياة الاجتماعية من جمال الطبيعة والكون وان يتوجه الفن الى الجوانب المضيئة التي تنير الطريق المتفائل للناس حيث الجمال والتمتع والزينه والافكار الطيبة المثمرة والتعبير عن ذلك بالطرق والطرز التي يفهمها عامة الناس . وبالتالي سيكون الفن نافعاً وفي خدمة الناس.

 

الاخــــــلاق

وهو ايضاً من المعايير التي توزن بها الاعمال الفنية.. والاخلاق هي مجموعة من القيم والمعتقدات والافكار التي يؤمن بها الانسان.

وقد دعت الاديان السماوية والمصلحين واهل العقل الى الاخلاق الطيبة النافعة بينما سلك اخرون الى الاخلاق الرذيلة والمنحرفة والتي تؤدي الى الاضرار بالمجتمع وتفكيكه وتهديم نسيجه الاسروي وهو ما يرفضه الاسلام . وقد ورد في الحديث الشريف (اكمل المؤمنين أيماناً احسنهم أخلاقاً) و(ترك الشر صدقة) . كل هذه الدعوات الى القيم والمبادئ الانسانية السامية تغرس في الانسان حب الكمال والتسامي الذي يدفع بالانسان الى التعالي وتوجيه نظره الى المثل الاعلى الذي يحقق الكمال الالهي والقيم الروحية السامية وتمهيداً لاستقامة سلوكية طيبة تفجر في الانسان ينابيع الخير وتسخر قواه وعمله لصالح البشرية جمعاء. وكانت أعمال كثير من عظماء الفن خلال عصر النهضة وكذلك العصر الحديث زاخرة بالاعمال المعبرة عن الاخلاق والدين مثل اعمال مايكل انجلو ورافائيل وغويا ودوميه وبيكاسو وغيرهم .

 

الارتباط بالسماء

في نظر الاسلام كل عمل يقوم به الانسان يجب ان يحقق الكمال البشري وذلك بتنقية الضمير والوجدان والنفس وتطهيرها من الشوائب والانحرافات ، تمهيداً للوصول الى القيم الانسانية التي مبعثها رضاء الله تعالى .. فالعمل الصالح هو معراج تتدرج به النفس البشرية مرحلة بعد مرحلة حتى يتم الصفاء والنقاء ثم الاطلال على عالم الاخرة وربطها بعالم الخلود والنعيم الابدي.

فعندما يضع الاسلام موازينه ليزن الفعل او العمل , يتخذ النيه او القصد أساساً في الوزن والتقييم , والتي هي في أتجاه نحو رضاء الله ونيل ثوابه . فان لم تكن النيه او القصد غير خالصة لله تعالى أي ان العمل لم يكن خالص لله كان هذا العمل في نظرة الاسلام لاقيمة لهً ...

 

عدم التجريح

المقياس الاخر في تقييم الاعمال هو أن يفيض الناقد حباً وجمالاً واحتراماً للاخرين في حالة ممارسة النقد والحكم . مهما كانت أفكارهم والطرز والاساليب التي يتبعونها في أعمالهم ، فالاساس في التقييم هو ان لا يخرج من حيث التحليل والنقد عن أطاره العام والاحترام والانصاف والحق . وجاء في القرآن الكريم "

(لايسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ..) (فاذا الذي بينك وبينه عداوه كأنه ولي حميم)

 

الاستحسان

وجدنا بعض العلماء المسلمين يمارس هذا النوع من الاسلوب في التقييم والحكم على الاعمال وهو ان يكون الشئ حسناً جميلا مقبولاً عقلياً ومتماشياً مع تعاليم الدين غير منافياً او معارضاً لها. فكل عمل فني يثير المتعة ويدخل السرور الى النفس والقلب فهو مقبول ومستحسن مالم يكن شاذاً او منحرفاً عن الاخلاق الاسلامية .

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم