صحيفة المثقف

قول امير المؤمنين علي (اطلب الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها اصيل ولا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الخير فيها دخيل) قد يكون هذا القول ان تفحصناه بلغة علم النفس الحديث ووفقا لما آمن به شوبنهاور وفرويد سنجد في مكنوناته قد يحمل معنى اللاشعور او الاشارة اليه والذي يمكن تعريفه بأنه مقبرة قديمة ومنسية بشكل كامل لمجمل النشاط النفسي البشري بما فيها الذكريات والأفكار القديمة والرغبات المتحققة وغير المتحققة ،ويوضح ايضا معنى الكبت النفسي الناتج من صراع الرغبات النفسية في ميدان الشعور وهزيمة احدهما ولجوءها الى زوايا ودهاليز اللاشعور وبقاءها نشطة غير مستسلمة تبحث عن منفذ لرجوعها مرة اخرى الى ميدان الصراع والسيطرة فالفقر في اول الحياة وما ينتجه من صدام رغبات متضادة وهزيمة الكثير من هذه المشتهيات في عالمه وهروبها واختفائها في سراديب مقبرة اللاشعور وما سيولد من كبت نفسي وألم فضيع سيبرز يوما ما من منفذ شاذ وبطريقة لاتنم عن صحة نفسية سليمة لذا صدر هذا القول يؤكد النهي عن طلب الخير من البطون التي جاعت كثيرا في اول حياتها لما يحمله من عقد تأصلت وكبتت في اللاشعور او ما يسمى بمملكة اللامنطق هذه المملكة التي تمتلك لغة خاصة جدا على شكل داينمك صوري معقد تؤثر بشكل كبير في شخصية الانسان وسلوكه الواعي

عباس موسى الكناني