صحيفة المثقف

لغوالاستحضار ولكم واسع النظر في الفهم (2)

najib talalاستدراك وربط: في إطار الذكرى (22) للراحل - محمد تيمد- الذي أمسى يتناسى؛ أو تناسى كبقية الفعاليات التي؛ ضحت بفكرها وصحتها؛ وحتى أسرتها وعائلتها؛ من أجل ماذا؟ من أجل الفعل الإبداعي ,وإنمائه ضد الاكراهات والممارسات اللا فكرية ؛ واللابداعية؛ واللا أخلاقية؛ ضد من يحاول تزييف الواقع ؛ ليبقى كما هو؛ نحاول استحضاره ؛ من خلال من استحضروه لغوا؛ لكي نربط بما كان منذ عقد ونيف؛ ما هو كائن من لغو؛ وبالتالي:

قبل أن نوضح أول اتصال له بالمسرح؛ فما قاله يدفعنا لننعرج على نموذج؛ يقول نفس (القولة) مع التعديل؛ نموذج قام بأفظع من لغو الاستحضار لروح - محمد تيمد- ممكن أن نلصق له - المهزلة الكبرى - في الثقافة المسرحية. هذا النموذج والمتمثل في[حليمة البخاري] التي أنجزت دراسة حوله في مجلة [علامات] (5) والمضحك في الموضوع؛ دون هيئة التحرير أن هنالك لجنة استشارية للمجلة؛ وأسماؤهم التالية [حنون مبارك/ ع الرفيق بوركي/ محمد يشوتي/ عمر حلي/ ع الدين بونيت/ نجيب بنداود/ محمد الخطابي/ خالد أمين/ خالد التوزاني/ لحبيب كمال/ أحمد الراضي] وما في المضحك أنها تشير (أنها) مجلة ثقافية محكمة تصدر في المغرب: تعنى بالسميائيات والدراسات الأدبية الحديثة والترجمة؛ فلماذا هاته الإثارة؟ ليس هنالك إلا مسألة واحدة؛ نؤكد عليها أن العلم مستباح والمعرفة ممسوخة؛ بوجود هيئة استشارية أو بدونها (؟؟) لأن لا أحد منهم عارض على الاستهتار المعرفي؛ والفداحة التاريخية؛ لنؤكد بأن كل واحد يسمع إلا لصوته؛ ولا يقرأ للآخر ويتحاور معه؛ وندرج بعضا من المهزلة الكبرى؛ لأن تفكيك الموضوع ؛ سيؤدي إما لضعط دموي أو لمرض السكري؛

فنفس المقولة التي أشار إليها (عبد الرحيم محلاوي) مع التعديل كما قلت ؛ قالت: حيث بدأ مشواره مصمما للديكور في فرقة " جمعية هواة المسرح" والتي استعانت بمهارته في الرسم وإعداد المناظر. بدون ذكر المصدر؛ وللتاريخ ؛ فإن تجربته انطلقت مع جمعية التضامن المسرحي سنة 1954 التي كان يشرف عليها - الهادي بريشة - وقدموا عمل- غرام الشيوخ- رفقة محمد الكغاط وماما والوزاني و العلوي ؛ وفيها تمرس رغم صغر سنه على الوقوف فوق الركح وبعدها التحق بجمعية - أشبال الأطلس - لمحمد الغراري التي أسسها سنة1956 وكانت تضم الكغاط وعلي الحداني وزكي الهواري قبل أن يلتحق بهواة المسرح، والعجيب أن هاته الجمعية كانت تتدرب في مقبرة - باب الفتوح - وذلك لتوظيف قدرات الصوت؛ وبعدها التحق رفقة صديقي عمره (محمد الكغاط وعبد المالك العلوي) لجمعية - السبوتنيك- التي كان يشرف عليها عبد الرحمان الود غيري؛ الذي أراد أن يقدم عملا لتشيخوف (طائر النورس) ولم يفلح في ذلك؛ لطبيعة الوضع السياسي آنذاك. فانتقل الراحل إلى جمعية - الضاحك - 1960 ليشارك ممثلا في مسرحية قلة الشغل مصيبة) من إخراج الحسين المريني وتأليف جماعي من طرف الكغاط/ لحلو/ تيمد/ بنعدادة/؟؟ وبناء على هذا التنقل يقوم الراحل بقوله: كنا ننتقل من هذه الجمعية الى تلك؛ ويعرف الأصدقاء؛ أنهم إذا لم يعطوني دورا غضبت؛ وعندما أذهب يغضب صاحبي معي؛ فنخرج جميعا وهكذا دواليك (6) فهاته المعطيات متوفرة بين المجلات والصحف؛ ولكن مما يؤسف له يتبين أن الذين يدعون بأنهم (علماء المسرح) لا يقرؤون؛ والمعضلة يشرفون على بحوث جامعية) فكيف لم يتم تدارك هذا الخطأ الجسيم؛ وليس خطأ المطبعة: تتشكل تجربة المسرحي محمد تيمد (1937 - 1991) لحظة أساسية في المشهد المسرحي الهاوي بالمغرب !! فالأصح مابين القوسين (1939-1993) فكلما تدرجنا في قراءة المبحث (محمد تيمد مسار حياة فوق الركح) إلا والفظاعة تتسربل بين السطور؛ ويزداد التأكيد بأن من تناول الموضوع ؛ لا يفقه شيئا بل يفقه مثلما قال العالم سحنون في أحد الدعاة (كفاني فيك تكفني) إذ النموذج يقول: ويبدو أن الولع بالفن المسرحي؛ كان قد تمكن منه قبل هذه الفترة؛ إذ نجده يشرع في محاولاته التأليفية الأولى التي سرعان ما صار مشهودا لها بالتفوق ؛ بدليل أنه سيفوز بالجائزة التمثيلية التي نظمتها الإذاعة الوطنية بالرباط 1960 بمسرحية المهزلة الكبرى (7) ويقول في شهادته؛ التي هي شهادة شهود على علمائنا المسرحيين لا يقرؤون: اقترح علينا زميل لنا؛ هو احمد الريفي؛ أن نقوم ببعض التمثيليات في الإذاعة بفاس؛ عندما كان قد التحق بها من الفرقة الوطنية إلى دار الإذاعة الجهوية بمدينة فاس... هناك بدأت أتعلم كيف تكتب الرواية أو كيف تكتب المسرحية؛ وبعد حوالي ثلاثة أشهر كتبت تمثيلية إذاعية وهي أول ما كتبت اسمها" المهزلة الكبرى" ... وقد أذيعت على أمواج الإذاعة الوطنية؛ بعد أن كنا سنقدمها عن طريق الإذاعة الجهوية ؛ وقد لعب فيها الأستاذ عبد الرفيع الجوهري الدور الأول (8) ماذا يمكن أن نضيف؛ والذي يفند كل ما ورد في قولها؟ ولكن نضف إشارة؛ بان الإذاعات الجهوية ؛ لا تتوفر على (فرقة التمثيل للإذاعة الجهوية بفاس) باستثناء المركزية (آنذاك) فقضية إدراجهم في الإذاعة؛ بحكم الولع المسرحي " احمد الريفي" الذي كان عضوا في الفرقة الوطنية. فلماذا نقول ما غير موجود حقيقة؟ المسالة بكل بساطة، ترتبط باسترسال المعلومات الشفاهية ؛ وما أكثرها التي أدرجت في الندوات واللقاءات؛ وبالتالي نجد قولا يندرج في خلل تأريخي وتوثيقي :.... وفرق الهواة التي ستبدأ بالتهافت على أعماله؛ فيخوض إقصائيات المهرجان الوطني للهواة التاسع (1960) مع فرقة اللواء المسرحي بمسرحيته المعروفة (المحامي على أربعة) التي ستنال كل الترحيب والاعتبار؛ تم مع فرقة الضاحك ؟؟؟ (9) وبعدها التحق لجمعية - الاتحاد الفني - 1962:.... في تلك السنة أنجزت الفرقة مسرحية " النكران" من تأليف وإخراج محمد تيمد ؛ شخصها كل من عبد ربه (الدمناتي) وعزيز صابر وعبد الحق بنعظيم وأحمد البوراشدي والممثلة الجزائرية صالحة (10) ومن خلالها بدأت مكانته كمبدع مسرحي شاب تبرز .وبالتالي فمسرحية[ المحامي على أربعة] أنجزت بتاريخ (1963) وليست في (1960) وفي المهرجان الوطني (السابع) وليس (التاسع) ومن خلال هذا العمل:....لأول مرة كسر الجدار الرابع في المسرح المغربي؛ ذلك أن أحداث المسرحية تنطلق من كراسي المتفرجين؛ شخصها كل من زكية بوعنان وعزيز صابر وعائشة التازي وعبد الحق بنعظيم وعبد ربه (الدمناتي) إضافة إلى محمد تيمد.... والحقيقة أن ظاهرة المهرجان؛ كانت هي مسرحية (المحامي على أربعة) التي أعلنت عن ميلاد مؤلف متمكن؛ ومدرسته جديدة للمسرح المغربي؛ كان تيمد يسميها" مسرح الاتصال" أو" كوميديا العلاقات" (11) هذا مجرد توصيف عفوي ليس إلا؛ إبان فورة المهرجان وردود الأفعال آنذاك؛ ولاسيما أن المشاركة؛ كانت مع جهابذة الفعل المسرحي آنذاك كمصطفى التومي/ عبد الرحيم إسحاق/ حسن الجندي / عبد العظيم الشناوي/ ع السلام الحبيب/احمد العبدي/ الزيادي/..../ لأن شهادته هي الأقرب من الصواب :... بدأ الناس يقولون لي؛ إنك تجرب. وفي كل مرة لم أكن أعرف بالضبط ما إذا كنت أجرب أم أبحث عن طريق سهل لمسرح سهل من ناحية المواضيع .... من هنا دفع بي من كانوا يهتمون بالنقد والتحليل و.... أن ادرس؛ أن أبحث في الكتب؛ أن أعرف ما يروج في المسرح؛ ولكن - للآسف لم يكن توجد في المغرب تجارب متميزة؛ كان هنالك الاقتباس؛ وكان هنالك موليير يسيطر على الساحة؛ وكان هنالك المسرح التجاري. وهذه المسائل تختلف كما قالوا هم عن تلك الأعمال التي كنت أحاول القيام بها.. بعد" الأحذية الدامعة" جاءت" كان يا مكان"... (12) من هنا نستشف؛ بأنه كان يبحث عن نموذج عملي و ممارسة إبداعية؛ لها رؤيتها وتميزها؛ وبالتالي في كل عمل كان يضيف ما استوعبه من تجارب غربية/ عالمية؛ لكن بدل صاحبة البحث الجميل؛ أن تعطينا تحليلا مقبولا؛ من خلال عنوان فرعي في مبحثها{ محمد تيمد والمسرح اللامعقول } والاقتناع بأن تجربته في بعض محطاتها ؛ تندرج في اللامعقول أوالعكس؛ بحيث نقرأ هبلا وكلاما خارج المنهج أولا؛ وخارج العنوان الفرعي ثانية وتائها عن العنوان الرئيسي ثالثا؛ لنتمعن في حلاوة الفكر: لا نريد في هذا البحث؛ أن ننشغل بالإجابة على هذه الأسئلة؛ التي ستجرنا إلى تناول قضايا وإشكالات؛ يضيق عنها موضوعنا المحدود في إطار قضية وإشكالية حضور المرأة في المسرح المغربي... ولكننا في المقابل غير مقتنعين؛ بذلك الإصرار الدائم لدى النقاد المغاربة على مقارنة مسرح الطيب لعلج بمسرح موليير ومسرح الطيب الصديقي بمسرح جون فيلار ومسرح البدوي بمسرح الشارع ومسرح عبدالكريم برشيد بمسرح بيرناديللو ومسرح محمد مسكين بمسرح أرابال ومسرح يوسف فاضل بمسرح بيكت ومسرح محمد تيمد بمسرح أرتو ويونسكو (13) مبدئيا؛ ما علاقة (قضية وإشكالية حضور المرأة في المسرح المغربي) بالعنوان الفرعي والرئيسي؟ سؤال نطرح على هيئة التحرير لمجلة {علامات} وممكن أن تكون من ضمن [ علامة الساعة] تم من في الفعاليات المسرحية المغربية؛ التي قامت بهذا الربط الميكانيكي بين المبدع ونمط مسرحي عالمي / إنساني ؛ ولن نقول غربي؟ سؤال نطرح على الهيئة الاستشارية للمجلة. لآن المفارقة؛ تأتي في العنوان الفرعي الثاني (الحرية) إذ تقول: يتفق جميع النقاد الذين عالجوا مسرح محمد تيمد على مظهره الطلائعي؛ الذي يكاد يعلن القطيعة مع كل الأنماط التقليدية في الكتابة والإخراج؛ وهم يرون أن مسرحه يستمد طلائعيته من وجوده في ملتقي طريقتين.... 1 / بما فيها الواقعية والتعبيرية والرمزية والسوريالية والعبثية ولإقامة حوار معها.....2/ طريق الاستمداد من التراث المحلي والقومي بكل ما ينطوي عليه من حكايات وخرافات و... (14) رائع أن نقول ما شئنا؛ وأن نكتب ما بدا لنا ؛ ونتوهم بأنه كلام متزن فكريا ومعرفيا؟ وبإيجاز فملتقى الطريقتين؛ يرتبطان بمسرح القسوة؛ باعتباره: مسرح يقلل من سيطرة الكلمة والحوار، ويستبدلهما بسينوغرافيا الحركة والجسد، والإضاءة و... ليخاطب في الإنسان لاوعيه الباطن (15) وفي ظل تكثيف اللغة البصرية؛ وتقليص الحوار؛ إلى حدود العدم ؛ للبلوغ إلى ما وراء الرؤية من عوامل؛ وما بعدها من ظواهر ودلائل ؛ فهذا لن يتحقق إلا بقدرة وطاقة إبداعية على تحريك الجمود وإنشاء المعنى من الفوضى والغموض وبالتالي فليست هنالك طلائعية في مسرح - تيمد- بل توظيف الغموض؛ بحكم أنه كان يتنقل بين الاتجاهات والتجارب المسرحية ؛ ويجرب من خلالها ويبدع ويغامر؛ مستخرجا ومنتجا التأويلات والتساؤلات الحاملة عمق المعاناة الإنسانية ؛ كما يراها هو من خلال مساره الأسري والاجتماعي؛ مما كان يركز بين اللامعقول والسوريالية ؛ نظرا أن هاته الأخيرة؛ اعتمدت على الغموض في أوضح صورة؛ وذلك للهروب من الواقع؛ ونسج عالم من الخيال؛ وموضعة هواجس وهلوسات لا تخضع للعقل أوالمنطق؛ ولكن تخضع للتذوق والأثر الذي يخلفه ذلك: ولعل مثل هذا الإدراك؛ يفقدنا هذه المتعة؛ ذلك أن الغموض هو قوام الرغبة بالمعرفة (16) ومن الغموض ؛ نجد نموذج خريج المعهد العالي للتنشيط المسرحي؛ يستحضر- محمد تيمد- عبر ركن له في إحدى الصحف (17) تحت عنوان مثير[محمد تيمد الراجي.. النبي الأعزل /الحلقة 6 ] إذ أول ما يلفت النظر تاريخ ميلاده الذي جعله (1942) بدل (1939) المدون في شهادته وفي (أقواس حياتي) فمن أين جاء به؟ يتبين أنه- فاعل مسرحي؛ ولا يقرأ؛وهذا ليس طعنا أو حكم قيمة؛ بل من وحي قلمه الذي يقول: فالنص الوحيد الذي أتوفر عليه هو «منام قط» مسرحية واقعية بعمق عبثي، مادامت تتحدث عن السلطة، حيث يرميك تيمد للعصر الروماني، ربما هو كاليكولا أو تتيس أو نيرون أو يوليوس قيصر (18) علما أن بعض نصوصه منشورة = كاهنة المطبخ (مطبوع) الوصي (مجلة الثقافة الجديدة) ألف ليلة وليلة (مجلة دراما) ماضي اسمه المستقبل (مجلة آفاق لاتحاد كتاب) وووو ربما لم يكن موجودا في أرض الوطن ؟؟ ولكن كان موجودا حينما نصحه- الراحل:..إياكم أن تتحولوا إلى مبدعين ومطبلين للسلطة و المخزن. فالمسرح فكر نقدي و ثوري.قبل أن يموت بأيام قليلة، كتب سيرته الذاتية بنفسه (19) ما هذا الهراء؟ ولماذا هذا الاستحضار المزيف؟ هل من أجل الكتابة ليس إلا؟ ممكن؛ ولكن ما أعرفه جيدا؛ مفاده: بأن المسرح المغربي؛ انتفخ بالنفاق والرياء (بيننا) وتفننت الفعاليات في فن الوصولية والمصلحية وحب الظهور؛ وبالتالي قبل أن نفكك (النصيحة) يقول الرفيق: اتصف بالمهنية الدقيقة والمثالية الصادقة ونال حب مجايليه من مختلف قبائل المسرح، عندما كان لكل عشيرة مسرحية زعيمها ومريدوها وبيانها وصحيفتها. ضمن هذه الأجواء والأيام الخوالي نال حب الناس وتقديرهم، فقط لأنه اتصف بالتواضع ونكران الذات، من أجل بناء خيمة إبداعية تؤم الجميع (20) حقيقة؛ فالذي لا يدرك أو عايش المشهد الفني والمسرحي؛ سيصدق (نال حب مجايليه) ولكن اللبيب حينما يربط بين (فعل/ نال وكان) لكل عشيرة مسرحية زعيمها ومريدوها وبيانها وصحيفتها ؟ ألا يتساءل ويحاول أن يبحث هل حقيقة (نال حب مجايليه) ربما ؟ وربما سيكتشف؛ بأنه مجرد لغو الكلام و فوقعات (صابونية) لماذا؟ لآن الصراع والاختلاف كان على أشده؛ والتأمر والمناورات يمارسها الكل؛ وما ترحال - الراحل- من مدينة لأخرى؛ وظيفيا ومسرحيا وإن كانت له أسباب نفسية؛ لا يمكن ذكرها (هاهنا) ولكن لها علاقة وطيدة بما كان؛ من مقالب وإقصاء وتهميش مقصود؛ فلولا ثلة من أصدقاء - الراحل - التي كانت بجانبه؛ تحاول التصدي لكل ما يحاك . وأبسط مثال؛ لماذا لم تقم زبانية[ اتحاد كتاب المغرب] إدراجه ككاتب ومبدع ؛ إلا في (1989) كعضو (؟) مادام بحق مبدعا مسرحيا متميزا في التأليف والتشخيص والإخراج. اتصف بالمهنية الدقيقة والمثالية الصادقة ؟؟ ممكن لم ينضج عطاؤه؛ إلا في تلك السنة (ممكن) ولكن لنكن أكثر وضوحا؛ صك العضوية؛ جاء نتيجة مشاركته في الملحمة الوطنية مسرحية (الناعورة) بمدينة الراشيدية سنة1989؛ هنا من حقه كمواطن مغربي؛ لكنه فيما بعد تدارك خطأه؛ بالتالي فالوصية فيها نوع من المزايدات؛وليس التفسير له علاقة بالملحمة؛ لآن تاريخ (الملحمة) بعد (النصيحة) بل تفسيرها؛ أنه كان الراحل - يميز بين الإبداع والتسييس مقتنعا؛ بأن العمل الفني والجمعي؛ فعل سياسي بامتياز؛ والتفسير (الثاني) لن يستطيع صاحب (يحكى أن) أن يحكي بأنه لم يستدع (الراحل) أو يدعم حضوره عبر كواليس [ وزارة الشؤون الثقافية] ولو مرة للحضور للمهرجان الوطني؛ الذي يقام بمكناس؛ علما أن صاحبنا في الدورات الأولى؛ كان أحد الأطر المشرفة على التظاهرة؛ وكان فعلا يطبق (النصيحة) :.. إلى مبدع (ين) ومطبل (ين) للسلطة و المخزن. فالمسرح فكر نقدي و ثوري !!!

إذن؛ فمشكلتنا الحقيقة؛ أننا لا نخجل من أنفسنا؛ نمارس الخبث والقبح والمسخ في حق الفن والإبداع المسرحي الخلاق؛ ورغم ذلك نتكلم ونكتب؛ كأننا أتقياء وبريئين مما فعلته (هيرا) في حياة (ديونيزوس) ؟؟ فإذا قمنا بسرد ما يقذف ويسترسل من مغالطات ومفاهيم؛ فلا يمكن أن ننتهي من ذلك ؛ لآن الفهم الدقيق لدور المثقف ﻓﻲ عملية الحراك الاجتماعي بوجه عام، ينطلق من إدراك أن إنتاج الوعي الحقيقي لا يكون إلا بالولاء للحقيقة ؛ التي يبحث عنها ذوي الضمائر الحية والخالصة ؛ أما أصحاب اللغو؛ واستغلال الظروف والظرفية؛ فذاك شأن آخر وبالتالي:

 

لغو الاستحضار

***************************

فقصدية القول من كل ما هو أعلاه وما أغفلناه وتركناه للأيام اللاحقة؛ نربطه جدليا بما أشرنا إليه في ذكراه (السابعة) الموازية لسنة (2000) : ليتبين لنا أن الآشكالية - اللغو- قائمة وستظل قائمة إذ: إحدى الجمعيات بشمال بلادنا؛ نظمت الذكرى[السابعة] لرحيل المبدع والفنان محمد تيمد تحت شعار (الذاكرة والامتداد) فالاحتفاء بذكراه أمر جليل؛ والتفاتة محمودة؛ لأنها جزء من الإيفاء ومن الإنتاجية المسرحية؛ لكن في سياق هذا الاحتفاء يحتاج إلى وقفة/ وقفات ؛ من أجل تفكيك وتحليل مجريات ما في (حرف العطف) من ملابسات وهنات؛ حتى لا نسقط كلنا في لغو الاستحضار؛ الذي ارتبط بالخطب العصماء والكلام البلاغي/الإنشائي؛ والمفاهيم الجاهزة والمنحوتة عند الاقتضاء؛ بدلا من الفعل والممارسة المنتجة لروح الراحل الذي تم استحضاره؛ كما استحضرته: بعض الأسماء إبان وفاته؛ وبعد ذلك انتهى وانتهى ذاك الإطناب (النعوي) وانتهت الكلمات الشاعرية والترنيمات الخاشعة بخشوع الموت (21) أما اللغو الأول الذي نحن بصدده؛ ينطلق تحديدا من الذكرى (السابعة) وبرنامجها لا يحمل أية إشارة على عرض مسرحي (تيمدي) قصد الاستئناس به؛ واستشعارا بأهمية إبداعاته؛ وما مدى وأين مكمن صعوبتها أثناء الإخراج وغيره؟إذ أنه كان يعيش حياة داخلية قوية وعميقة في ذات الآن؛ فيما كانت حياته المسرحية تشبه كثيرا حياته اليومية (22) لكن لم يحدث هذا؛بالمقابل فنصوصه المنشورة مازالت (الآن) ركاما في الأكشاك؛ والأغرب من ذلك :وجدنا بعضها تباع في بعض الأسواق الأسبوعية؛ مجاورة الخضر والملابس البالية؛ وبالتالي يمكن أن نقول : بأن الذين استحضروه وشاركوا ؛ لم يقتنوا ولو نصا من نصوصه المنشورة (لأننا تعودنا المجانية؛ ونطالب بعدمها في مواقع أخرى) وهذا واقع لا يمكن تفنيده؛ وربطا بذلك: أين هي القراءات والمقاربات لأعماله المسرحية؛ وكم من جمعية (الآن) اشتغلت على إحداها عربونا لتضحياته ونضاله المسرحي؛ وخاصة جمعية (تياترو القصبة) التي عزمت على استحضاره ؛ وذلك تلمسا هل هناك تقارب بين تصورات الجمعية والمستحضر روحه؟ لكن: سوداوية الرؤيا التيمودية؛وتشاؤمها هي نتيجة حتمية لانعكاسات الواقع وفشل المجتمع؛في بناء نظام ديمقراطي ؛والسوداوية هنا لا تعني إلا شيئا واحدا هو أن الستينات؛ كانت المحفز الرئيسي في تشكيل مسرح جديد وفق التجريب (23) لكن هذا الطرح يؤكد بأنه شتان بين التصورين؛ مما لم تستطع إنجاز عرض من إبداعاته؛ فلو حققت ذلك؛لكان لطابع الذكرى وقع آخر؛وطابع يخلو من التساؤلات؛لكن قفزها لسنوات عدة من وفاته؛ واستحضرته في (السابعة) التي من خلالها يتمظهر: اللغو الثاني - الذي يحتاج لوقفات تساؤلية؛ تفرض لامناص من تفكيك وتحليل سليم؛ بأن هناك شيء (ما) يقع أو سيقع وذلك من الناحية (المادية) ولاسيما أن الراحل:لم يترك سوى الكتابة بشخوصها وأحداثها ومواقفها وناطقها وصامتها؛ محاصرة ببرودة الأوراق والنسيان والنكران والاغتياب (24)

حركة *****************

بعض ممن شارك في النازلة الإستحضارية (لم) يشاهد في حياته ولو عملا للراحل؛ وفي غياب المشاهدة التي هي الأس للنقاش وممارسة النقد وخلافه؛ فكيف يمكن أن يحقق (ذاك) مقاربة (أو) مفارقة بين حدود النص وحدود الإخراج عند محمد تيمد ؟ أليس في المساهمة/المشاركة نوع من الاستهتار للذات المشاركة وكينونتها؛ قبل الاستهتار بالكينونة التاريخية وحمولات الخطاب؟ إذ المرحوم كان يعي جيدا مسلكيات الاستهتار عند (البعض) مما كان: صائبا عندما كان يرفض أن يقدم نصوصه لأي مخرج؛ لأنه كان على يقين، بأنه لا يكتب نصوصا وإنما هي خطوط عريضة لمشروع عمل مسرحي لم يكتمل إلا في ذهن صاحبها (25) هذا من زاوية؛ ومن زاوية أخرى؛ كان يرفض أن يناقش أعماله في اللقاءات والمهرجانات ؛مبرزا أن النقاش يختلف باختلاف النوايا؛ والتكوين وأغلب النوايا (جاهلة) وفي هذا الإطار فمن الصعب ممارسة معايير الحدود بين النص/الإخراج ؛ومناقشة مرجعية وحمولات الراحل إلا بالمشاهدة وكذا المعايشة (طبعا) أثناء تواجده بين ظهرانينا؛ لكن المزايدات هي التي سادت في مسرحنا (الآن) وانضاف إليها الرياء؛ من جميع البوابات؛ بحيث وجوه/ أسماء تتحفنا بتحليلات وخطابات وكلام مثير للإمتغاص،كلما انقضى نحب أحد المسرحيين؛ فمثلا (لو) جمعنا وقمنا بتحليل ما كتب عن (الراحل/محمد مسكين حوري حسين محمد الكغاط زكي العلوي/...../ لذهلت الأجيال من طفوح شاعريتنا وعاطفتنا وغرابة التواصل لروحانية أرواحنا إلى حد الزهد والانسلاخ عن النزوعات البدائية والنزاعات الفارغة بين (المسرحيين) وبالتالي فأغلب المرثيات وكلمات الأحزان (هي) ضرب من ضروب المواربة والرياء في القول على المقول؛ الذي مهما طال ينكشف أنه قناع على قناع؛ على وجه مختل المعايير والقيم؛ إذ لا نستغرب من هذا نظرا:لطبيعة مشهدنا المنمط بأنماط المس لكيات الخارجة عن المشهد المسرحي الذي هو مشهد إنساني بكل المقاييس، فمن هنا تتمظهر الأزمة الأخلاقية، نتيجة تمفصل الفكر عن الواقع؛ والفعل عن الممارسة الحقة والتطبيق الوجداني/الروحاني؛ وبالتالي فلغو الاستحضار يرتبط تحديدا :

أ‌)       الكره والحقد القاتل الذي كان يمارس في حق (الراحل) فكيف سيكون الامتداد في مماته؛ علما أن في فورة الوفاة؛أسس أفراد ما يسمى (أصدقاء تيمد) في العديد من المدن وخاصة بفاس/ مكناس/ طنجة/ ولكن ظل الكل انفعالا؛ أليس هذا هراء ولغو ومهاترات؛ ولا سيما أن بعض الأيادي القذرة كانت تعبت في محيطه الإبداعي والشخصي؛وتحاول بأساليب متعددة إقصاء حقه في الإبداع مما : عاش مرارة التهميش؛ وعانى من ظلم ذوي القربى أوالذين يضعون على وجوههم أكثرمن قناع به يريدون أن يكونوا من ذوي القربى (26) فالذين قاموا باستحضاره؛هل ساهموا في بلورة طاقته وقوته الإبداعية؛في حياته ومناقشة وتحليل أعماله وإنتاجاته وكذا تصوراته والسعي لنشرها؛ والتعريف بها؛وهنا لا يمكن أن نلغي الاختلاف،لأنه أس الامتداد الفعلي لبلورة الآراء والأفكار والقضايا الإبداعية؛ أم كانوا مساهمين في كبت طاقته وتفتيت مجهوداته؟ فالسؤال نتركه معلقا من زاويتنا ولكن : فمع الأسف لم تتح للفنان المرحوم محمد تيمد فرص الظهور في الأفلام والمسرحيات المغربية؛ ذلك لأنه كان لسبب من الأسباب معزولا (27)

ب‌)     فالذين استحضروه ؛ربما يجهلون (أو) ) يتجاهلون عزلته؛ لندمه اللامنتهي على تنازله عن جزء من تموقفاته الفنية والإبداعية ؛ بعد تورطه المشاركة في الملحمة من لدن بعض أصدقائه؛ طبيعي أنه ليس قاصرا؛ ولكن زين له؛ للخروج من الضائقة المالية التي كان يعاني منها؛ مما عاش الانطواء والانزواء لخلوته؛ وبناء للتذمر الذي أصاب تصوراته؛ ومحاولة تفعيله للحقل المسرحي؛بحكم أنه كان يؤمن بأن الفرق بين الحياة والموت هو المسرح مما كان يدافع عنه بكل طاقته الفنية والفكرية؛ ولكن العزلة ودوافعها كان يستشعر بها؛ ورغم ذلك ظل صلبا؛ يقاوم ويعتبر كل ما يقع بمثابة:ذكريات مسرحية سارة وأخرى محزنة؛حملتها معك أخي محمد؛ وكنت تحكيها أحيانا وأنت تبتسم وقلبك يقطر مرارة (28) فمن بين المرارة التهميش المقصود والجحود والنكران؛ لأعماله المسرحية؛ التي كان صانع فرجاته بطاقته وقدراته وإمكانياته وإمكاناته المحدودة؛ ورغم ذلك كان بعضهم لا يؤمن بها؛ويعتبروها غير مفهومة؛ ولكن في واقع الأمر؛أنها أعمال قوية؛ ترتكز على نضالية إبداعية؛ بعيدة عن الخطاب الإيديولوجي الفج والمهلهل؛ولا تتسم بالمواربة والمداهنة؛مما كانت حدا فاصلا بينها وبين الذين في أنفسهم شيء؛ما في الخطاب، الذي أصلا خطاب بصري أكثر منه لفظي/ قولي ،ومن خلال هاته الشهادة نستشف ما نرمي إليه هاهنا: لقد أثرت قضايا الفقر والجهل والمرض والتخلف والجمود والقهر والظلم وكل أنواع التخلف والفساد؛وكنت دائما تكرر العزف على هذا الوتر الحزين مرات ومرات؛لأنك كنت تدرك عمق المأساة (29) لكن ظاهرة اللامبالاة مصير من يعيش من أجل إعلاء والدفاع عن روح الجمال ورونق الكلم الصادق بعمق الإنسانية؛وذلك لخلق التفاعل المنتج لعملية الامتداد؛ أما الاستحضار من أجل نوايا جانحة ومنفلتة عن ماهية انغراس أحقية الفعل المسرحي/ الإبداعي، في الحياة المجتمعية؛ فالمسألة فيها ابتذال وإسفاف للطاقات الصادقة؛ ورغم ذلك نذرف دموعا حربائية؛ وبحكم أن اللغة فعل زئبقي؛ نتلاعب بها لتتخذ أشكالا وأحجاما حسب الحاجة؛وكلما أردنا أن ندخل مالا يمكن إدخاله في ثقب الإبرة؛ أما لحظة الدفاع والاستماتة تجاه فعل مادي؛ ملموس، نتوارى وراء المبررات والتخريجات بنوع من التصابي فكم من مبدع كافح وناضل في رحاب الفعل المسرحي الحق؛ لكن نسيناهم نسيان المطلق؛ وسننسى الذين بعدهم؛ لأن المعضلة الحقيقية في[مسرحنا] تكمن في النفاق الاجتماعي الذي يلبسنا لبوسا وهو شعارنا الحميمي؛ في النسيج الإبداعي والفني؛

حدود

----------

فالحديث عن حدود النص/الإخراج عند الراحل؛ يرتبط أساسا باستيعاب رؤيته؛ وهو يكتب أو يضع خطوطا لعمل ما؛ دائما وفي بالھ كل صغیرة وكبیرة،عن الفضاء الذي سيحتضن إبداعه سواء في الدور السينمائية أو القاعات التي في دور الشباب ؛ وما أكثرها ؛ وما مدى إمكاناتھا ؛ وما یمكن تنفیذه لما یدور في أذھانھ، لأنه شب في أحضان هذه الممارسة ونھل مباشرة من موارده؛ إضافة لفهم عميق للفنان تيمد انطلاقا من طفولته (رحلة في خيال جدتي) التي تنعكس بين ثنايا لغته - الصامتة- ميمية تعتمد على الإشارة والحركة في إيصال الرسالة والتي تعتبر تجربة متميزة ليس الحكم أنها حازت على الجائزة الأولى في مهرجان الصم والبكم بألمانيا سنة 1976 بل لنكهتها ومعالجة الخيال الإبداعي من خلال الخيال الطفولي نفسه. وفي نفس الحدود ما مدى علاقة النص/ الإخراج بالوضع السياسي في وقته (الوصي/ كاهنة المطبخ/....) وكاهنة المطبخ قريبة جدا من مسرحية " كاليكولا" لألبير كامو؛ من خلال تيمه أساسية ومفادها البحث عن الحرية؛ ومفهوم الحرية تنبثق من العديد من أعماله؛ ولكن النظرة التشاؤمية عن الحياة؛ بكل تلويناتها؛ تتساوى المتناقضات عنده كالظلم/ العدل والفرح / الحزن و الحياة/ الموت؛ وارتباطا بالعودة لطفولته وشبابه بحيث لا يدري كان تيار حزب الاستقلال يجذبه من خلال انوجاده في التعليم الأصيل (القرويين) وحزب الشورى والاستقلال تتعشش في كيانه بحكم محيطه الاجتماعي؛ بحيث بدهاء وبالفطرة كذلك؛ ولاسيما أنه تعايش مع الصراع الدموي بين الحزبين؛ من خلال زوج والدته؛ وبالتالي كان يفرق بين الإبداع والتسييس؛مؤمنا بأن العمل الفني والجمعوي فعل سياسي بامتياز؛هكذا آمن،وهكذا اقتنع لأنه سياسي بسلوكه؛ومثقف بطباعه؛وصوفي بقلبه؛كان لا يحب من الدنيا إلا الابتسامة ولوفي شرنقة القتامة والكآبة اليومية؛كان لا يحب سوى الصفاء والطهر،ولم يجدها إلا في الطفولة؛ طفولة بريئة جد صادقة بقولها وشغبها؛ومحبة للإبداع؛ لأنه كان يؤمن بأن هنالك خيط رفيع بين الإبداع والطفولة لتحقيق تكاملية الشخصية؛شخصية سوية؛صامدة؛محبة لإنسانية الإنسان؛ورؤيته تلك:سعى تحقيقها كما أسلفنا بثقافة المشاهدة؛لأغلب العروض التي أنجزها بحكم أن تصوره الإخراجي يغلب الحمولة النصية في جزئياته وتفاصيله؛ نظرا للتوظيف التقني الذي يتجدد في كل عرض؛وحسب طبيعة الفضاء المعد له أساسا؛هنا فالراحل لا يعد[مزاجيا] بقدر ما هو[تجريبي]يحدد مفهومه عبر السياق العام؛ والفضاء الخاص؛ وبالتالي:لهذه الاعتبارات؛ يبدو من الصعب تناول مسرح تيمد بتحليل معين؛ في غياب تحليل كافة المقومات الموضوعية التي حكمت في اختيارات تيمد الفنية (30) وهاته الحقيقة تقابلها حدود صنعها الراحل عبر تجليات المسرح ومفادها/حدود بين شق الهواية/الاحتراف؛ ولو أن هذا الأخير لا مفهوم له ولا ممارسة فعلية على أرض الواقع؛ فالراحل فلم يكن [محترفا]حتى تنزل النقابة الجهوية معية الجمعية التي تعتبر نفسها[محترفة]في استحضاره؛ بقدر ما كان (هو) مؤمنا بشق الهواية والتجريب؛ بحكم طبيعته المشاغبة والممارسة الفوضوية الخلاقة؛ في الإنتاج الإبداعي، والتي هي ممنوعة ولا يتحملها شق [الاحتراف]لأنه يفرض هيكلة شبه بيروقراطية؛ إضافة لتبعيته للوصاية الفنية/التمويلية/ التجارية/ وذلك لتكريس الواقع الذي يخدم مصالح المهيمن لكي يحدث خللا وعطبا في الوعي الجماهيري؛ مادام الفن له علاقة بالإنتاج؛ مما يأبى المشغل/المهيمن أن ينفلت من موقع السيطرة؛ لأن: السيطرة الثقافية ترتبط بالسيطرة السياسية والاقتصادية؛رغم أن كل سيطرة لها أفكارها الخاصة وحركتها الخاصة (31) من هنا نستشف تمسك الراحل بشق الهواية؛ التي ليست استنزافا لفائض الطاقة[الترفيه] بل كانت لديه لبلورة الطاقة وتوظيفها لأجل إشعاعية مسرحيه؛ومحاولة اختراقه كل الشرائح الاجتماعية؛بشكل فعال؛مما كان يؤكد مرارا:أنا ولدت في الهواة وما حاولت مرة أن أخرج عن الهواة؛ رغم كثير ممن كانوا يقولون؛ يجب أن تدفع الهواة؛ لتخرج لتحترف (32) فهذا الموضوع ينم عن تموقف إيديولوجي؛ له ماله من أبعاد بالشق وبإنتاجه الإبداعي؛ بحيث مناقشة الذاكرة والامتداد، تنطلق من صلب الموقف؛ ولا سيما أنه كان يربطه بالاختيار:إن الاختيار يستوجب الكثير من التحفظ، بل أصبح بعض الهواة يستأجر من المسرح، فأصبحنا أمام نوعين غريبين من الهواية، الهواية المقنعة بالاحتراف والاحتراف المقنع بالهواية (33) وهذه الظاهرة؛ لقد استفحلت بشكل سافر في النسيج المسرحي؛ وولدت حالات وظواهر مثيرة وغريبة للغاية؛ فلولاها لما تم انو جاد الاستحضار ولغوه؛ فالإشكالية العظمى؛ أن الذين عايشوا- تيمد- عن قرب؛ دائما مهمشين ومقصيين وغير مرغوب في حضورهم لماذا؟ ليظل اللغو سائدا؛ وفي هذا الباب تجدر الإشارة إلى أن الفنان " الحسن الطويل " اشتغل بجانب المرحوم " محمد تيمد " لسنوات طويلة مكنته من تجربة فنية مسرحية متميزة؛ معه كما مكنته من الإطلاع والإلمام على تفكيره وآلية اشتغاله ومنطلقات تصوراته ؛ ولم يستدعيه أبناء بلده الذين استحضروا - أستاذه- وهو اليوم في فرنسا يعيش مع أبناء الراحل

 

نجيب طلال

......................

إحالات

5) محمد تيمد مسار حياة فوق الركح : لحليمة البخاري - محور دراسات في المسرح مجلة علامات عدد 35 /2011

6) أعمال ملتقى اكادير: أجيال وتجارب في المسرح المغربي الحديث شهادة الراحل قيد حياته ص88 مجلة

أفاق لاتحاد كتاب المغرب عدد3 خريف1989

7) حليمة البخاري ص 44

8) أعمال ملتقى اكادير: أجيال وتجارب في المسرح المغربي الحديث شهادة الراحل قيد حياته ص88/89

9) حليمة البخاري ص 44

10) ويرفع الستار: شذرات من حياة مسرحية لإبراهيم الدمناتي ص 54 ط الأولى /2013 مطبعة أنفو

برانت - فاس

11) نفسه ص 58/ 59

12) أعمال ملتقى اكادير: أجيال وتجارب- ص 90

13) محمد تيمد مسار حياة فوق الركح: لحليمة البخاري - ص 47

14) نفسها ص48

15) المسرح وقرينه لانتونين أرتو ترجمة سامية أسعد/: دار النهضة العربية 1973

16) زمن الشعر لأدونيس ص21 دار الساقي للطباعة والنشر - ط السادسة /2005

17) يحكى أن.. .: محمد تيمد الراجي.. النبي الأعزل الحلقة (6) بقلم: محمد أمين بنيوب / جريدة بيان

اليوم في - 06/ يوليوز/2014 18) نفس الجريدة والركن

19) نفس الجريدة والركن

20) نفسها 21) انظر جريدة أنوال في ص 7 من يوم الأربعاء30/11/1994 22) قيمة العزلة والإبداع ونكران الذات /لجيلالي فرحاتي ص 47 منشورات جامعة مولاي إسماعيل

بمكناس عدد 4 في مارس 1994

23) الكتابة المسرحية وقضايا المدينة في مسرح محمد تيمد/ لعبد الرحمان بن زيدان نفسه ص 70

24) محمد تيمد الحاضر الغائب نفس المرجع تقديم عبد الرحمان بن زيدان

25) التجريب وميكنزمات العرض المسرحي لدى محمد تيمد / لعبد المجيد فنيش نفس المرجع ص83

26) نفس المرجع تقديم بقلم عبد الرحمان بن زيدان

27) الجيلالي فرحاتي نفس الموضوع و المرجع ص 47

28) وداعا محمد التيجاني...وداعا محمد تيمد/ محمد الكغاط نفس المرجع ص19

29) محمد تيمد.. في زمن غاب عنه تيمد / لمحمد بلهيسي نفس المرجع ص28

30 عبد المجيد فنيش نفس الموضوع والمرجع المذكور ص82

31) النقد المزدوج لعبد الكبير الخطيبي ترجمة جماعية الطبعة 2/1990 ص147

32) المسرح فن الملسوعين: شهادة محمد تيمد مجلة آفاق لإتحاد كتاب المغرب عدد 3 /1989

33) المسرح بين السياسة والمجتمع/ / لمحمد تيمد مجلة دراما عدد 2 / 1992

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم