صحيفة المثقف

النظام السوداني يتداعش

dawd alkabiمما لا شك فيه أن اي نوع من الاجرام بحق الانسان اينما وجد، وبغض الطرف عن انتماءاته الدينية والعرقية والقومية والاثنية، فأن هذا الفعل الاجرامي مرفوض جملة وتفصيلا، لأنه مناوئ لحقوق الانسان ومناف للاعراف والقيم الدولية والاخلاقية، وكذلك للاعلان العالمي لحقوق الانسان . ولذلك فأن جميع او معظم الدول الغربية الغت احكام الاعدام بحق اي انسان يرتكب جريمة او فعل يخالف القوانين المعمول بها في داخل تلك الدول، الا في الدول العربية والاسلامية فأن حكم الاعدام لا زال ساري المفعول !.

 

والاكثر ممن مارس ويمارس جرائم الاعدام بحق البشر هم الدواعش، الذين قتلوا ويقتلون آلاف الناس الابرياء في العراق وفي سوريا وفي اليمن وغيرها من الدول العربية والاسلامية ؛ واكيد أن من يحذو حذو الدواعش، ويمارس اي جريمة بحق البشر هو اما داعشي واما من يؤيد افعالهم المشينة ضد الانسانية جمعاء ؛ ولعل السعودية قد كشرت عن انيابها، واماطت اللثام عن مكنونها حينمال اعدمت الشيخ النمر، بعد الوساطات المتعددة واعطاء تعهد لكل من كان وسيطا في تلك القضية الا انها خالفت كلمتها وضحكت على ذقون الوسطاء . فقامت بالافعال الداعشية على مرمى ومسمع العالم برمته . وبالمقابل فقد شجبت هذا الفعل منظمات انسانية وشخصيات عديدة لها ارتباط بحقوق الانسان .

 

لكن الغريب أن السلطات السودانية قررت طرد البعثة الدبلوماسية من السودان، واستدعاء سفير الخرطوم من طهران، تضامنا مع السعودية . وهذا يعني ان السودان او النظام السوداني هو مؤيد لما تقوم وما قامت به السعودية من قطع رؤوس معارضيها، بدل الحوار واعطاء مزيدا من الاصلاحات السياسية، فالنظام السوداني هو داعشي بالتعويض، وعليه فأن دائرة الدواعش قد اتسعت بانضمام، وان السودان قد دخلت اللعبة من اوسع ابوابها، واعلنت نفسها كلاعب رئيس .

 

وقد قالت السودان على لسان مدير عام رئيس الجمهوية طه عثمان الحسن قوله "قررت طرد السفير الإيراني من السودان وكامل البعثة، واستدعاء السفير السوداني من إيران، مؤكدا إدانة السودان للتدخلات الإيرانية في المنطقة، متذراعا ان طهران تنتهج نهج طائفي، إلى جانب إهمال السلطات الإيرانية منع الاعتداءات على السفارة والقنصلية السعودية  في إيران". ناسيا هذا النظام او متناسيا دور السعودية الذي عكر صفو المنطقة، وهو الداعم الحقيقي للارهاب ومنه ارهاب الدواعش الذين هم الى هذه الساعة يقتلون ويذبحون الابرياء، وبالخصوص في مدينة الموصل شمال العراق، من نساء واطفال وشيوخ وصحفيين ومدرسين وموظفين، الا يدري النظام السوداني بكل هذه الجرائم ؟ الم تكن هذه جرائم بحق الانسان وهي مرفوضة وتتعارض مع كل القيم ؟ .

 

واعتقد أن كل من يؤيد داعش وما يقوم به هذا الارهاب، او من يؤيده ويؤيد من يمونه ويدعمه هو داعشي ويتبنى فكره، وان السودان بتأييدها لما تقوم به السعودية من تصفية معارضيها بهذا الاجرام البشع، هو داعشي بامتياز، ويجب على بقية الدول ان تدين السوان وتعتبره نظام ممول للارهاب بأعترافه .

 

 

 

داود سلمان الكعبي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم