صحيفة المثقف

الجلبي ما قتلوا وما صلبوه ولكن شبه لهم

dawd alkabiشككت بعض الشخصيات السياسية حول وفاة احمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني ان تكون طبيعية وان لديها، كما تقول، وجود دلائل تشير الى انه توفى مسموما ؛ والسبب انه كان يمتلك ملفات فساد كثيرة لسياسيين فاسدين اعلن انه سوف يقدمها للقضاء للبت فيها ومن ثم اتخاذ مايلزم . لكن الفاسدين، يظهر، كانوا اكثر ذكاء منه ومتعطشين للتصفيات وللدماء معا بقدر ما هم متعطشون لسرقة اموال الشعب والضحك السياسي عليه ، وهذا لا يحتاج ذهاب الى القاضي، فسيرتهم ومسيرتهم ، طيلة هذه السنوات العجاف تؤكد على صحة ما نقول وهي حقيقة وليس افتراء.

الرجل قد ارتكب خطأ فادحا حينما صرح في وسائل الاعلام بأنه يمتلك ملفات ومعلومات ووثائق عن ساسة فاسدين ومفسدين، وكان يفترض به ان لا يفعل ذلك الا بعد ان يقدم تلك الملفات والمعلومات للجهات المختصة حتى ترى عملها ، ثم بعد ذلك فليقل ما يشاء .

الفاسدون بطبيعتهم كيف سيسمحون له بكشف اوراقهم وبيان حقيقتهم للملأ ، وفضحهم امام الشعب العراقي ومن ثم تعريتهم سياسيا واخلاقيا وتقديمهم للقضاء واعادة ما سرقوه لخزينة الدولة . هذا الخطأ او العجالة هي التي جعلت من الجلبي ان يدفع ثمنها غاليا وهو حياته. واذا كانت الاسباب هي فعلا كانت عينها فالرجل جزاءه الله، خيرا ما فعل ، لكن السؤال : اين كان طيلة الفترة الماضية ولماذا لم يقدم تلك الادلة للقضاء العراقي حتى يخلص ذمته ويثبت صدقه ونزاهته ؟.

اما كيف كانت وفاته او اغتياله فيذكر بعضهم ان الجلبي تناول سَما بطيئ المفعول دس له اثناء حضورهِ مأدبة طعام بعد تلقيه الدعوة من أحد الشخصيات السياسية، ويقول أن هنالك تحفظاً على اسم الشخصية التي قامت بتوجية دعوة للجلبي. اذن هي حقيقة وليس كلام عابر او تصريحات اعلامية فحسب . ودليل هذا القائل أن تشريح جنازة الجلبي حدثت في مدينة النجف بسبب تزامنها مع قدوم الاطباء الذين تم استدعائهم من قبل عائلة الجلبي لكشف حقيقة وفاتهِ. وما يؤكد ذلك ان الجلبي قد سلّم المرجعية الدينية العليا في النجف ملف فساد كبير قبل يوم من وفاته. والآن الكرة بيد المرجعية الدينية وهي التي تتحمل المسؤولية القانونية والدينية والاخلاقية. علاوة على ذلك إن الجلبي كان يملك معلومات عن شخصيات وقوى ودول ضالعة في عملية نهب العراق، ومن ذلك مزاد العملة الأجنبية في البنك المركزي العراقي٬ وهو ما دفع بالجلبي للحذر في تحركاته وتعاملاته في الآونة الأخيرة.

وبحسب بعض الساسة المقربين من الجلبي يرون ان وفاته كانت عملية اغتيال سياسي لدوره الهام منذ لحظة دخول الأميركان العراق الذين اختلفوا معه وأختلف معهم الرجل، وبالتالي فإن وفاته يشوبها الشك.

وكانت (تمارا) ابنته جلبت معها ثلاثة أطباء لفحص جثة والدها وهم أميركي وبريطاني وإيراني لمعرفة الحقيقة أولا ولتحديد دوائر الصراع الدولي في العراق حيث يمكن أن يكون الجلبي ضحية لهذا الصراع.

لكن خصوم الجلبي ينفون هذه الاتهامات ويرون ان الجلبي توفي وفاة طبيعية وما هذا الكلام الاجعجعة اعلام ليس الا ، ولسان حالهم يقول: ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم.

 

داود سلمان الكعبي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم