صحيفة المثقف

صناعة النجاح والتميز في العمل

akram othemanإن الارتقاء والجودة تسهم وتدفع نحو التميز في العمل، فعندما نتحدث عن التميز، نعني به الجهد والأداء الفعال الذي يجعل المرء ينفرد ويظهر على الآخرين، ويتفوق عليهم في عمله وأدائه لواجباته الوظيفية والمهنية .

لذا لا بد من تسليط الضوء على الاستراتيجيات التي تميز بها الناجحون وأصحاب الأعمال التي تفوقت على نفسها وعلى الآخرين،،، واستطاعوا من خلالها تحقيق النجاح والتميز، وترك بصمة إيجابية في أدائهم وعملهم،،، لتكون هذه المحطات نبراس ونموذج يتحذى به لدى الشباب الطموح والذي يسعى للجد والاجتهاد والوصول إلى الأعمال الناجحة، للإسهام في رفعة اقتصاد الوطن وتطوره وتقدمه.

 

استراتيجيات التميز:

الثقة بالنفس: الثقة بالنفس هي الوقود الذي يدفعك للنجاح في إدارة الذات، فلا يمكن أبداً أن تنجح في إدارتها وأنت تعيش في ظل من الإحساس بعدم الثقة والنقص وانعدام القدرة . لابد أن يكون الشخص واثقاً من ذاته ومقدراً لإمكانياته ومؤمنا بها، إن الثقة لا تساعد الفرد في أداء العمل الأفضل، ولكنها تحدث تأثيراً فاعلاً في نفوس الآخرين، فالناس يقدرون ويحترمون الأشخاص الواثقين من أنفسهم،،، فمن المهم التركيز على الاعتقادات الإيجابية عن الذات والتي تدعم الثقة بالنفس: لدي القدرة والقوة والصحة على أن أحقق هذا الهدف، نعم، بإمكاني النجاح، كثير من الأشخاص حولي يأخذون رأيي وتعجبهم مقترحاتي .إن من الأهمية بمكان تأكيد النجاح من خلال النظر إلى الإنجازات التي حققتها في الوصول لأهدافك، وإن كانت هذه الإنجازات صغيرة، أفتخر بها، وأثني على نفسك وأدعمها جيداً للمزيد من النجاحات، و أحص عدد مرات فشلك وأجعلها عاملاً لتحفيزك جيداً، قرر بينك وبين نفسك على تقليل عدد مرات الفشل في الخطوات القادمة .

الايجابية: إن الموظف المتميز هو الذي يبحث عن الجانب المشرق ويبحث عن الخصائص الايجابية في نفسه والآخرين،،، إن التفكير الايجابي هو تحديد السلبيات وتحويلها إلى إيجابيات . إن الايجابية تعني أن نتحرك للأمام وتحقيق التقدم للوصول إلى النتائج والبحث عن التحسين والارتقاء والبحث عن المفيد بدل إعطاء النفس الفرصة للأفكار الهدامة ومشاعر الكراهية والغضب والحسد .

ويضيف الكاتب اندرو ماثيو: إن جوهر التفكير الايجابي لا يقدم ضمانات بل يوفر أفضل الفرص المتاحة، ولقد نجد إن الفاشلين في الحياة يركزون على كل ما هو مستحيل فقط، إلى أن يصلوا إلى الحد الذي لا يرون فيه سوى المستحيل .أما هؤلاء المستبشرين الذين يفكرون دائماً بصورة ايجابية فنجد أنهم بقدرتهم على التركيز على ما هو ممكن ينجحون في تحقيق أهدافهم .

إن أهمية التفكير الإيجابي تقرر طريقة تفكير الموظف فإذا اختار أن يفكر بإيجابية يستطيع أن يزيل الكثير من المشاعر غير المرغوب فيها والتي تعيق من تحقيق الأفضل لنفسه،،، ويرتبط الاتجاه العقلي الإيجابي ارتباطاً وثيقاً بالنجاح في كل مجال من مجالات الحياة .

" ولكي تحقق النجاح وتعيش سعيداً و تحيا حياة متوازنة يجب أن يشمل التغيير طريقة تفكيرك، وأسلوب حياتك، ونظرتك تجاه نفسك، والناس، والعمل، والموقف التي تحدث لك، والسعي الدائم إلى تطوير جميع جوانب حياتك“.

التمسك والتركيز في العمل .. إن الحماس والتركيز في العمل يزيد من تطور الشخصية والعمل على أداء مهامه بشكل أفضل ورائع،،، بعكس الفتور واللامبالاة تدفع الفرد إلى الإهمال والتراخي والسلبية التي تبعده عن التطور الأمثل والرفعة في الأداء والإتقان في المهام الوظيفية بشكل فعال ومتميز .

معرفة النفس جيداً: إن التعرف على القدرات والمهارات الذاتية ونوع العمل الذي يرغب فيه الفرد ويتقنه، يسهل النجاح والتطور من خلال وضع خطة للعمل ومتابعة مدى التقدم في التنفيذ والمراجعة الدائمة لكل ما هو جديد من المعلومات والمهارات واستطلاع المشكلات قبل وقوعها ووضع خطة بديلة في حالة الفشل يجعلنا نعرف أنفسنا ونجاحاتنا جيداً .

الاقتناع بضرورة التميز: إن إيجاد القناعة بأهمية التميز في العمل فرصة مناسبة لتنمية القدرات والملكات، مما يؤهله للوصول إلى ما هو أفضل مما هو عليه ... فمن العيب أن يقف الموظف دون الاستزادة في تنمية نفسه وصقلها بالمعارف والمهارات والوسائل الملائمة للعمل بجد واجتهاد ونجاح مثمر .

التلطف وحسن التعامل مع الآخرين:- ذلك أنها المهارات اللطيفة في الاتصال الفعال مع الزبائن والزملاء الموظفين،،، إنها المهارات التي تكسب قلوب الآخرين قبل عقولهم،،، إن معظم المشكلات والأزمات تحدث في المؤسسات والشركات تعود في الغالب لسوء التصرف واللباقة، لا لضعف أداء الموظف أو قله معرفته بعمله.

إدارة الذات: من خلال البحث عن الوقت الكافي لأداء المزيد من المهام والمبادرات، فتعرف إدارة الذات على أنها معرفة الشخص لقدراته واستخدامه الأمثل لهذه الإمكانيات من أجل تحقيق الأهداف التي يسعى إليها . إن بناء الذات يخضع للمعايير السائدة في المجتمع فالفرد يؤثر في الآخرين ويتأثر بهم وبمقدار هذا التأثر ونوعه تتشكل ذاته إلا أنه ينبغي الالتفات إلى أن الفرد ليس منزوع الإرادة بل إن له دور فعال في بناء ذاته مصداقاً لقوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).

مهارات التبعية: فالتبعية تعني العمل بإخلاص لأجل نجاح المؤسسة، من خلال ممارسة الاستقلال الفردي وتكوين رأي خاص عن الأهداف والواجبات والمشاكل المتوقعة وطرق العمل، فهو يتعاون مع القائد لإنجاز أهداف المؤسسة، فهو لاعب أساسي في تخطيط أعمال المؤسسة وفي التطبيق الميداني لهذا التخطيط .

المبادرة: فالمتميز يدعم مبادراته بإبداء الالتزام الشخصي والحماس تجاه المقترحات ويحشد لها ما يحتاجه من موارد وجهود، وهي تعني البحث عن مسؤوليات إضافية تتجاوز المتوقع في التوصيف الوظيفي والتمسك بإصرار بفكرة أو مشروع والاستمرار في ذلك حتى يتحقق النجاح ويتحمل المخاطر الشخصية بتولي مسؤوليات جديدة .

بناء العلاقات والتواصل الفعال مع الآخرين: تكون العلاقات عند المتميز فرصة لتبادل المعلومات والخبرات، بعكس الموظف العادي فإن علاقاته قائمة على النكات والشائعات داخل المؤسسة .

مهارات القيادة: إن الموظف المتميز يعمل كقائد غير ذي سلطة، وبهدوء دون استعراض، يتعاون مع الزملاء تحت تأثير مهارات القيادة، وليس وفق السيطرة والهيمنة والمسؤولية .

روح الفريق: يعلم المتميز أن أول مبادئ روح الفريق هي المشاركة الحقيقية، وأن الفريق ضروري لإنجاز المهام، وأن حجم العمل أصبح أضخم من أن ينفذه فرد واحد حتى لو كان نجماً ... أصبحنا في زمن العمل الجماعي.

في النهاية نحتاج إلى وقفة تأمل:

ابتعد عن إضاعة الوقت (برمج أوقاتك).

لا تتميز على حساب الآخرين .. ضع أمامك العبارات التي تقول: " إن للتميز قيم وأخلاق ".

لا تجالس الأشخاص السلبيين والمتقاعسين .

دمتم سالمين

 

د. أكرم عثمان

مستشار وخبير دولي في التنمية البشرية

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم