صحيفة المثقف

دلالة الرقم الخيميائي المُكرّر.. قصيدة المتفرجون للشاعر ركن الدين يونس

adnan aboandolisيحبذ القراءة المتأنية لأي نص ما,لأن ذلك يستوجب الوقوف على مفردة قد تكون مفتاحاً للمغلق, والذي يروم من ورائهِ فكَّ إستغلاق ما، ربما تكونُ إستحالته غير ممكنة، وحيث تُثمر -أي القراءة -استنطاقا لمعانيها تحت وطأة الإغراء وعبر تحسس فضاءاتها بتلك الوقفة- كإستراحة او سحب نفس للمطاولة.

يبغي المتلقي من خلف تلك الكواليس، إظهار ماترافق رؤاهُ لحظتها، ذلك فك لغزاً أو كشف مخبوء-مطلسم - شيفرة- عندها تسير الدلالات طوعية,فلكل دراسة أو قراءة سياقها المعهود والتي تفتح آفاق جديدة ومعاني إضافية يريد منها الإفصاح عن الذات,وما قصيدة- المتفرجون- للشاعر إلا بذات المعنى، لذا حسبته في ركن ما من المسرح يدون استنتاجاته، والتي أراد منها تفكيك البنية، وكما ورد في مستهل التقطيع:

تصفيق- تصفيق- تصفيق- تصفيق-1-2-3-4 عدد الكلمات = 4

تصفيق- تصفيق- تصفيق-5-6-7- عدد الكلمات =3

تصفيق- تصفيق-8-9-عدد الكلمات = 2

= 9\ عدد الأصوات = عدد المتفرجون \ 9

مفردة- المتفرجون= عدد حروفها - 9- \ أصوات التصفيق = 9 \ أي متساوياً مع عدد المتفرجون، ومع الإستقراء إتضح بأن مفردة – الخيميائي – 9 حروف، وقد جاءت مصادفة بالتحليل .

بهذا التدرج ومع هذا التكرار للعدد لم يأتِ عفوياً – بل أرى إن هناك قصّدية في النص، ربما يساير واقعة حدثت في رؤاه، وكان الرقم-9- حدثاً مهماً فطبع بهذه الصيغة- ربما الإجتياح الأجنبي للبلد وإحتلاله- يوم 9-4-2003 وغيرها، وعلى ما اعتقد ذلك هو الصواب بعينهِ ,علماً إن الرقم- 9- تتنافر به العلاقات، إلا في العدو المشترك حسب أقوال المنجمون،وهذا ما حصل فعلاً،وحتى علمياً قدّ يصار إلى نتيجة غير موفقة عند صهر المعادن في بودقة، قد يصار إلى حرّقها بألإذابة إلى تكسر المعدن الأصلي، لكن هنا مواءمة وملائمة في الهيجان والتصفيق وتحت كواليس السياسة القائلة " عدو عدويّ = صديقي " , حيثٌ الرقم _ 9 _ وهو رقم خيميائي يحول المعادن إلى ذهب، و كما يقال، وهكذا بني الشاعر "ركن الدين " نصه على أُسس علمية في التفسير الميثولوجي ,هذا النص برمزيته قد أزاح الشكوك وتفادى ما تعتريه من عراقيل.

يستمر بإكمال نصه:

‘انتهى العرض المسرحي

........تصفيق

..............ابتدأ العرض

............تصفيق

هنا لاخيار للمتفرجون سوى الإذعان لأمر المخرج، نعم مثلما انتهى - بدأ-لتشابه الحالتين معاً في فوضى خلاقة لن تتكرر- عصفت ببلادنا . ففي إختلاط الأصوات وضياع الحقيقة، فـ الجمهور – مغلوب على أمرهِ، لا يعرف سوى ترديد الكلام والتعبير عنهُ بهذه الطريقة – التصفيق – حالة إرضاء ليس إلا !.....

كذلك استمرارية النص ,كشفت عن رمزية رصعته وثقلت معناه - إلى آخر القصيدة:

ومنها –

اقطع أُذني

وهي ليست للرسم

ولا للإذن

ولا للصحن

ولا للعرض

بل إنها للسمع فقط-هذا المقطع جاء شبيهاً لمقطع من قصيدة للشاعر جان دمو -مياه سعدي- إنها ليست للناس- ولا للزرع- ولا للأرض- إنها مياه القصائد فقط. ولكثر ما تصاحبا في فترة عبثية جمعتهما الأرصفة تيهاناً وتسكعا كانت رؤاهما متشابهه حدّ التطابق العيني المنظور .

 

كركوك

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم