صحيفة المثقف

أسْتَـأْنِـفُـنِي

yasamyna hasybiإهداء: إلى امرأة تتجوّل في أسرار الحروف

وتلمْلم القلقَ من أصابع الشّعر ..

إلى الشاعرة المبدعة والروح الشفيفة

ميادة أبو شنب


 

 

أسْتَـأْنِـفُـنِي ... / ياسمينة حسيبي

 

ولأٓني امرأة ..

أدخل الشِّعر عمْداً كي أُفسِدَ سرّي ..

أنشُرني كأول النّهار، وأتخيّرُ سقفاً لسمائي.

أستأنفُني في النورِ والعميان يتنازعون مصباحي!

وللآآآآن ... أُسبِّح بالنّون جرحاً في صلاتي

وأعوِّذُني من يدكَ بما حمَلتْ ..!!

يدُكَ التي أَسْرَفْتَها، فأورقتْ أصابعكَ بالذنوب؟

يدُكَ التي تدقّ قلب الحجر حتى يتنهّــدْ،

وتطمر تفاحة جنّتي بذريعة حواءِ!

*****

 

ولأني امرأة ..

أدلفُني من بؤبؤ عيني، لا ألوي على نظرْ

أنزع شوكة الجروح عند مدخل الروح،

ثم أمدّ الوصْل بيني .. وبيني!

أرمّمني بالماء ..

كي لا يتغير طعم المرارة في دمي.

لا صحوتُ ولا غفوتُ، كي لا يداهمني كهرمان الليل!

أو تقرعني الصحراء بطبول الصمت

فما زلتُ أغَرنِطني بين قُرْطبٍ .. وقرطبٍ!

وأنتعلُ كعب الأندلسِ المُداسِ

أتعلّل بصحة وعْكتي ..

لتصهلني الريح في الْـمَازالَ من صوتي،

أو لِتمشيني الطريق بما تيسّرَ منّي!

*****

 

ولأني امرأة ..

تعْكسني وجوه المرايا .. ظلالاً!

أأنا العاقر؟ أم الليل وريثي الأوحد؟

وما كان إرثي منك يا حبيبي؟

سوى شوق الأعمى لشقّ الضوء .... وآااااهٍ!!!

بين النداءِ والصدى.. تبَسّرَ جُرحي في الصدأْ

نتصبّبُ ثلجاً ...

والنار منقوعة في قوارير الأعراب!

فلا تلتفتْ صوب ضميرٍ يستعيركَ غائباً،

ويرفع شأْنكَ بـ "نوبل" الحروب!

*****

 

ولأني امرأة

أورَثَني الغزاة عواصمَ بلا عِصمة

ومدن تُصلَب على أبوابها أسماء الله الحسنى

دمي يتشهّدني ..

مُذْ يوسفَ، بأحد عشر أصبعا مبتورِي الصلاة

والأنَفاس " تبوءُ بإثمي وإثمكَ " ..في عليل هوائها

فلِمَ تكسوني بالعُرْيِ وفوقي كل هذي السماءْ؟

لمَ تجهَلُني والخبرَ كلّه في مبتدئي؟

ومهما تقرأُني العيون .. مطمورة الإبصارْ

لن أستعيرني في سورة النساء .

وإنْ ترتخي أصابعي ..

أمووووتُ .. ويَدِي ممسكة بنعشي!

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم