صحيفة المثقف

الإصلاح مثل طنطل احفيظ تسمع به ولا تراه

mohamad thamerأمضيت خمسين سنة في الفهود اسمع به واجله وأهابه واحترمه انه كبير الطناطلة (احفيظ) ذرع الفهود شبرا شبرا وانساب من شبابيكها وروازينها واكل (الحناية) و(الماصخ) ما ان تغادر التنور، ولكن الغريب اني لم التقيه ابدا،كل الذي بيننا وصف ورسم، ربما بسبب كثرة مشاغله، فهو المشرف على الطناطلة ومنه يستلمون أوامرهم، كل الذين صادفوه لم يتفقوا على ملامحه مثل الإصلاح في الحكومة العراقية، البعض قال انه مدحدح، والبعض أكد انه ربعة وأكثرهم وصفه بطول القد،وهذا يشبه الإصلاح في العراق فالبعض يريده استبدال لأسماء بأخرى والبعض يركز على البرنامج وأكثرهم يذهب الى الإصلاح الجذري الذي يشبه احفيظ .

احفيظ هذا جدير بالمتابعة والمحاكاة من قبل راعاة الإصلاح ان فيه لعظة وآية وتذكرة فهو رغم ما يشاع عن جبروته يمكن ان تهزمه بالإبرة والمخيط وأية الة حديدية، وكذلك هم المفسدون رغم مكنتهم وسطوتهم فهم لا يختلفون عن احفيظ يخافون الصوت الحر والقلم النبيل، ولكن المشكلة ان احفيظ يهرب الى القصب و(السبل) و(العكب) بينما يهرب هؤلاء الى دولهم بعد ان أحالوا الوطن الى خربة تندبها ديكة الفضائيات المأجورة .

قبل خمسة ألاف سنة بالتحديد يقول كافن يونغ ظهر في بلاد الرافدين احفيظ ليقود صفوف من الطناطلة لتعود بهذه البلاد الى الجنة المفقودة التي أتلفها الفساد والجور وجحود الآلاء الله، وما برح المكان مثلما بدأ اول مرة، نظريات لا أول لها ولا أخر، مرة قومية ومرة مذهبية ومرة عسكرية كلها عجزت وقبلها الملكية، عجزت وستعجز لان الإصلاح ليس شعار بل شعور وليس  ترف بل نزف وليس محاباة بل محاكاة .

فان أضعت دقيقة متأخرا عن الإصلاح وكان لك ان تصلح فأنت مفسد.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم