صحيفة المثقف

أياد علاوي يستفيق من غيبوبته السياسية

محاولا "خلق" جبهة سعودية وسط انتصارات العراقيين الكبرى!!

استرحنا لفترة قصيرة من مغالطات السيد أياد علاوي السياسية والفكرية الفجة التي كان يطلقها بين الحين والاخر منذ 2003، فلاحظنا نتائج ذلك، انحسارا لكثير من الاستثارات التي كانت مصادرا لايقاد الفتنة واثارة المشاكل وخلق اجواءا الفتنة والتحريضات من خلال تحالفات علاوي مع كتل سياسية شعية وسنية معا، بعد ان اتضح ان ذلك لم يجديهم جميعا أي نفع سوى في زيادة عدم الثقة بهم وانعزالهم عن شعبنا.

فالدكتور أياد علاوي، هذا السياسي "المدلل" لدى النظام السعودي وأنظمة الشر واللااخلاقيات الخليجية الاخرى، قد نذر نفسه وللاسف ليكون من بين اكثر العراقيين ممن لا يعبؤون لمصير العراق وشعبنا . فمجرد جلوس اياد علاوي مع "الملوك والرؤساء" العرب، هي "العقدة" النفسية التي لا تزال تنغص عليه حياته كسياسي فاشل يمتلك تماهيا غريزيا مع "التيجان" الملوكية، كانت هي وراء كل شر في حياة استغلتها لتكريس الكراهية للمذهب الشيعي بالذات من قبل انذال الوهابية من "أصحاب الجلالة والسمو" . فأياد علاوي وبهذا المستوى من الترفع الذي ينكر فيه الملايين العراقية الفقيرة الكادحة، لا يمكن ان يكون له وجها مقبولا بينهم أبدا. فضلا عن سعيه في تهديم العراق والنظام الجديد من خلال ولاءه للكيانات التي تجد في الوجود الشيعي كفرا بوهابيتها، الامر الذي حتم على شعبنا شطب اياد علاوي بقلم عريض على انتماءه له، لعمق اواصر علاقته الشخصية والسياسية مع نظام الارهاب السعودي بالذات ومواقفه الخاسئة ضد العراق، وقيامه بتيسير تدخلات النظام السعودي الارهابي بشكل لا يمكن ان يفعله الا من كان "ثمن" ما يتقاضاه، سقوطا من كل شرف وطني رفيع . وما صرح به السيد علاوي في يوم أمس، دليلا جديدا، لا يزيد علاوي سوى سقوطا سياسيا اعظم .

لقد كنت شخصيا أرى في ثرثرة اياد علاوي اليومية، مثل رجل مشلول، تجلسه عائلته على عتبة الدار للتسلي بالقادم والذاهب من الناس، ولكنه، لم يكن ليستطيع مسك لسانه، فهو يسب ويشتم اؤلئك المارة بغير سبب. ولكن الناس كانوا لا يردون على سبابه، بل كانوا فقط ينظرون اليه، ويحمدوا الله في قلوبهم، من ان الله تعالى قد أنزل عليه من البلاء ما كان ليغنيهم عن كل رد عليه .

فحسب المسلة، اليوم الخميس 02 حزيران 2016، وتحت عنوان "علاوي الذي لا يفهم "الجهاد الكفائي" يعرف "الشاردة والواردة" عن الفلوجة" ذكرت: (خرج علاوي في بيانه الأربعاء الماضي، مُنهيا سكوته الطويل عن تطورات العمليات العسكرية في الفلوجة والانتصارات التي حققتها القوات الأمنية والحشد الشعبي في مختلف قواطع العمليات خلال فترة زمنية قياسية، لينضم إلى جوقة "المتباكين" على اهالي الفلوجة وهم الذين لم يحركوا ساكنا أو يقدموا شيئا للأسرى والرهائن من أبناء الفلوجة وبقية المناطق المغتصبة من قبل تنظيم داعش، طيلة عامين.

خرج علاوي ببيان فيه تفاصيل جعلته وكأنه في قلب المعركة وليس بعيدا عنها وعن هموم البلاد ومشاكلها، وهو الذي قال في خلال مقابلة تلفزيونية جملته المشهورة "والله ما أدري" في دلالة على جهله بما يدور في البلاد من تطورات واحداث سياسية، لكنه يدس انفه اليوم، في كل صغيرة وكبيرة.

علاوي قال في بيانه، إن "الخطط العسكرية المعتمدة لتحرير المدينة من قبل القوات المشتركة تعقد معاناة الأهالي الكرام وأوضاعهم الحياتية بشكل اخذ يستفز المشاعر الإنسانية في كل مكان من العالم"، دون أن يقدم أدلة على "الاستفزازية" التي تحدث عنها علاوي رغم أن جميع دول العالم بضمنها الولايات المتحدة الأميركية أعلنت دعمها ومساندتها لعملية الفلوجة وأشادت بقيادة القوات العراقية لتلك المعركة)...انتهى...

فها هو اياد علاوي إذا، يعود من حيث انتهى في شيخوخته السياسية يحاول فتح جبهة لتبرير تدخلات واحتجاجات النظام السعودي الارهابي وسط انتصارات ابطالنا الكبرى في الفلوجة التي يعتبرها النظام السعودي اخر اماله واخر معاقل نصرته من قبل داعش في محاولات الابقاء على عراق يحتله الارهاب الداعشي وهو صنيعة النظام السعودي الارهابي نفسه، لتسوده الطائفية وتمزقه الخلافات والتناحرات ولكي يبقى ارهاب داعش تهديدا مباشرا لصالح النظام السعودي الذي لم يتبقى من دول العالم ممن لم يعترف بدور السعودية في دعم وتغذية الارهاب العالمي.  

ففي السنوات الماضية، عندما كان الارهاب السعودي يشجع الفتاوى على قتل الشيعة ويصدر الارهاب الى العراق بشكل خاص، والعالم بشكل عام، لم يكن ذلك ليثني اياد علاوي من دفاعه المستميت عن النظام السعودي الارهابي، على الرغم من اعترافات الارهابيين السعوديين الذين يتم القاء القبض عليهم والذي كانوا يعترفون بتصديرالنظام لهم .

لقد كتبنا عشرات المقالات عن شخصية اياد علاوي كجاسوس اعترف بنفسه على تجنيده من قبل 14 دولة عربية واجنبية، وتساءلنا مرات ومرات وخصوصا في تلك الفترة التي كانت الحكومة انذاك تحاول "إرضاءه" من خلال ترشيحه "كرئيس لمؤسسة السياسات الستراتيجية" وهي "نكتة" سمجة عشنا  على قهقهاتها ولوقت طويل، على تلك العقليات السياسات العراقية التي كانت تجد في العقل الخاوي لاياد علاوي نوعا من "اطمئنان" على العراق في منصب خطير كذاك، مع ان العراقيين جميعا قد ادركوا عدم توفر مستوى من ثقتهم باياد علاوي كوطني، مقارنة بعلاقاته مع نظام الارهاب السعودي وغيره .    

فكما وجدنا عليه حال اياد علاوي اليوم، في "انتفاضته" المفاجئة في "الحرص" على "اهالي الفلوجة"، وكأن أياد علاوي يتصورهم ليسوا هم ابناءنا العراقيين الذين عانوا الكثير جدا من هيمنة داعش، فنجد تصريحاته الهرمة، انما هي، في احتمال كبير، نتيجة لتقريع النظام السعودي الارهابي على سكوت علاوي طويلا وفي أحرج الظروف التي يمر بها النظام السعودي الارهابي وهو يحتضر في العراق فتزهق روحه بلعنات من كل وطني شريف من شعبنا .

فأياد علاوي الذي يقدس ايديولوجية الارهاب وزعزعة الامن والقتل والهيمنة باعتبارها الطريق الوحيد الذي يعتقد أن بواسطته وصوله للسلطة، يعيش شيخوخته السياسية وذاته المريضة في استمرار الاحتفاء بالارهاب السعودي الذي يمثل منهجية العنف والارهاب والصلافة الغلظة وظلم العراقيين والعالم من خلال الذين يختارهم كعملاء له. فبالنسبة الى مستوى الثقافة السياسية الضحلة لأياد علاوي، كان ولوجه في عالم الجاسوسية يمنحه تصورا في انه "نجما سينمائيا" يستطيع تمثيل الاقتدار والرجولة من خلال شريط سينمائي، لكنه، لم يدرك ان وراء ذلك حسابا عسيرا في يوم ما، وليس كما يتصورها نزهة قصيرة من اجل متعة المشاهد لدقائق قليلة !!

ففي مقال سابق وبعنوان (علاوي ولغة التهديدات ...هلا جرب لغة السياسة )، كتبنا:

(أن مشكلة الدكتور أياد علاوي الكبرى كبعثي ومتهم بعلاقات أجنبية لا ينكرها هو نفسه، تتجلى في استمرار اصراره على محاولة فرض نفسه لحكم العراق وبأي طريقة ممكنة. ولكن في الوقت نفسه، نجد ان علاوي لا يريد الاصغاء لصوت شعبنا ولا يضع في حساباته ان الطموح وحده لا يكفي لتحقيق الامال، وخصوصا عندما يكون تحركه السياسي ضمن اطر للعلاقات السياسية يعتبرها شعبنا نوعا من المحرمات، "كالانتماء للبعث والعمالة للاجنبي والاتهام بالارهاب او علاقات صميمية مع انظمة الارهاب " وحيث لا يغفر ذلك شعبنا ولا الدستور . فبعد ان انزاح علاوي من المشهد الساسي لبعض من الوقت، نجده اليوم يعود، من خلال تعنيف حكام السعودية له على سكوته وكما يبدوا وسط الاحداث الكبرى في تحطيم الارهاب الداعشي كظهير للسعودية . وهم يلقون باخر اوراقهم الخاسرة على رهان خاسر في خلق جبهة لهم في الفلوجة، من خلال خلط الاوراق، في الوقت الذي يسطر فيه ابطالنا العراقيين في القوات المسلحة والحشد الشعبي ورجال العشائر وكل شريف، اعظم اسطورة لنصر مبين بإذن الله تعالى .

فشعبنا لا ينسى أن أياد علاوي قد أثبت من قبل على انه من أشد المعادين للنظام القائم، وسلوكه الاجرامي في الافكار والتوجهات  قد فضحته اعترافات المجرم السفاح فراس حسن الجنابي في ارتكابه جرائم القتل ضد ابناء شعبنا الابرياء في مجزرة التاجي في عرس الدجيل . حيث كان المجرم فراس من المقربين لعلاوي ويعمل كمدير لاحدى منظمات حقوق الانسان . وباعتقادنا، انه لو كانت العدالة تسود العراق، لتمت احالة علاوي الى التحقيق لضلوعه في الارهاب، وما يقوم به الان من تباكي على المدنيين في الفلوجة، انما هو ذريعة اخرى لدعم الارهاب السعودي، (فاعتبروا يا أولي الابصار).  

فبدلا من أن يحاول أياد علاوي إسدال الستار على ماضيه ويطلب الغفران من الشعب في اختياره طريق الوطنية وخوض معترك الحياة السياسية بهدوء وعقلانية، نجده يتواصل في التزامه واعتماده على اجندات النظام السعودي لتهديم الوطن العراقي واصراره على المضي في اجنداتهم. فالعراقيون الذين تحملوا أقسى انواع العذاب والقهر والقتل والموت، لم يترك لهم الزمن ما يخشونه حتى من الموت نفسه. فتجربة شعبنا المريرة في حياة مفعمة بالاسى، انتجت بفضل الله تعالى وحمده اصرارا أعظم على السير الى الامام . في نفس الوقت أن في عراقنا الجديد المأمول إن شاء الله، لا مكان لمن تسول له

نفسه تهديد الحياة، ممن يتعدون حدودهم ولا ينظرون الى القيم الوطنية بالاحترام والاعتبار والجدية المطلوبة.

حماك الله يا عراقنا السامق...

 

أ . د . حسين حامد

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم