صحيفة المثقف

الإعلام الإلكتروني .. صحيفة المثقف أنموذجا - Electronic media

saad yassinyousufفرضت التطورات المتسارعة في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال تغييرات جذرية انعكست على حياتنا في مختلف المجالات .

وقد نجم عن هذه التطورات وسائل اتصال إلكترونية غير تقليدية نشأت بعد الثورة المعلوماتية التي شهدها العالم باختراع الحاسوب الذي كان سببا في ظهور الإنترنيت وملحقاته من (وسائط الاتصال السريعة المتعدده والبريد الإكتروني والتي أدت بدورها الى ظهور منتديات النقاش ومواقع المدونات وخدمات النص الفائق)(1)

وبسبب هذا التطور وظهور وإنتشارالأجهزه الرقمية وسهولة تداولها وإتاحتها للجميع أطلق على عصرنا هذا بعصر الرقمنه أو الاتصال الرقمي حيث أصبحت الرقمية أحدى سمات حضارة اليوم.

فمن الساعات الرقمية إلى الراديو الرقمي والهاتف الرقمي والتلفزيون الرقمي إلى التلفزيون التفاعلي حيث فتحت الثورة الرقمية الأبواب على مصاريعها وحققت من خلاله ديمقراطية المعرفة في الاتصال المفتوح وذلك بحرية التعرض والتداول للمعرفة .(2)

وبفضل كل هذه التطورات ظهر وازدهر مايسمى اليوم بالإعلام الإلكتروني (Electronic media) والذي حظى بحصة متنامية في سوق الإعلام وذلك نتيجة لسهولة الوصول إليه وسرعة إنتاجه وتطويره وتحديثه كما يتمتع بمساحة أكبر من الحرية الفكرية.

 

تعريف الإعلام الإلكتروني:

لتوضيح حدود هذا الشكل من أشكال الإعلام لابد أنْ نضع تعريفا له للإحاطه بمفهومه، حيث عُرف بأنه:

(هو نوع جديد من الإعلام ينشط في الفضاء الإفتراضي ويستخدم الوسائط الإلكترونية كأدوات له تديرها دول ومؤسسات وأفراد بقدرات وإمكانيات متباينة، ويتميز بسرعة الإنتشار وقلة التكلفة وشدة التأثير).

أما اللجنة العربية للإعلام فقد عرفت الإعلام الإلكتروني بأنه: (الخدمات والنماذج الإعلامية الجديدة التي تتيح نشأة وتطوير محتوى وسائل الإتصال الإعلامي آلياً أو شبه آلي في العملية الإعلامية باستخدام التقنيات الإلكترونية الحديثة الناتجة عن اندماج تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات كنواقل إعلامية غنية بإمكاناتها في الشكل والمضمون ويشمل الإشارات والمعلومات والصور والأصوات المكونة لمواد إعلامية). (3) ويكيبيديا

 

نظرية الاعلام الإلكتروني:

إن الأسس النظرية للإعلام الإلكتروني مبنية أساساً على النظرية التي صاغها الفيلسوف الألماني المعاصر " يورغن هابرماس" والتي تسمى بنظرية المجال العام .

 

عرّف هابرماس المناخ أو المجال العام بأنه مجتمع افتراضي أو خيالي فليس من الضروري التواجد في مكان معروف أو مميز، فهو يتكون، في الأساس، من مجموعة أفراد لهم سمات مشتركة يجتمعون بعضهم ببعض كجمهور، ليقوموا بوضع وتحديد احتياجات المجتمع من الدولة. ويعتبر المجال العام مصدراً لتكوين الرأي العام.

وتقوم نظرية المجال العام في بِنيتها الجديدة على محاولة فهم حدود الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام الجديدة في إتاحة النقاش العام وتسهيل بلورة توافقات تعبر عن الرأي العام النشط، بحيث تكون إطاراً نظرياً متكاملاً يمكنه توضيح حدود الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام الجديدة ممثلة في المدونات والمنتديات ومجموعات النقاش في إدارة وتوجيه النقاش السياسي والاجتماعي في المجتمع من أجل تعزيز المشاركة العامة وترشيد مدخلات صناعة القرار وصولاً إلى دعم كفاءة الفعل الديمقراطي عبر بلورة رأي عام يحظى بأولويات لا اختلاف عيها وتمنح الشرعية للعمليات السياسية المختلفة. (4)

ويرى هابرماس أن المجال العام يتشكل ويتكون من خلال إتاحة ساحات ومنتديات للنقاش في القضايا السياسية تعني وتعمل على إعادة تنظيم وبلورة الآراء المعروضة بشأن القضايا وترشيحها وفق جدارتها، ووفق ما تحظى به من اهتمام عام من قبل المشاركين في النقاش.(5)

 1008-saadA

  الإعلام الإلكتروني:

تعود نشأة الإعلام الإلكتروني الذي نشهده اليوم ونعيش عدداً من معطياته إلى سلسلة من التطورات التقنية المتلاحقة، بدأت في وقت مبكر من حقبة السبعينيات من القرن الماضي، وخاصة منها تلك التي تمت على صعيد شبكة الإنترنت، ففي عام (1972) دخلت هذه الشبكة عالم البث المتاح للجميع، وبدأ العمل على تطوير تقنية تسمح باستخدامها على نطاق تجاري، ومعها بدأ الطابع التواصلي للإعلام كحقل معرفي واجتماعي جديد، وتطور حتى أصبح اليوم أحد أهم مجالات العلوم الإنسانية (6)

ويطلق مصطلح الإعلام الجديد على تكنولوجيات الإتصال الجديدة وثورة المعلومات التي ظهرت في الجزء الأخير من القرن العشرين، كما أصبح لشيوع وسائل الإعلام الجديد واستهلاكها من جانب الجمهور, علاقة غير قابلة للشك في ميلاد عصر إتصالي جديد أطلق عليه البعض عدداً من المسميات مثل: العالم الإفتراضي، الإتصال الرقمي ... وغيرها من التعبيرات, والتي تعبر عن ظاهرة إنسانية تقنية واحدة، فالإعلام الجديد ساهم في إعادة تشكيل الأنماط التواصلية التقليدية القديمة القائمة على احتكار النخب السياسية والثقافية لوسائط الإعلام وباقي وسائل التعبير في الفضاء العام (7)

ومنذ أواخر عام (2005) دخلت شبكة الإنترنت مرحلة جديدة، أمكن فيها لكل متصفحيها أن يكونوا بمثابة مرسلين للمادة الإعلامية ومستقبلين لها في آن واحد. وبفضل هذا كله أصبحت هناك مواقع تتيح لزوار الشبكة ومتصفحيها تكوين حسابات، يمكنهم من خلالها تحميل ملفات الصوت والصورة والنصوص، وأن يتحكموا في عملية مشاهدة هذا المحتوى، من خلال إتاحته على نطاق ضيق، أو جعله عاماً للجميع . (8)

فالإنترنت لم يسهل فقط عملية الوصول إلى المعلومات والأخبار والبيانات؛ بل أتاح الفرصة للمستخدم لإنتاج المضامين والرسائل والبيانات

من خلال أشكال تعبيرية مختلفة، كمنتديات الحوار والصفحات الشخصية، وغرف الدردشة، والمدونات، والحسابات الخاصة في مواقع التواصل الإجتماعي، وغير ذلك من أشكال إنتاج المضامين الأخرى، وطرق التعبير والمشاركات المختلفة .

وبهذا فقد ظهر جيل جديد لم يعد يتفاعل مع الإعلام التقليدي بقدر ما يتفاعل مع الإعلام الإلكتروني يسمى بالجيل الشبكي أو جيل الإنترنت، وأصبحت هناك شبكات تواصل اجتماعي مثل تويتر، والفيسبوك كوسيلة للتواصل بين الناس حيث جعلت هذه المواقع من الفرد مؤسسة إعلامية ينشر مواده الإعلامية على صفحاتها بكل يسر وسهولة أينما كان .

فالإعلام الجديد يوفر وسائل وقنوات جديدة للاتصال والتواصل، ويتيح منابر جديدة للنقاش والحوار، مما فتح المجال أمام أفراد المجتمع لممارسة مختلف أنواع الإتصالات بواسطة شبكة الإنترنت، للخروج من وضعية عدم التواصل وعدم الحوار، إلى التواصل والحوار، ومن الإعلام والاتصال الذي يتم في اتجاه واحد، إلى الإعلام الأفقي والاتصال في جميع الاتجاهات . (9)

 

سمات الإعلام الإلكتروني:

اتسم الإعلام الإلكتروني بعدد من السمات المهمة التي تميزه وهي:

1- التفاعلية: (interactivity)

وتطلق على درجة المشاركة في عملية الإتصال وتأثيرها على أدوار الآخرين حيث باستطاعتهم تبادل الآراء والأفكار، ويطلق على ممارستهم الممارسة المتبادلة أو التفاعلية حيث يستطع المرسل استقبال وإرسال الرسائل في الوقت نفسه، وتدخل في هذه العملية مصطلحات جديدة مثل تبادل وتحكم ومشاركين، مثال ذلك التفاعلية في بعض النصوص المتلفزة، ويرى البعض أن التفاعلية ليست عملية اتصالية مجردة ويشترط فيها إحداث تفاعل وأثر ومشاركة ؟

 

2- اللاجماهيرية: (Demassification)

وتعني أنَّ الرسالة يمكن أنْ تتوجه إلى فرد أو إلى جماعة معينة وليس إلى جماهير ضخمة وتعني كذلك درجة التحكم في نظام الاتصال بحث تصل الرسالة من منتج الرسالة إلى مستهلكها .

 

3- اللاتزامنية: (asynchronization)

وتعني امكانية إرسال الرسالة واستقبالها في أي وقت مناسب للفرد المستخدم ولا تتطلب من كل المشاركين أنْ يستخدموا النظام في الوقت نفسة، مثل البريد الإلكتروني عندما ترسل الرسالة مباشرة من منتج الرسالة الى مستقبلها في أي وقت ودونما حاجة لتواجد المستقبل للرسالة .

 

4- قابلية التحرك أو الحركة: (Mobility)

مثل التلفزيون النقال، وتلفون السيارة، والهاتف الخلوي وفديو الجيب، والحاسب الشخصي .

 

5- قابلية التحويل: (Convertibility)

وهي قدرة الفرد على نقل المعلومات من وسط لآخر كالتقنيات التي يمكنها تحويل الرسالة المسموعة الى مطبوعة وبالعكس .

 

6- قابلية التوصيل: (Connectivity)

وتعني توصيل الاجهزة الاتصالية بتنويعة كبرى من أجهزة اخرى بغض النظر عن الشركة الصانعة لها أو البلد الذي تم فيه الصنع .

 

7- الشيوع والانتشار: (Ubiqutiy)

ويعني به الانتشار المنهجي لنظام وسائل الاعلام والاتصال حول العالم وفي داخل كل طبقة من طبقات المجتمع، وكل وسيلة تظهر تبدو على أنَّها ترف ثم تتحول إلى ضرورة مثل التلفزيون والفاكسميل ومع كل زيادة لهذه الاجهزة تزداد قيمة النظام لكل الاطراف المعنية، وفي رأي "توفلر": إنَّ من مصلحة أصحاب السلطة أنْ يجدوا طرقا لتوسيع النظام الجديد للاتصال ليشمل من هم أقل ثراء ً ودعمهم بصورة غير مباشرة .

 

8- الكونية: (Globalization)

البيئة الأساسية لوسائل الاتصال هي في تتبع المسارات المعقدة والتي يتدفق إليها رأس المال الكترونيا عبر الحدود الدولية جيئة وذهابا إلى جانب تتبعها مسار الأحداث الدولية في أي مكان في العالم .(10)

 

أشكال النشر الإلكتروني:

في ظل المرونة العالية التي تتيحها وسائل الإعلام الإلكتروني فقد تعددت أشكال النشر الإلكتروني وأتخذت صيغا عدة في حياتنا اليومية مثل الصيغ الإلكترونية التقليدية كالقرص المضغوط والكتاب الإلكتروني والصحيفة الإلكترونية والصحيفة الإلكترونية، وهناك صيغ إلكترونية حديثة أصبحت تستخدم بكثرة في الفترة الأخيرة مثل مشاركة الملفات، والبودكاست، والمدونات، والبرمجيات التعاونية بالإضافة إلى نظام إدارة المحتوى .(11)

غير اننا سنبحث ثلاثة من أشكال النشر والاعلام الإلكتروني هما الصحافة الإلكترونية والكتاب الإلكتروني والتلفزيون التفاعلي لما لهما من أهمية في تعزيز الجانب الإعلامي والثقافي والعلمي .

 

الصحافة الإلكترونية:

لقد ساهم الإعلام الإلكتروني بظهور ونمو الصحافة الإلكترونية وكذلك النشر الإلكتروني بمختلف أشكاله سواء كان مواقع أو صحف أو حتى كتب إلكترونية .

والصحف الألكترونية يطلق عليها في الدراسات الأدبية والكتابات العربية مسميات أخرى مثل الصحافة الفورية والنسخ الإلكترونية والصحافة الرقمية ولها تعريفات عديدة منها:

(هي منشور إلكتروني دوري يحتوي على الأحداث الجارية سواء كانت المرتبطة بموضوعات عامة أو موضوعات ذات طبيعة خاصة ويتم قراءتها من خلال جهاز كومبيوتر وغالبا ماتكون متاحة عبر شبكة الإنترنيت).

بينما يعرفها البعض:

(بأنها الصحف التي يتم اصدارها ونشرها على شبكة الإنترنيت سواء كانت هذه الصحف بمثابة نسخ أو اصدارات إلكترونية لصحف ورقية مطبوعة أو موجز لأهم محتويات النسخ الورقية أو كجرائد ومجلات إلكترونية ليست لها اصدارات عادية مطبوعة على الورق وتتضمن مزيجا من الرسائل الاخبارية والقصص والمقالات والتعليقات والصور والخدمات المرجعية حيث يشير تعبير online Journalism تحديدا في معظم الكتابات الأجنبية الى تلك الصحف والمجلات الإلكترونية المستقلة أي التي ليست لها علاقة بشكل أو بآخر بصحف ورقية مطبوعة) (12)

 

سمات الصحافة الإلكترونية: (13)

تتسم الصحافة الإلكترونية بالعديد من السمات التي تجعل منها الأكثر منافسة للصحافة الأعتيادية الورقية والأكثر نفاذا وتطورا في المستقبل بإعتبارها شكلا مهما من أشكال الإعلام الإلكتروني ويلخص الباحثون الإعلاميون سمات الصحافة الإلكترونية بما يلي:

1- النقل الفوري للأخبار ومتابعة التطورات التي تطرأ عليها مع قابلية تعديل النصوص في أي وقت مما يجعلها تنافس الوسائل الإعلامية الأخرى كالإذاعة والتلفزيون بل أنَّ الصحف الإلكترونية باتت تنافس هاتين الوسيليتن في عنصر الفورية الذي احتكرته وبدأت تسبق حتى القنوات الفضائية التي تبث الأخبار في مواعيد ثابتة فيما يجري نشر بعض الأخبار في الصحف الإلكترونية بعد اقل من من 30 ثانية من وقوع الحدث .

2- قدرة الصحف الإلكترونية على اختراق الحدود والقارات والدول دون رقابة أو موانع أو رسوم، بل وبشكل فوري ورخيص التكاليف وذلك عبر الإنترنيت وبذلك فالصحف الورقية بات بمقدورها أنْ تنافس من خلال نسخها الإلكترونية صحفا دولية كبيرة إذ تمكنت من تقديم أشكال تقنية متقدمة ومهارات إرسال ونوعية جيدة من المضامين وخدمات متميزه .

3- التكاليف المالية للبث الإلكتروني للصحف عبر شبكة الإنترنيت أقل بكثير مما هو مطلوب لإصدار صحيفة ورقية، فهي لاتحتاج إلى توفر المباني والمطابع والورق ومستلزمات الطباعة، ناهيك عن متطلبات التوزيع والتسويق، والعدد الكبير من الموظفين والمحررين والعمال .

4- لجوء معظم الصحف الإلكترونية إلى التمويل من خلال الإعلانات، وقد أصبح الإعلان المتكرر على كل صفحة في الصحيفة الإلكترونية ويسمى بإعلان اليافطة (Banner)هو مصدر الدخل الرئيسي لهذه الصحف .

وكشف المختصون المشاركون في مؤتمر (ايفرا الشرق الاوسط) الثاني للنشر الصحفي الذي استضافته مؤسسة الإمارات للإعلام في أبو ظبي، أن حصة الصحف من الإعلانات على مستوى العالم أكثر بأربعة أضعاف حصة التلفزيون والإنترنيت .

5- توفر تقنية الصحافة الإلكترونية إمكانية الحصول على إحصائيات دقيقة عن زوار مواقع الصحيفة الإلكترونية وتوفر للصحيفة مؤشرات عن أعداد القراء وبعض المعلومات عنهم، كما تمكنها من التواصل معهم بشكل مستمر .

6- منحت تقنيات الصحافة الإلكترونية عملية رجع الصدى Feed back

إمكانيات لم تكن متوفرة من قبل بوسائل الإعلام خصوصا بالنسبة للصحافة وبات الحديث ممكنا عن تفاعل بين الصحف والقراء بعد أنْ ظلت العلاقة محدودة وهامشية طيلة عمر الصحافة الورقية، ويمكن أنْ يجد متصفح مواقع الصحف الإلكترونية حقولاً خاصة في شتى الصفحات التي تتضمن الطلب من القاريء أنْ يبدي رأيا حول الموضوع المنشور أو يكتب تعليقا عليه، وفي حالة قيام المستخدم بذلك سيظهر تعليقه فورا على موقع الصحيفة حيث يصبح بإمكان المستخدمين في أي مكان الاطلاع عليه فورا وتشتمل هذه الإمكانية بطبيعة الحال رسائل القراء التي تنشر فوريا على صفحات الصحيفة الإلكترونية .

7- توفر الصحافة الإلكترونية فرصة حفظ أرشيف إلكتروني سهل الاسترجاع غزير المادة، حيث يستطيع الزائر أو المستخدم أن ينقب عن تفاصيل حدث ما أو يعود إلى مقالات قديمة بسرعة قياسية بمجرد أنْ يذكر اسم الموضوع الذي يريد حيث يتم تزويده خلال ثواني بقائمة تتضمن كل مانشر حول هذا الموضوع في الموقع المعين وفي فترة معينة .

8- فرضت الصحافة الإلكترونية واقعا مهنيا جديدا فيما يتعلق بالصحفيين وإمكانياتهم وشروط عملهم فقد أصبح المطلوب من الصحفي المعاصر أنْ يكون ملما بإمكانيات التقنية وبشروط الكتابة للإنترنيت وللصحافة الإلكترونية كوسيلة تجمع بين نمط الصحافة ونمط التلفزيون المرئي ونمط الحاسوب وأنْ يضع في اعتباره أيضا عالمية هذه الوسيلة وسعة انتشارها .

 

الكتاب الإلكتروني: (e- book)

وهو شكل من أشكال النشر والإعلام الإلكتروني وعصر المعلومات وهو يشير إلى النص الرقمي الموجود على شبكة الإنترنيت الذي يتم تحميله ويتميز بإمكانية القراءة من الشاشة إلتي لديها قدرة خزن تصل الى 40 ألف صفحة وإمكانية التصفح . (14)

إذ أنَّ القاريء يمكن أنْ يحمل كتبا إلكترونية والدخول عليها في أي وقت وفي أي مكان ومثل ذلك أن يكون على الشاطيء أو على متن طائرة حيث أنَّ هذا النوع التجاري من الكتب الإلكترونية لقي رواجا ودفع الشركات الى التفكير بتطويره .(15)

والكتاب الإلكتروني E-book يعد مصطلح جديد في عالم التقنية الحديثة نعنى به تلك الملفات النصية التي تشبه في ترتيبها الكتب المطبوعة.

وتعود فكرة الكتاب الإلكتروني إلى أوائل التسعينات وأحد مبتكريها هو " بوب ستاين" الذي عقد مقارنة بين القراءة من خلال الشاشة الإلكترونية والقراءة من الكتاب الورقي فتوصل إلى نتيجة مفادها أن القراءة من جهاز إلكتروني تتميز على القراءة من كتاب تقليدي .

وقد ساهم في انتشار الكتب الإلكترونية ظهور الإنترنت، عدا عن التقدم الكبير الذي حصل في مجال الطباعة وتخزين المعلومات إلكترونيا واسترجاعها، حيث أصبح شراء الكتب الإلكترونية أمرا ملحوظا في مواقع التجارة على الشبكة العالمية، وأحجام هذه الكتب تتراوح ما بين بضعة مئات من الكيلوبايت إلى أكثر من مئة ميغابايت في بعض الأحيان، ويأتي هنا عامل ملفات الميديا (صوت، صورة، وفيديو) ليزيد من أحجام الكتب طرديا كلما زادت نسبتها فيه. (16)

وتتميز الكتب الإلكترونية عن مثيلاتها من الكتب الورقية بالخصائص التالية:

1- سهولة القراءة بسبب إمكانية تلقى المعلومات بسهولة وتجاوبية

2- إمكانية تخزين عالية مما يسمح بانتقال سهل من كتاب الى آخر

3- سهولة نقله من الإنترنيت وتخزينه مباشرة وفي أية ساعة

4- رخص ثمن الكتاب الإلكتروني .(17)

ويرى بعض المحللين أن مستقبل الكتاب الإلكتروني يحتاج إلى مزيد من الفحص لأسباب عديدة منها أنَّ الكتب الإلكترونية لن تحل محل الكتب الورقية عموماً، وستبقى الكتب الورقية. فمنهم من يرى بأنَّ الكتب المطبوعة تقليديا ما تزال هي الأكثر فائدة لأسباب كثيرة منها أنَّ الكتاب المطبوع سهل الحمل في أي وقت وفي أي مكان أما بالنسبة للكتب الإلكترونية فإنها تحتاج إلى حاسوب ومكان خاص وكهرباء مستمرة ناهيك عن أن التصفح عبر الشاشة يؤثر على النظر، وفي وضع الجلوس، فليس بمقدور الشخص الجلوس أمام الحاسوب لساعات طويلة فقد يصيبه الضجر والملل، ويشعر بالتعب نتيجة تقيده في جلوسه بخلاف الكتاب المطبوع .(18)

وهناك كتب معينة لا تصدر إلا إلكترونياً. كما أنَّ تزايد الكتب الإلكترونية التي تعالج موضوعات أكاديمية سيزيد من إقبال الطلاب الذين يعدون أبحاثًا على استخدامها لسهولة البحث والاسترجاع مقارنة بالكتب الورقية، كما أن كتب المستقبل الإلكترونية ستستغل طاقات الحاسوب لتحسين القراءة من زوايا عديدة كإمكان إصدار نسخة مسموعة من الكتاب إضافة إلى النص، وكذلك إصدار نسخ مختلفة من النص تتناسب مع طبيعة فئات القراء المختلفة، ودمج النص مع الفيديو والصوت. (19)

ويعد الكتاب الإلكتروني واحدا من مهام المكتبة الإلكترونية أو كما يطلق عليها المكتبة الرقمية إلى جانب الدوريات والمراجع الإلكترونية والرسائل والاطاريح الجامعية وهي ليس لها وجود مادي وغير محددة بمكان بل عبارة عن مجموعة من النصوص الرقمية أعدت مسبقا بواسطة تقنية النص الفائق وهي متاحة على شبكة الإنترنيت ويطلع عليها المستفيدون عن بُعد، أي أن َّ الاتصال بها لايتم إلا عبر الحاسوب . (20)

وتتمثل وظائف المكتبة الإلكترونية بالانتقاء والاقتناء لموارد المعلومات من الويب، وفهرسة الموارد الرقمية والاتصال وإدارة حقوق الملكية، وإنتاج الموارد الإلكترونية وإتاحتها .وضغط الموارد الرقمية .(21)

 

التلفزيون التفاعلي: Interactive Television – ITV

تعد تقنية التلفزيون التفاعلي أو التلفاز المتفاعل (Interact TV) شكلاً من أشكال الإعلام الإلكتروني فقد انتشر هذا الشكل في الولايات المتحدة الامريكية و بعض البلدان الأوربية منذ أواسط التسعينات من القرن العشرين، و باعتماد نظام (ميلتيميديا هوم بلاتفورم(Multimedia Home Platform MHP)) الذي يتيح تصفح الإنترنيت على شاشة التلفزيون مع إمكانية التسوق و إجراء عمليات التصويت بالإضافة إلى مختلف أنواع الألعاب المسلية . (22)

إن َّ من أهم خصائص التلفاز التفاعلي أنَّه يقدم العديد من القنوات التلفزيونية كما يحتوي على قوائم تفصيلية بالبرامج ونوعياتها ومواعيدها ويوفر إمكانية التسجيل لمادة معينة وعرض أخرى ويكون التسجيل أوتوماتيكيا وتوقيت عرض برامج معينة ويقدم خدمات أخرى مثل معلومات عن الطقس أو السياحة وإمكانية الحجز للسفر عن طريقه، كما يقدم أيضا المباريات الرياضية ويمنح المشاهد فرصة المشاركة فيها، والأهم أنَّ المشاهد يتحكم في المادة حيث أنَّه ينتقي المادة التي يريدها في الوقت الذي يريده، فعن طريق التلفزيون التفاعلي يستطيع شراء أي شي يريده من ثياب أو معدات بمجرد اختيارها حيث تظهر على الشاشة أسعارها وماركتها وصناعتها .(23)

ويعتمد التلفزيون التفاعلي على قاعدتين أساسيتين هما:

1- توفير التفاعليه مع البرامج والقنوات أثناء المشاهدة بحيث يتحول المشاهد إلى مشارك وتنتهي فكرة المشاهد السلبي .

2- إلغاء التزامن بين العرض والمشاهدة الذي يقيد المشاهد ببرنامج العرض ويكون أمام خيار واحد هو أنْ يشاهد ما يرغب في وقت العرض حسب برنامج العرض وزمنه، فقد أنهت التفاعلية اسطورة احتكار المعلومة .(24)

 

 صحيفة المثقف الإلكترونية أنموذجا للصحافة الإلكترونية

 تعد صحيفة المثقف almothaqaf.com واحدة من بين أهم المواقع الإلكترونية المعاصرة التي استقطبت نخبة من الأقلام العراقية والعربية في مجالات الفكر والثقافة واستطاعت أنْ ترسخ حضورها الفاعل كشكل من أشكال النشر والإعلام الإلكتروني الحديث حيث انبثقت عن مؤسسة المثقف العربي .

ومؤسسة المثقف العربي، مؤسسة غير حكومية، تعنى بالشأن المعرفي، وتمارس نشاطها في مجالات الثقافة والفكر والأدب والفنون. تتخذ من مدينة سيدني الأسترالية مكتبا رئيسا لها، ومن صحيفة المثقف موقعا على الشبكة العنكبوتية.

 

تأسيس مؤسسة المثقف

جاء الإعلان عن تأسيس مؤسسة المثقف العربي في 5/1/2010م استجابة لمتطلبات العمل الإعلامي الراهنة، وتلبية لضرورات نشر وتعزيز وإشاعة ثقافة التسامح والمحبة والتكافل، وإيجاد مركزية مؤسساتية تضمن ترابط الأعمال الصادرة عنها، ووضعها في سياق العمل المنظم.

فبعد عمل متواصل لثلاث سنوات في صحيفة المثقف انبثقت نشاطات أخرى، تطلبت وجود مؤسسة لإدارة شؤونها وتسيير أعمالها .

ومؤسسة المثقف العربي - حسبما ورد في موقعها - جهة مستقلة تـرفض العنف والتكفير، والتطرف المذهبي والسياسي، وتستقل برؤيتها بعيدا عن تشظيات الآيديولوجيا وكل الإنقسامات والخصوصيات التي تنال من كرامة الفرد والمجتمع، ساعية إلى ترسيخ قيم الإنسان عبر إشاعة ثقافة التسامح والمحبة والأخوة ووحدة المصير البشري .

ينبثق عن إدارة المؤسسة مجلس إستشاري، يساهم في ترشيد سياسة المؤسسة، والتخطيط لمشاريعها المستقبلية، كما ستمثل نشاطات المؤسسة خارج استراليا نخبة من المثقفين، سعيا منهم لتعميق الأواصر الثقافية بين أبناء الكيان المجتمعي المتحد .

 

مبادئ صحيفة المثقف العربي:

إنَّ قراءة متبصرة لمضامين صحيفة المثقف العربي وتحليل لمضامين خطابها الفكري والثقافي نجدها قد وضعت لنفسها جملة من المباديء والثوابت التي تؤطر بها سعيها نحو إشاعة الابداع وترصية وفق رؤية أنسانية وقيمية تحترم الأنسان وتسمو به إلى العطاء واحترام وجوده كصانع للحضارات وسببا من أسباب استقرار الأمن والسلام في هذه المعمورة، وهي ذاتها قيم ومباديء المؤسسة ككل بإعتبار أنَّ الصحيفة شكل أساس من أشكال الإعلام الإلكتروني للمؤسسة .

ويمكننا إجمال تلك المباديء بمايلي:

1- الإيمان بالتعددية والرأي الآخر .

2- الدعوة للتعايش بين الأديان والثقافات .

3- تبنى قيم التسامح، والحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان .

4- محاربة العنف والتحريض والتكفير .

5- رفض الخطاب الطائفي والآيديولوجي المحرض .

6- المساهمة في تعميق لغة الحوار والتفاهم وفق الثوابت الأساسية

المستمدة من تعاليم السماء وقوانين الأرض .

7- تعنى المؤسسة بالمثقف ومواقفه إزاء الأحداث والتحديات، وتعرّف بإنجازاته وأعماله ومشاريعه .

 

أقسام الصحيفة:

تتألف أقسام الصحيفة حسب التصنيف الإلكتروني من مدخل رئيسي واثنتي عشرة صفحة إلكترونية وأغلبها تتفرع منها أبواب في نفس تخصص الصفة التي هي بمثابة قسم بأكملة له جنسه في الكتابة وتفرعاته التي توغل في التخصص الدقيق وفي مجالات الفكر والثقافة المتعددة كلها وهو بالتأكيد مالايمكن لصحيفة ورقية أن تتضمنه بكل هذه الغزارة والسعة والشمولية .

 

1- الصفحة الأولى:

الصفحة الأولى لصحيفة المثقف الإلكترونية تتضمن عناوين المقالات واسماء كتابها وهي تنويه وإعلان عما نشر في صفحات الجريدة الأخرى وبتتابع يومي سريع قابل للتغيير والإضافة في الموضوعات التي تنشر على مدى 24 ساعة في الصحيفة .

إنَّ هذه العملية في الجريدة الورقية لايمكن أنْ تكون بهذه السعه إذْ أنَّ الجريدة الورقية ربما تشير في صفحتها الأولى على موضوع واحد أو موضوعين لتأكيد أهميتهما على الصفحة الأولى وفي أماكن ومساحات محدوده جدا، ولكن، أن تخصص الجريدة الورقية صفحة كاملة لذلك فهذا ما لا يمكن تحقيقة بسهولة ويسير لما يستلزمه من متطلبات ..وبذلك تعدهذه المرونة امتيازاً للصحافة الإلكترونية .

 

2- صفحة مقالات:

ويتضمن قسم المقالات في صحيفة المثقف أثنا عشر بابا مما يؤكد ثراء هذا القسم وتنوعه في استقطابة للأقلام التي تكتب في شتى مجالات الفكر والعلم والمعرفة والثقافة والفنون وهو انفتاح على تشكل كبير من المفاهيم والأفكار والآراء متضمنة في الأبواب التالية:

 

- قضايا

- أقلام فكرية

- آراء

- قراءات نقدية

- أقلام حرة

- أقلام وثائقية

- شهادات ومذكرات

- دراسات وبحوث

- ثقافة صحية

- كتب وإصدارات

- تنوير واصلاح

- إخترنا لك

لقد أستطاعت المثقف أنْ تستقطب عبر هذه الأبواب خيرة كتاب المقالات المعروفين من الكتاب والصحفيين والمحللين والأساتذة الأكاديمين في فروع العلم والمعرفة الفكرية والإنسانية وهذا ما لايمكن أن تحققه أيّة صحيفة ورقية مهما بذلت من جهود وأموال .

 

3- صفحة أدب

وهذه الصفحة - القسم تتضمن ابواب مهمة هي:

- النصوص

- هايكو

- روافد

- ترجمات

.. وهي تكاد تكون مختصة بالابداع الأدبي بشكل خاص بين الشعر والقصة والترجمة الأدبية وهي رافد وجسر مهم من جسور التلاقي بين الحضارات وجسر للعبور نحو الآخر .. وكأن هذا القسم بحد ذاته صحيفة ثقافية ورقية، تتفوق في محتويتها على ما تقدمه صحيفة فصلية ورقية على سبيل المثال .

 

4- حوارات:

وتضمن هذا القسم أبوابا مهمة توزعت على التصنيفات التالية:

- حوار مفتوح

- حوارات عامة

- مدارات حوارية

- نص وحوار

- مرايا حوارية

وتتضمن هذه الحوارات والمفتوحة منها سلسلة حلقات ولقاءات مع مبدعين عراقيين احتفت بهم مؤسسة المثقف وفي المقدمه منهم الأستاذ عبد الرضا عليّ الذي قدم خلال الحوار الذي أجرته معه الأديبة وفاء عبد الرزاق، توطئة لأهمية الحوار جاء فيه:

(الدافع إلى الحوارات كما أزعم هو محاولة كشف المسكوت عنه، أو إيضاح بعض الغامض، أو رغبة في إزالة لبس ما، إذا افترضنا حسن النيّة في صانع الحوار، لأنّ ما يفضي به الأديب من أجوبة يقع في دائرة المصادر، فهي كنصوص الشعراء والمبدعين السرديين ....)

وتضمن هذا الباب حوارات مهمة للفنان التشكيلي شوكت الربيعي ود. عدنان الظاهر وغيرهم ... ناهيك عن عشرات الحوارات التي تضمنتها الأبواب الاخرى في المجالات الفكرية والثقافية والفنية والسياسية ...

إن أهم ما يميز هذه الحوارات هو العمق الفكري للمحاورين الذين استطاعوا أنْ يظهروا الطاقات الكامنه مع محاوريهم وبشكل ذكي وخلّاق .

إنَّ الميزة التي في هذه القسم أنَّه يضع بين يديك أولى الحوارات التي أجرتها صحيفة المثقف منذ تأسيسها مما يتيح للباحثين الأكاديمين وطلبة الدراسات العليا، مادة مهمة عن تلك الشخصيات التي تم التحاور معها .

 

5- تقارير:

ويضم هذا القسم المهم من بين أقسام صحيفة المثقف الإلكتروني أبوابا عدة هي كمايلي:

- يوتيوب المثقف

- تقارير وتحقيقات

- أوركسترا

- أخبار ثقافية

- أخبار سياسية

- مكتبة المثقف

قد توحي مفردة تقارير للمتلقي في الصحف الورقية هي تلك التقارير التي تتناول الجوانب الإخبارية السياسية والإقتصادية والثقافية مكتوبة على ورق الجريدة في حقول خاصة .. ولكن التقارير هنا تضمنت جانبا من أهم جوانب الإعلام الإلكتروني الحديث تمثل هنا في صحيفة المثقف الإلكترونية بدمج الصحيفة بالتلفزيون وذلك من خلال بوابة يوتيوب المثقف والتي ضمت العديد من أفلام اليوتيوب التي انتقتها المثقف بشكل يتلائم وسياستها العامة .

كما توفرت المثقف على مظهر آخر من مضاهر النشر الإلكتروني الحديث تمثل ببوابة مكتبة المثقف المتضمنة (81) كتابا إلكترونيا في مختلف مجالات الابداع الفكري والثقافي والسياسي بصيغة (pdf) لتكون بذلك نواة لمكتبة إلكترونية مهمة ... تضاف الى مكتبتها من إصدارات الكتب الورقية والتي وصلت الى (48) كتابا في مجالات الفكر والأدب والثقافة لمبدعات ومبدعين عراقيين .

 

6- إستفهامات:

وتتضمن بوابتين هما:

- مواربات

- استطلاع

ولعل ما يلفت النظر في هذا القسم هو باب المواربات الذي تعده وتكتب فيه د. ماجدة غضبان المشلب وهي تطرق مواضيع جدلية بجرأة كبيرة في هذا الباب الذي لم يكن مواربا أبدا بل أنَّ شجاعة الكاتبة فتحت كل الأبواب هنا على مصاريعها وصولا إلى الحقيقة التي تؤمن بها حيث تقول:

(باب "مواربات" في صحيفة المثقف سيمزق غلالة المسكوت عنه ويطرح كل فكرة على طاولة النقاش للبحث في إصولها وجدواها ومدى إختلافنا حولها ولم كان الخلاف وعلام يستمر وسيكون من حق كل قلم المساهمة بالنقاش والإدلاء بدلوه بعيدا عن الشخصنة ومهاجمة الآخر والإساءة إليه.. الفكرة فقط وليس غيرها هي المحور ....)

وهنا أيضا نجد مظهرا مهما من مظاهر الإعلام والنشر الإلكتروني الحديث متمثلا بالتفاعل الكبير والردود المتفاعلة مع ماتطرحه الكاتبة المشلب في هذه المجال بشكل خاص حول قضايا خلافية وجدلية برؤية واعية .

 

7- فنون:

ويعنى هذا القسم من المثقف الإلكترونية بكل أشكال الفن التشكيلي ممثلة بالأبواب التالية:

- لوحات فنية

- مقاربات فنية حضارية

- معارض تشكيلية

وهذا القسم يمنح المتلقي ثقافة في مجالات الفن التشكيلي ويتيح بين يديه إمكانية الاطلاع على جماليات اللوحات التي يحتفظ بها هذا القسم للعديد من الفنانين التشكيلين .

 

8- ملفات:

ويتناول هذا القسم عبر أبوابه قضايا وملفات مهمة تمثلت بالعناوين التالية:

- المرأة في أسر العبودية

- المرأة والسياسة

- مستقبل الديمقراطية

- المثقف والانتخابات

- ملفات سابقة

 

9- تكريم:

وفي هذا لقسم تكريم لخمسة من المبدعين العراقيين الذين كرمتهم المؤسسة في فترات سابقة

 

10- المؤسسة:

وهي هنا صفحة بأبواب عده هي:

- رئيس التحرير

- ملتقى المثقف

- إصدارات المثقف

- جائزة الابداع

- جوائز وشهادات

- نشاطات المثقف

- مناسبات المثقف

 

- كتاب مشاركون:

وهو ثبتٌ بكل الكتاب المشاركين الذين استطاعت المثقف أنْ تستقطبهم والذين تجاوز عددهم الخمسة آلاف كاتب عراقي وعربي أغلبهم من كتاب النخبة من شخصيات فكرية وأدبية وأكاديمية بامتياز يكتبون في كل المجالات الفكرية والثقافية والسياسية

 

12- اتصل بنا:

وهي صفحة معلومات التواصل والعنوان الإلكتروني لموقع الصحيفة وأقسامها .

كل هذه الأقسام والصفحات في صحيفة المثقف الإلكترونية يشترك في إصدارها اليومي ثمانية من المتعاونين إشرافا وتحريرا وبمعدل خمسين موضوعا من الموضوعات التي أشرنا اليها في أقسام الصحيفة مما يؤكد قدرة الصحيفة الإلكترونية على تجاوز مشكلة الملاك العامل فيها واختصاره ولو كان هذا الزخم من الموضوعات والأبواب في صحيفة ورقية لأحتجنا إلى عشرة أضعاف هذا العدد من المحررين والمندوبين والمراسلين ..وهذه بالتأكيد ميزه من ميزات الإعلام الإلكتروني .

أما على صعيد جماهيرية الصحيفة فأنَّ الصحيفة يزورها يوميا ما يقارب خمسة آلاف زائر متصفح وقد يرتفع هذا العدد في أحيان كثيرة إلى 20 ألف زائر وهو رقم بالنسبة للصحف الإلكترونية العربية جيد ويؤكد نجاح الصحيفة ومدى شعبيتها .

 

الاستنتاجات:

1- إنَّ التطور الحاصل في وسائل الإعلام الحديثة فرضت علينا أنماطا وسلوكية جديدة لم تكن شائعة في المجتمع العربي .

2- استطاع الإعلام الإلكتروني أنْ يجسد عمليا المقولة التي طالما ترددت في الكتب والمقالات الغربية وهي " انَّ العالم أصبح قرية " من خلال شبكات المعلومات والاتصالات والمواقع والتقنيات التي ربطت أقصى العالم بأقصاه بشكل مذهل .

3- إنَّ تقنيات الإعلام الإلكتروني قد نشأت وتطوت في المجتمعات الغربية بفاصل زمني غير صغير قبل أنْ تصل إلى مجتمعاتنا وتصبح أنماطا اتصالية معروفة ومتاحة بين الناس .

4- إستطاعت تقنيات الإعلام الإلكتروني دمج العديد من وسائل الإعلام وأتاحت لقسم منها بالنمو والتطور على حساب وسائل إعلامية أخرى .

5- هيمنت وسائل الإعلام الإكتروني على شريحة الشباب بشكل ملفت من خلال مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك وتويتر والماسنجر والتانكو وغيرها من المواقع .

6- أسهم تطور التقنيات الحديثة في وسائل الاعلام في تحقيق قدر كبير من التفاعل بين المتلقي ووسائل الإعلام وبشكل مباشر أذ خلقت هذه التقينة المتلقي الصحفي الذي بامكانه أن يحرر ويضيف ويقترح على الوسيلة مايريده .

7- إنَّ هذا التطور سوف لن يتوقف عند حدود معينة على الإطلاق وسيتواصل ليظهر لنا أنماطا اتصالية جديدة عابرة للألياف الضوئية والتلفزيون التفاعلي لتأخذ الإنسان إلى مديات أبعد في مجال الاتصال والتواصل .

8- إنَّ الإعلام والنشر الإلكتروني رغم فاعليته لم يلغِ الكتاب الورقي ولا الجريدة الورقية لحد الآن لكنه سرق نسبة لايستهان بها من جمهور هاتين الوسيلتين لما يتيحه من سهولة ومرونة وصول جمهور المتلقين لهاتين المفردتين .

9- نجحت المواقع الإلكترونية في نيل ثقة واستحسان أعداد كبيرة من المتابعين الذين أصبحوا بحق هم جمهورها المرسل والمتلقي في آن واحد من خلال عملية التفاعل المتبادل، وخصوصا المواقع الثقافية .

10- تعد صحيفة المثقف العربي أنموذجا متميزا في مجال الإعلام الإلكتروني إلى جانب أخواتها من المواقع العراقية والعربية المنتشرة على شبكة الإنترنيت،من خلال تمثلها لمتطلبات الإعلام الإلكتروني واشتراطاته الحديثة بدمجها بين وسائل الإعلام المقروءة من جهة والمسموعة والمرئية من جهة أخرى، والتفاعل الآني مع جمهور المتلقين .

11- نجحت صحيفة المثقف العربي في استقطابها لنخبة من الكتاب الأكاديميين والمبدعين المميزين الذين يواصلون الكتابة في صفحاتها في مختلف المجالات الفكرية والثقافية .

12- كما انها نجحت في جذب جمهور واسع من الزائرين والمتصفحين لصفحاتها قياسا بالمواقع الإلكترونية الأخرى .

 

التوصيات:

1- مع التطور السريع لتقنيات الإعلام الإلكتروني لابد لمجتمعاتنا أنْ تسعى إلى الاستفادة القصوى من هذه التقنيات بما يخدم التنمية البشرية في مجالات التعليم والطب إضافة إلى مجالاته الأخرى .

2- بث الوعي بين الشباب والفئات العمرية الصغيرة منهم في كيفية التعامل مع هذه التقنيات بما لاينعكس سلبا عليهم ويُحدث حالة من الإفتراق بين الواقع المعاش والواقع الإفتراضي الذي يوفره الإنترنيت من خلال شبكات التواصل الإجتماعي .

3- خلق مهارات علمية جديدة مؤهلة أكاديميا لتطوير هذه التقنيات

وعدم التعامل معها بشكل المتلقي السلبي لمعطيات الحضارة الغربية .

4- إعداد المناهج العلمية وتدريسها في المراحل الدراسية كافة من أجل إشاعة المعرفة بمعطيات هذا التقدم التقني .

5- تدريب طلبة كليات وأقسام الإعلام في الجامعات العراقية على الأنماط الجديدة من تقنيات الإعلام الإلكتروني وسبل التعامل معه برؤية متقدمة .

6- دعم وتشجيع المواقع الإلكترونية العراقية والعربية لتأخذ دورها في عملية تجسير الهوة بين المجتمعات الإنسانية وإشاعة الوعي بحرية الرأي والرأي الآخر والسعي إلى التفاعل الثقافي والحضاري والإنساني .

7- توفير الدعم من قبل المؤسسات الرسمية المعنية بالعملية الاتصالية والإعلامية للمواقع الرصينة ومتابعتها، ودعمها بشتى الطرق لتمكينها من مواصلة نهجها الفكري والثقافي لبناء المجتمع .

8- اطلاق جائزة سنوية لتكريم المواقع المتميزة في إشاعة قيم بناء الإنسان واحترام حقوقة وحرياته ونبذ كل ما من شأنه الإساءة لقيمه العليا . 

 

د. سعد ياسين يوسف

باحث اكاديمي - مركز الدراسات والبحوث

وزارة الثقافة

......................

الهوامش

(1) حسين محمد نصر، مقدمة في الاتصال الجماهيري – المدخل والوسائل، الكويت، دار الفلاح،2008، ص165

(2) د. يسرى خالد ابراهيم، وسائل الاعلام الالكترونية ودورها في الانماء المعرفي، دار النفائس، الاردن،2014، ص149

(3) ويكيبيديا

(4) د. شريف درويش اللبان، الاعلام البديل .. صوت الناس، موقع المركز العربي للدراسات والبحوث،في 5/ يناير/2014.

(5) المصدر نفسة .

(6) نبيل علي، محورية الثقافة في مجتمع المعرفة، رؤية عربية مستقبلية، كتاب العرب رقم 81، الجزء الأول، الكويت، وزارة الإعلام.ص 40

(7) عبدالرحمن محمد الشامي، آفاق التفاعلية في ظل الإعلام الجديد، الصحيفة العربية للإعلام والاتصال، جامعة الملك سعود، الجمعية السعودية للإعلام والإتصال، الرياض،2007، ص129 .

(8) د . حاتم سليم العلاونة، دور مواقع التواصل الاجتماعي في تحفيز المواطنين الأردنيين على المشاركة في الحراك الجماهيري، ورقة

مقدمة للمؤتمر العلمي السابع عشر بعنوان " ثقافة التغيير". كلية الآداب / جامعة فيلادلفيا، عمان الأردن، تشرين الثاني 2012، ص3

(9) ينظر د. حاتم سليم العلاونه، المصدر السابق

(10) أ- د. حسن عماد مكاوي، محمود سليمان، تكنلوجيا المعلومات والاتصال، (القاهرة التعليم المفتوح 2009) ص 220-221

(11) موقع المرسال الإلكتروني على الإنترنيت، ماهو النشر الإلكتروني،

http://www.almrsal.com/post/231683

(12) د. محمد صاحب سلطان، وسائل الإعلام والاتصال دراسة في

النشأة والتطور، دار المسرة عمان ط1، 2012، ص 191

(13) المصدر السابق، ص 197

(14) د. ابو بكر محمود الهوش، المعلومات والتنمية، الندوة العلمية

الأولى لقسم المعلومات، (طرابلس، الجفره، 2003) ص100

(15) د. عبد الرزاق محمد الدليمي،قضايا إعلامية معاصرة، دار

المسرة عمان، ص87

(16) تمارا يوسف المراعبة، إيهما سيفوز الكتاب الإلكتروني ام الورقي، موقع مركز آفاق للبحوث والدراسات .

(17) د. عيسى العيسى العسافين، المعلومات وصناعة النشر، دمشق، دار الفكر، 2001، ص310 .

(18) تمارا يوسف المراعبة، المصدر السابق

(19) المصدر نفسة .

(20) د. زكي الوردي، المكتبة الرقمية (بغداد، صحيفة تواصل، العدد

27، تشرين الأول، 2008) ص13 .

(21) ابو بكر الهوش،المعلوماتية والتنمية، مصدر السابق ص91

(22) بينيامين يوخنا دانيال .. التلفزيون التفاعلي هذا الوسيط الجديد موقع عين كاوا الإلكتروني في 18/8/ 2014

(23) أفنان محمد شعبان، تقنية التلفزيون التفاعلي ومشاركة الجمهور في البرامج، مركز بحوث السوق وحماية المستهلك،جامعة بغداد

(24) ينظر د. يسرى خالد ابراهيم، مصد سابق، ص 171

(25) صحيفة المثقف اإلكترونية

 

المصادر: 

- د. ابو بكر محمود الهوش، المعلومات والتنمية، الندوة العلمية الأولى لقسم المعلومات، (طرابلس، الجفره، 2003) . 

- أفنان محمد شعبان، تقنية التلفزيون التفاعلي ومشاركة الجمهور في البرامج، موقع مركز بحوث السوق وحماية المستهلك،جامعة بغداد 

-  بينيامين يوخنا دانيال .. التلفزيون التفاعلي هذا الوسيط الجديد موقع عين كاوا الألكتروني في 18/8/ 2014 

- د. زكي الوردي، المكتبة الرقمية (بغداد، صحيفة تواصل، العدد 27، تشرين الأول، 2008) .

-  د . حاتم سليم العلاونة، دور مواقع التواصل الاجتماعي في تحفيز المواطنين الأردنيين على المشاركة في الحراك الجماهيري، ورقة مقدمة للمؤتمر العلمي السابع عشر بعنوان " ثقافة التغيير".كلية الآداب / جامعة فيلادلفيا، عمان الأردن، تشرين الثاني 2012 . 

-  أ- د. حسن عماد مكاوي، محمود سليمان، تكنلوجيا المعلومات والاتصال، (القاهرة التعليم المفتوح 2009) ص 220-221 

-  حسين محمد نصر، مقدمة في الاتصال الجماهيري – المدخل والوسائل، الكويت، دار الفلاح،2008 .

-  د. يسرى خالد ابراهيم، وسائل الإعلام الإلكترونية ودورها

في الانماء المعرفي، دار النفائس، الاردن،2014.

-  د. محمد صاحب سلطان، وسائل الإعلام والاتصال دراسة في النشأة والتطور، دار المسرة عمان ط1، 2012

-  موقع المرسال الإلكتروني على الإنترنيت، ماهو النشر الإلكتروني 

-  نبيل علي، محورية الثقافة في مجتمع المعرفة، رؤية عربية مستقبلية، كتاب العرب رقم 81، الجزء الأول، الكويت، وزارة الإعلام. 

- عبدالرحمن محمد الشامي، آفاق التفاعلية في ظل الإعلام الجديد، الصحيفة العربية للإعلام والاتصال، جامعة الملك سعود، الجمعية السعودية للإعلام والاتصال، الرياض،2007 .

- د. عبد الرزاق محمد الدليمي، قضايا إعلامية معاصرة، دار المسرة عمان .

- د. عيسى العيسى العسافين، المعلومات وصناعة النشر، دمشق دار الفكر، 2001 .

- صحيفة المثقف اإلكترونية

- د. شريف درويش اللبان، الإعلام البديل .. صوت الناس، موقع المركز العربي للدراسات والبحوث،في 5/ يناير / 2014.

-  تمارا يوسف المراعبة، إيهما سيفوز الكتاب الإلكتروني ام الورقي موقع مركز آفاق للبحوث والدراسات . http://aafaqcenter.com/post/197

 

للاطلاع على مشاركات ملف:

المثقف 10 سنوات عطاء زاخر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم