صحيفة المثقف

الهروب من الجحيم..!!

MM80لم يعد يمرح في ثوب

البراءات الشقيه..!!

 


 

الهروب من الجحيم..!! / جودت العاني

 

دموع الطفل حرى

تهاجر مقلتيه..

تدورُ وتستغيثُ

لعلَ السماء تحن عليه..

*  *

يمسك ثوب أخيه مرتعبًا

ويصرخ، أين أمي  وأبي..؟

حافي القدمين يجري

فوق طين الأرض

لا يدري

مكانًا يستكن إليه..!!

*  *

من أي حدب وصوب

جاءه الخوف يعوي

ياااا لهذا الزمن الفاسق

يعتاش على إسم ولي أو نبي..!!

من يداري دمعه الطافح بالخوف

يهاجر صوته المسكون

في تلك المسافات

وصوت الموت يعلو

ولهيب النار يجتاح

المرابع والجوامع والمراجع..؟

*  *

وتمادى

عند ذاكَ السَهْلُ في عمق الطريق

يلاحق قافلة الموت أطالها وهج الحريق

ودخان خانق

لا تبصرُ في الأفق نهايات

تراءت صاغها وهم السراب..

*  *

وتناثرت في الأفق عصافير البراري

وطيورُ الحقل فرتْ من حقول الموت

غاب الفجر

ومع الزاغ وأسراب الغراب..

تقتات من جثث الطريقِ

بإنتظار العابرين

العائدين من الخراب..!!

أي موتٍ

أي حتفٍ

أي رعبٍ عاشه

الأحفاد في قلب العذاب..!!

هل يرتوي الطفل الرضيع

بثدي أمهِ حالمًا

هي مرمية فوق التراب..؟

تئن، لا ماء ولا غيث

ولا حتى سراب..!!

فليغمض الطفل عينيه

يغفو جائعًا

لا غيم في الأفق

وقد جف الحليب..!!

بين صمت مطبق

قد ساد ما بين الشروق

وبين مذبحة المغيب..!!

*  *

وحلَ الصَخَبُ المجنون

دوت صرخاتْ

ثم ماجت طلقاتْ

زمجرَ القصفُ

ولا أحد يبالي

وغدا الأحياء والأموات

في صمتٍ رهيب..!!

*  *

هو ذا الموت طوابير

تخطت حاجز الأقدار

ما عاد النحيب..

يرتجي طفلاً

يداعب ظله

تحت السماوات النقيه

لم يعد يمرح في ثوب

البراءات الشقيه..!!

 

Canarck

10 / 06 .2016

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم