صحيفة المثقف

حوار حول المنهج الاشتباكي

abdulelah alsauqحضرة الاستاذ Hazim Bidery .. تحياتي: يسعدني ان نكون اصدقاء من جهة الاختلاف فالحضارة اختلاف وليست ائتلاف

صديقي سوف انقل كلام حضرتك حرفيا لكي يتنسنى لي الجواب على اعتراضك الحضاري:

(حسب فهمي القران لايفسره الا أهل البيت ع وهذه المنهاج التفسيرية ومنها هذا النوع الذي يحاول استنطاق القران هي بعيده عن منهجهم خاصه وان الامام علي يقول هذا القران فستنطقوه (كذا فاستنطقوه) والله لن ينطق عليه هذا تفسير بالرأي اعتمادا على اللغه والاستحسانات العقليه والله يقول لايعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم فالكتاب كتابهم نزل في بيوتهم وهم القران الناطق).

سيدي: زعيم اهل البيت جدي امير المؤمنين قال ان القران حمال اوجه!! ولو كان القران لايفهمه سوى اهل البيت لغدونا جميعا خارج رحمة كتاب الله!.

 

المنهج الاشتباكي كما يسميه اية الله الشيخ عبد اللطيف بري

سيدي انا اكلمك اكاديميا ققد درست علم المنهج وتحليل النص اربعين سنة في جامعات الموصل وبغداد والكوفة والمستنصرية وجامعة طرابلس ليبيا وجامعة الوسط تونس والمعهد العالي للاعلام الرباط وجامعة صنعاء اليمن وجامعة هنري فورد وكلية تكساس ولعنني الله ان اردت التفاخر فانا رجل في الثمانين والمطبوع من كتبي 31 وغير المطبوع ضعف العدد وانا من محبي اهل البيت وانتمي اليهم فاسمح لي ان اعدد لك المناهج كما وردت في واحد من كتبي اسمه النقد الادبي الحديث وخطاب التنظير وهو يدرس في العديد من جامعات القارة العربية.

النص مؤسسة معرفية قوامها بنيتان: خارجية شكلية وداخلية مضمونية وتتوسل هذه المؤسسة إلى المتلقي بصياغات جمالية توسع الضيق وتضيق الوسيع وتمجّز الواقع وتوقّع المجاز لجعل (التماثل في اللاتماثل) في مشغل الخيال المنطلق وفق حسابات الموهبة والخبرة والتجربتين العقلية والعاطفية . وعلم تحليل النص سبيل القارئ المختص إلى إدراك مزايا النص الكامنة في حقوله المؤتلفة والمختلفة؛ والعلاقات الواضحة والمغيبة استناداً إلى مستوى ممنهج يصلح قناة محكمة بين المنتج والنص والمستهلك والشفرة، وسنقدم بين يدي هذا الفصل باقة منتقاة من مستويات تحليل النص، ونعني المناهج تلك التي تعين المتلقي: الاعتيادي والمتخصص في كشف الغامض وتقعيد المنفلت وتأثيث الفوضى وسبر أعماق المتخيل وصولاً إلى إعادة إنتاج النص وتمثل تجاربه ومآزقه الفعلية والمتخيلة:

المنهج التركيبي: يحيل هذا المستوى المحلل (كسر اللام الأولى المشددة) إلى الابتداء بدراسة الوحدات الصغيرة في النص. ثم ملاحظة أوجه الاختلاف والائتلاف بين الوحدات بغية تبويبها واستنباط العلاقات الفاعلة بينها، ودراسة الوحدات الصغيرة يثمر معرفة الوحدة الكبيرة (النص)؛ فالديباجة مثلاً متألفة من أسطر وجمل وكلمات وإيقاع وصياغة ولا يمكن معرفتها بشكل كلي إذا لم تكن المعرفة الجزئية سبيلنا إلى ذلك والكتاب بوصفه نصاً لا يمكن تكوين فكرة متكاملة عن برنامجه الكلي ما لم نصل إلى ذلك من خلال قراءتنا الكلمات فالجمل فالصفحات فالفصول.

المنهج التفكيكي (الجشتالتي): وتحليل النص وفق جشتالت يبدأ من الكل إلى الجزء، فلابد إذن من تحليل النص إلى وحدات صغيرة ومن ثم تشريحها بمنظور كلي وصولاً (بالاستقراء) إلى استنباط قوانينه الظاهرة والغاطسة، والفكرة التي يستند إليها أتباع هذا المستوى أن طبيعة النظرة الإنسانية تبدأ من الكل ثم تصل إلى الجزء لاحقاً..

المنهج الفني الجمالي: ويسعى هذا المستوى إلى تأشير مواطن الجمال واللاجمال في النص وتعليل الإشارات وفق قناعة مسبقة تقوم على أن النص الفائق هو النص الذي يبهج الروح ويشرك المتلقي في مشاغله الفنية الجميلة، ومحلل النص غالباً ما يعتمد على ذوقه ومرجعيته الشخصيين. أما القواعد والأصول التي يعتمدها فهي مقتبسة من النصوص المتميزة عبر العصور، وقلما يستعين الناقد بعلم من العلوم في تقويم النص (انظر الباقلاني كتاب اعجاز القرآن) . .

المنهج البنيوي: اتجاه نقدي استند في بداياته على دراسات العالم السويسري فرديناند دي سوسير (1857- 1913) وقد سعى إلى دراسة النص من حيث هو كائن لا من حيث ينبغي أن يكون! وربما جاءت البنيوية بوصفيتها ثورة على الاتجاه المعياري؛ فكان أن جعلت وكدها في المعمار اللغوي للنص وسبيلها إلى تفكيكه هو البحث عن البنية بوصفها علاقة بين الذات والآخر؛ لكن البنيويين اليساريين هاجموا البنيوية اللغوية وطرحوا البنيوية التوليدية بديلاً منها .

5- المنهج اللغوي: اتجاه في نقد النص عرفه العلماء العرب في القرنين الهجريين: الأول والثاني، وتميز فيه عمرو بن عبيد ت114هـ وأبو عمرو بن العلاء ت154 وحماد الراوية ت155 والمفضل الضبي ت168 وخلف الأحمر ت182هـ، ويعتمد هذا المنهج في تحليل النص على اختبار صياغة المبدع للعبارة وتشريح بنيات الإسم والفعل والحرف، تقديماً أو تأخيراً!! وقد استنبط الجاحظ ت255هـ فيما بعد نظرية النظم من آراء اللغويين والبلاغيين الذين سبقوه، ومازالت نظرية النظم وسيلة مهمة من وسائل المستوى اللغوي في تحليل النص. انظر عبد القاهر الجرجاني كتاب اسرار البلاغة) . .

6- المنهج النفسي: ضرب قديم من ضروب تحليل النص، أشار إليه أرسطو ت322ق.م والشاعر الروماني هوراس 8ق.م ولم يغب المنهج النفسي عن الذهنية النقدية قبل الإسلام، وولع الشعراء بمناجاة النفس!! قارن أوس بن حجر (جاهلي):

أيتها النفس اجملي جزعا

إن الذي تحذرين قد وقعا

وأبو ذؤيب الهذلي:

والنفس راغبة إذا رغّبتها

وإذا ترد إلى قليل تقنع

وعنتــــرة:

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها

قيل الفوارس ويك عنتر أقدم

واهتم العلماء اللغويون والمعجميون العرب في القرون الهجرية الأربعة الأولى بالعاطفة وأثرها وقد استجد نوع جديد من الأدب بسبب الفتوحات الإسلامية هو أدب الفتوح الذي ينضح مشاعر الغربة والشكوى من الدهر.. فإذا جاء العصر الحديث برز سيجموند فرويد (1856- 1936) بنظرية الدافع الجنسي ومقولات العقل الباطن المتألف من (هو) ذي الدوافع اللاواعية و(أنا الأعلى) الرقيب الذي يكبت! وقد انحاز كثير من أدباء العالم إلى الفرويدية مثل جيمس جويس ولورنس ومارسيل بروست وأندريه جيد !!، والاعتراض على هذا المنهج هو انه يفترض العصابية والاكتئاب والعقد النفسية لدى مبدع النص فكأن المحلل طبيب ومبدع النص مريض والنص عينة تحلل داخل المختبر .

المنهج الاجتماعي الواقعي: تفرد عدد من النقاد ذوي الميول اليسارية في هذا الميدان! فالتحليل عندهم تنقيب في الواقع عن الواقع وتأشير الشروخ التي تحيق بقضيتي الحرية وتوزيع الثروة، ومحلل النص يحمل منتجه أعباء رسالة مؤداها أن الأديب مطالب بأن يسهم في رقي مجتمعه من خلال كشف عيوبه وتناقضاته والنأي عن روح التفاؤل التي تهوّن الخطب وتصور الواقع بصورة الحلم! ونصنا العربي منذ وهلته الأولى نتاج واقعه الاجتماعي، والمبدع الجاهلي أسهم في تعرية الظلم والعسف اللذين يسمان العلاقة بين الزعيم وأفراد قبيلته، ولنا أن نستذكر الشعراء من الصعاليك والغربان والذؤبان؛ فإذا أشرق الإسلام التزم شعراؤه بمبادئه وسلطوا الأضواء الكاشفة على هموم الناس ومشاكلهم! وما يقال عن ذلك العصر يمكن أن يقال عن العصر الحديث فقد ظهر الكثير من المبدعين ومحللي النص الذين نادوا بارتباط النص العربي بالواقع والتعبير عن همومه. أما في الغرب فقد تبلورت الواقعية غب الثورة الفرنسية عام 1830م ثم تبلور اتجاهها عام 1880م لكن ثورة اكتوبر في روسيا 1917 وجهت الواقعية نحو خصوصية جديدة إذ اتجه المبدعون ومحللو النص نحو الواقعية الاشتراكية التي هوّنت من شأن الأسلوب والمجازات واعتدتهما ترفاً امبريالياً- وفي أحسن الأحوال- ترفاً برجوازياً! وقد احتج الشاعر مايكسوفسكي وكان أحد دعاة الواقعية على الغوغاء التي سادت الحياة الأدبية وتدخل السلطة بذرائع حماية الطبقات الفقيرة، فانتحر وأحدث انتحاره شرخاً كبيراً في معمار الواقعية، وتطرف الأدباء العرب المتمثلون لأطروحة الواقعية ففضل الكثير منهم هوية النص على ماهيته، وانتماء المنتج على فنيته، حتى أن بعض نقاد هذا الممنهج أشاد بأعمال هابطة فنياً وتجنب تحليل نصوص إبداعية عالية القيمة بسبب الأهواء الحزبية والعصبيات الفكرية

المنهج التاريخي: قال ابن عباس اذا اشكل عليكم معنى في القرآن الكريم فالتمسوه في الشعر الجاهلي !! طالب محللو النص الجاهليون المبدعين بأن يوفروا في نصوصهم إشارات لماحة عن حياة الناس وحروبهم حتى شاعت مقولة (الشعر ديوان العرب) وحين أضاء الإسلام بنوره آفاق الحياة العربية عبّر الأدباء المسلمون عن مفردات الحياة الجديدة خير تعبير حتى عدّ أدب المغازي والفتوح فناً جديداً، ولا ضير في ذلك لأن الشعر تعبير عن الضمير الجمعي للأمة كما يقول يونغ! أما الأدب الغربي فقد شهد تبلور المنهج التاريخي في أعمال سانت بيف وتلميذه تين وتحددت ثلاثة عناصر لتشكيل هذا المستوى وهي: الجنس والعصر والبيئة وهذه العناصر مؤثرة في النص! وقد دعا سانت بيف إلى دراسة المبدع وفق حياته العائلية مع ملاحظة رغباته ورهباته وصلاته مع أصدقائه وطبق آراءه المستقاة من آليات التحليل التاريخي على فكتور هوجو! وعيب هذا المستوى من التحليل أنه يدرس شيئاً ويغفل آخر أو أنه يعمم الجزء على الكل كما فعل طه حسين في كتابه (حديث الأربعاء) حين وسم العصر العباسي بالمجون ظاناً أن عدداً محدوداً من النصوص الماجنة كافٍ لوسم عصر كامل يمتد من 132هـ - إلى- 656.

9- المنهج الصوري (الصوفني): يستثمر هذا المستوى جماليات الصورة الفنية بوصفها معياراً فنياً قادراً على معرفة قيمة النص، وقد مرّ بنا ولع النقاد العرب الجاهليين بمعيار الصورة! وإذ استمر هذا الولع مع احتراز ديني من إيماءات الصورة في البعد الجاهلي الوثني، اضطر الناقد إلى أن يسمي الصورة وصفاً مرة ورسماً أخرى ومشهداً ثالثة ثم تفرّد الجاحظ فنص في كتابه الحيوان 1/144 أن (الشعر جنس من التصوير). ومازال قسم مهم من محللي النص مهتم بمعطيات الصورة، حتى أولئك الذين زعموا أن الصورة تضلل المحلل وتلهيه عن قيم النص المركزية! وكان ازراباوند قد أولى المستوى الصوري قدراً مهماً من اهتمامه، حتى أطلق على نفسه وتابعيه: جماعة الصورة، وهؤلاء يعرفون الصورة على أنها لحظة تشابك بين عشرات الصور الجزئية المتخيلة والواقعية، وقد ظهرت منذ الخمسينات وحتى شهر ديسمبر 1999 عشرات الكتب العربية والمترجمة التي تعزز هذا المستوى. أما شعراء الصورة فقد تأثروا بجماليات قصيدة الهايكو اليابانية (قصيدة الصورة)

10- المنهج الفطري: ذائقة المحلل هي المعوّل عليها في معرفة النص وتقويمه دون حاجة إلى إقحام الآليات العلمية في التحليل؛ وغالباً ما تكون أحكام الناقد ذاتية تتجاوز المنطق الموضوعي وربما النص نفسه فتسبغ عليه ما ليس فيه أو تغفل فيه العناصر الأسلوبية المهمة، ويمكننا القول أن عقدة محللي النص المحدثين هي نفي تهمة أتباع الذائقة الذاتية عنهم، فهم يغلفون أحكامهم الذاتية بلبوس ثقيلة من الادعاء العلمي! وقد شاع هذا الضرب من الهرف في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين ولكنه خرج إلى الناس - كما ألمعنا- متجلبباً بالعلم والموضوعية فنال علم تحليل النص حيف كبير كما نال النص مثل ذلك وزيادة! إذ تسلّط عليهما (النص/ تحليل النص) أقلام ركبت الموجة ولم تتخل عن معامل الرغبة والرهبة! وقد أطلق عليه د.كمال نشأت (المستوى الفني) وما نراه هو أن المستوى الفطري لا يمت إلى المستوى الفني بأية صلة مقنعة مع أننا نقر أن النقاد العرب (منذ أبي تمام ت232 وحتى ابن معصوم المدني ت1120) كانوا ميالين إلى استعمال ذائقتهم الذاتية في معرفة النص وآية ذلك أننا أحصينا مواقف خمسة وعشرين ناقداً من نص ابن الطثرية ت126 المشهور فوجدناها ثلاثة مواقف: مع النص/ ضد النص/ لا معه ولا عليه، ومع اختلاف المواقف فإنها تمتلك قاسماً مشتركاً مهما بينها وهو الذائقة الذاتية.. أما النص فهو:

ولما قضينا من منىً كل حاجةٍ .... ومسّح بالأركانِ من هو ماسحُ

وشُدّت على دهمِ المهارى رحالُنا .... ولم ينظر الغادي الذي هو رائحُ

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا ... وسالت بأعناق المطيِّ الأباطحُ

المنهج التكاملي: ويسمى أيضاً: التوفيقي أو التلفيقي ومؤداه إن نجاح محلل النص في كشف أسرار النص كامن في عرض النص على مناهج التحليل كافة من تركيبي وتفكيكي وفني وبنيوي ولغوي ونفسي واجتماعي وتاريخي...الخ!! ونحن نرجح أن دعاة هذا المنهج متأثرون بالمنهج التعددي التاريخي الذي أثبت نجاعته في تحليل النص التاريخي بعد أن ألحقت فردانية المنهج وسطوته أذىً كبيراً بالحقائق التاريخية فتعين على ذلك خضوع نفر كبير لسطوة الوهم واستعدادهم لإيذاء أي جماعة تؤول التاريخ على نحو مختلف! فجاءت التعددية في التحليل والتأويل والترميم منقذاً من الضلال التاريخي ومنقذاً لدراسة التاريخ العلمية؛ ولكن الأمر مختلف مع النص الأبداعي وكثرة مستويات تحليله تبدد شحناته وتشتت امتيازه ويكون هاجس المحلل استعراض ثقافاته ومواهبه والتنطع أمام القراء قبل هاجس خدمة النص (سيد العملية)، ونحن في عصر العلم ومن أول مبادئ العلم الاختصاص، بينا يتطلب المنهج التكاملي تعزيز آليات التحليل بخبرات كل المستويات والاختصاصات وذلك مالم يتيسر لواحد من البشر العقلاء!! وقد أطلق ستانلي هايمن على هذا المستوى (مدرسة المنهج المتكامل) وتحمس له ودعا مريديه إلى تكريسه في تحليلاتهم للنصوص الأدبية،. ويمكن النظر إلى سيد قطب على أنه من أكثر النقاد العرب تأثراً بآراء هايمن ودعوته التكاملية وما كتاب السيد قطب (النقد الأدبي أصوله ومناهجه) إلا أطروحة عربية قائمة على هذا المنهج وقد حبذ الدكتور كمال نشأت معطى هذا المستوى ورأى أن (باستطاعة الناقد الواسع الثقافة العظيم الخبرة المدرب الذوق أن يضع النص الأدبي في ضوء المدارس النقدية المختلفة ويستعين بوجهات نظرها المتباينة في تفسيره وتحليله وتقييمه على قدر ثقافته وجهده وبذلك تتحقق وجهة نظر نقدية متكاملة في دراسة النص الأدبي) .

مستوى منهج اللامنهج: ربما جاءت الدعوة إليه بسبب الأصولية المنهجية والأصولية النصية اللتين مارستا إرهاباً على محللي النص والأصوليتان تجهّلان أي محلل إذا حاول الخروج عليهما وتشككان بنواياه وقيمة منجزه التحليلي، ويرى د.عبدالعزيز المقالح أن الناقد هو الذي ينجح في تحليل النص فلا يعتسفه أو يحوّل وجهته عن مسارها الطبيعي. وهانحن ننقل رأي د.عبدالعزيز المقالح بالناقد د.عبدالملك مرتاض (إنه ليس بنيوياً ولا أسلوبياً؛ ولا هو من أتباع أي منهج من المناهج الاجتماعية أو اللغوية أو الفنية، إنه ناقد مفتوح القلب والوعي، وهو صاحب رؤية نقدية ليس لآفاقها حدود؛ وهي بالضرورة رؤية شمولية ترفض أن تدرس النص الأدبي دراسة جزئية. كما ترفض أن تعالج جانباً واحداً منه أو حتى عدة جوانب. وهذه الرؤية هي التي أطلق عليها الكاتب اسم أو وصف العطائية نسبة إلى ما يمكن أن يعطيه إيانا نص أدبي ما من خلال البحث في مكامنه وزواياه - العطائية- فإن أمرها يتلخص في السطر التالي من كتاب النص الأدبي من أين وإلى أين، والسطر هو وبعبارة صغيرة ولكنها جامعة؛ (إن اللامنهج في تشريح النص العلمي هو المنهج)؛ العطائية إذن هي منهج اللامنهج في دراسة النص الأبداعي والعلمي الذي يتحدد وينبعث من خلال كل قراءة يقوم بها قارئ . انتهى الاقتباس من كتابي النقد الادبي الحديث وخطاب التنظير .

ما الضير من المنهج الاشتباكي وهو اقرب المناهج الى المنهج التكاملي الذي يستفيد من طاقات المناهج كافة لكن الشيخ بري يلزم متبع المنهج الاشتباكي بجهود كثيفة بحيث يعيد قراءة كل القران لمعرفة كلمة قرآنية او جملة ! وهو منهج مضن جدا ! يقول سماحة الشيخ عبد اللطيف بري: المنهج الإشتباكي التفاعلي - منهجنا في تفسير القرآن الكريم

في تفسيرنا للقرآن الكريم بالإضافة الى المناهج الأخرى منهجنا الخاص وَالَّذِي نُسمّيه بالمنهج الإشتباكي في تفسير آيات وأحكام ومعاني الكتاب العزيز الحكيم والمنهج الإشتباكي يأتي الى المفردة القرآنية ثُمَّ يستقرأ القرآن الكريم من أوّله الى آخره ليبحث عن المفردات والمفاهيم التي تتصل بشكل مباشر الى ذلك المفهوم أَوْ غير مباشرأَوْ تتصل بطريقة عقلانية بالملازمة المباشرة لذلك المفهوم

أَوْ تتصل بالملازمة غير المباشرة أَوْ تتصل بالنقيض لذلك المفهوم وفي هذا المنهج نجد أنفسنا وكأننا في معركة فيها جيشان

لا يقاتل فيها الجندي مَنْ هو أمامه من الجنود فقط أَوْ مَنْ هو أمامه وفي زاوية بعيدة أَوْ في الزاوية المتأخرة

وهذا هو المعنى الإشتباكي التفاعلي عندما تتداخل الْأُمُور مع بعضها وتشتبك تفاعلاً كيميائياً حتى تكتشف أموراً عجيبة وعميقة لم يستطع أَنْ يكتشفها المفسرون السابقون ! وعند ذاك نصل الى دراسة آلاف المفاهيم في القرآن الكريم ونحتاج الى مجاميع علمية متخصصة في كل جانب علمي أَوْ إجتماعي أَوْ إقتصادي أَوْ سياسي وفي المجالات الأخرى التي لم يُهملها القرآن الكريم وفيه أحكام تتناسب مع كل هذه المجالات الحياتية والعلمية والعملية بما يتناسب مع تطور العصور وتغير الدهور وتعدد وتنوع ثقافات الأُمم والشعوب

وهذه المجاميع العلمية ينبغي أَنْ تُدقق وتحقق في القرآن الكريم وتفسيره حتى تسبر علومه ومفاهيمه والعميقة التي لا تُعد ولا تُحصى فما أعظم هذا الكتاب وأروعه وهو بين أيدينا كنزٌ عظيم ننهل منه دائماً ! علينا أَنْ لا نُصفّد بعض الآيات الكريمة بأسباب النزول فقط ولا ندع ظروف النزول تُشكل حدوداً وسياجاً يُصفّد المعنى في الآية الكريمة ومثال على ذلك قوله (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)هذه الآية الكريمة تأخذ مفاهيم طويلة وعريضة في حدود الإكتشافات وترجعنا في بعض مفاهيمها عندما نعتمد المنهج الإشتباكي في التفسير الى أهل البيت وَهُمْ الراسخون في العلم وَهُمْ أهل الذكر في موارد عديدة في القرآن الكريم انتهى الاقتباس

تعليق الصائغ: المنهج الذي دعاه سماحة الشيخ عبد اللطيف بري بالاشتباكي هو قريب الروح من المنهج التكاملي مع شيء من العرفانيات والإلمام غير الاعتيادي بعلوم القران من نحو وبلاغة والاي المكي والمدني والمحكم والمتشابه والحقيقة والمجاز واسباب النزول وما الى ذلك وسؤالي الى الاستاذ حازم البديري Hazim Bidery وما الضير في ذلك والعلامة البروف الجزائري اجترح منهج اللامنهج وانا عبد الاله الصائغ اجترحت المنهج الصوفني ! وشاع منهج مرتاض كما شاع منهج الصائغ ولاني اعرف سماحة الشيخ عبد اللطيف بري منذ عام 1964 كنا في النجف اصدقاء كنت اكتشفت فيه صبرا كبيرا على تحليل النص القراني والحديث الشريف والشعري ولم تنقطع صلتي به منذ ذلك التاريخ وقد ناقشت سماحته طويلا وكثيرا حول المنهج الاشتباكي فادركت انه منهج يحتاج الى ثقافة كبيرة وصبر واسع شاسع وفي الطبعة الجديدة لكتابي المشار اليه سوف اضع المنهج الاشتباكي فهو مهم حتى في شرح الحديث النبوي الشريف والشعر العربي قديمه وحديثه كان الشيخ بري يشير الى ان منهجه مقارب لنتهج اهل البيت اذن ما الضير لو ان اي مثقف بوزن سماحة الشيخ بري ان يجترح منهجا جديدا له جذور مع اصول المناهج ! باب الاجتهاد مفتوح وكأنه يقول زيدوني ازدكم .

 

عبد الاله الصائغ مشيغن المحروسة 21 جون 2016

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم