صحيفة المثقف

مجالاتُ اتساعِكَ كلُّ أفقٍ

karem merzaفكرة ودعوة وقصيدة ...

أيها العراقيون، لماذا؟!!

 


 

مجالاتُ اتســــاعِكَ كلُّ أفقٍ / كريم مرزة الأسدي

من الوافر

 

مجالاتُ اتســــاعِكَ كلُّ أفقٍ *** بليغ ٌ أو تقيٌّ أو همــــــــامُ

ولو كانتْ سجيّة ُأيِّ فــــردٍ *** بواحدةٍ لحلَّ له القيـــــــــامُ

بهرتَ الناسَ ما عرفواعظيماً *بندِّكَ حاروا في الدنيا وهاموا

فقالوا:ربُّنا ملكَ المنـــــايا *** وقالوا:بأمرهِ سارَ الغمـــــامُ

وحاشاكَ الذي يرضى بإثم ٍ *** فحولُ الفذِّ يشتدُّ الزحــــامُ

يلوذُ بكَ الدعاة ُ لكلِّ حــقٍّ *** وملجأ ُ كلِّ مظلوم ٍ يضـــامُ

ومنْ ينهضْ لإصلاحِ البرايا ***ولا تهديهِ ينقصهُ التمـــامُ

فقامتْ باسمكَ الدولُ إتساعاً **وخرَّ لكَ الجبابرة ُ الضخــامُ

 

 دعوا الإمام علي (ع) إمامكم وخليفتكم، وابن عم نبيكم (ص) يوحد صفوفكم، لا يشتت شملكم، ولا يمكن لأحد من المسلمين، أو المذاهب يدعيه له، فهو لكل المسلمين، بل وللإنسانية جمعاء، حرام عليكم جميعاً، أن تجعلوا حبّه ومولاته سبباً للتفرقة والنزاع والاقتتال!!!

 يقول المتنبي العظيم في مدح الإمام:

 

وتركتُ مدحي للإمام تعمّداً **** إذ كـــــــانَ نوراً مستطيلاً شاملاً

وإذا استطالَ الشيء قامَ بذاتهِ **وصفاتُ ضوءِ الشمسِ تذهبُ باطلا

 

ويقول أبو العلاء المعري الرائد الثاني في أدبنا العربي:

 

وعلى الدّهْرِ مِن دماءِ الشّهيدَيْـ  ***  نِ علِيٍّ  وَنَجْلِه شاهِدانِ

فهُما في أواخرِ اللّيْلِ فَجْرا  ****  نِ وفي  أُولَيـــاتِهِ شَفَـقَـانِ

يا ابن مُسْتَعْرِضِ الصّفوفِ ببدْرٍ**ومُبِيدِ الجُمُوعِ مِن غَطَفَانِ

أحدِ الخَمْسَةِ الذينَ هُمُ الأغْـ **راضُ في كلّ مَنْطِقٍ والمَعاني

 

يحير المرء، لماذا لا تكون هذه، الشخصية الإسلامية السامية الرفيعة، التي حظتْ برضا كل الطوائف والمذاهب الإسلامية من المسلين، بل وغير المسلمين، وقدّسها بشكل ملفت للنظر أصحاب المذاهب: الإمام جعفر الصادق (ت 148 هـ) أبو حنيفة النعمان (ت 150 هـ)، مالك بن أنس (ت 179هـ)، والشافعي (ت 204 هـ)، وأحمد بن حنبل (ت 241 هـ)، ناهيك عن أئمة آل البيت، وأصحاب الطرق الصوفية، وهذه الشخصية الإمام الذي أتخذ العراق موطناً، والكوفة عاصمة، والنجف مدفناً ولأبنائه مراقد، رمزاً لوحدة العراقيين * كلّ من زاويته، واجتهاده، ومذهبه، ودينه، وقوميته؟! ولماذا؟! متى يتفكر القوم، ويتعقلون؟!

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم *** ولا سراة إذا جهالهمُ سادوا!

 

من (الوافر) بمناسبة استشهاد الإمام علي (ع)

كريم مرزة الأسدي

 

علي الدرُّ يبقى والإمـــــام ُ***وكيفَ الشمسُ يحجبُهـا الظلامُ

وما شمسٌ!سوى جرم ٍصغير *** وفيه الكـونُ ينطقُ والأنــامُ

أرومُ المدحَ يعجزُني بيانـــي *** وكيف المدحُ يرهبُني المقـامُ!

وقدْ عجزَ الأوائلُ من قديـــم ٍ*** وما نحنُ سوى بشـــــرٍ تلامُ

ولا أنسى إذا أنسى عليـــــــاً*** ألا أقرأ على الدنيا ( السلامُ)

ألا للّهِ من نفس ٍ تســــــامتْ*** عن الدنيا وذي الدنيا حطــامُ

فأنتَ النورُترشدنــــــا سبيلاً*** وبعدكَ لجَّ عالمَنــــــا القتـامُ

وأنتَ شعاعُ كلِّ عظيم ِ نفسٍ ***ومنكَ سما عباقرة ٌ عظـامُ

وسعتَ العلمَ بحراً في حدودٍ *** وماذا لو أميط َ لك اللثــامُ

مجالاتُ اتســــاعِكَ كلُّ أفقٍ *** بليغ ٌ أو تقيٌّ أو همـــــــامُ

ولو كانتْ سجيّة ُأيِّ فــــردٍ *** بواحدةٍ لحلَّ له القيــــــــامُ

بهرتَ الناسَ ما عرفواعظيماً *بندِّكَ حاروا في الدنيا وهاموا

فقالوا:ربُّنا ملكَ المنــــــايا *** وقالوا:بأمرهِ سارَ الغمــــامُ

وحاشاكَ الذي يرضى بإثم ٍ *** فحولُ الفذِّ يشتدُّ الزحــــامُ

يلوذُ بكَ الدعاة ُ لكلِّ حــقٍّ *** وملجأ ُ كلِّ مظلوم ٍ يضـــامُ

ومنْ ينهضْ لإصلاحِ البرايا ***ولا تهديهِ ينقصهُ التمــــامُ

فقامتْ باسمكَ الدولُ إتساعاً **وخرَّ لكَ الجبابرة ُ الضخــامُ

وكانَ الناسُ في جهلٍ شتاتاً *** فوحّدَ صفـَّهم ربٌّ فقامــوا

ولولا احمدُ المبعوثُ فيهمْ **وأنتَ الفذ ُّ ما صلـّوا وصاموا

فنــاداكَ النبيُّ لابن ِ ودٍّ **** فحدــُّ الحقِّ يحسمُهُ الحســامُ

وكمْ في عصرنا من ْابن ودٍّ *** ولكنْ أينَ حيدرة ٌ فسـاموا!

ولمْ تشرعْ قتالاً دونَ داعٍ ٍ *** ولمّــا بادروا صُرعَ الطغـامُ

وكمْ أصفحتَ عن خصم ٍ عنيدٍ * ولا يسمو مروءتكَ الخصامُ

ولولا أنْ كرهتَ الغدرَ ظلماً *** لكنتَ من الدهاةِ ولا تـــرامُ

فكانتْ منكَ ترتجفُ المنايا  ***  فبئسَ الدهرُ يلهمُكَ الحمـامُ

أبا الحسنين عفواً فالرزايا  ***  لقدْ حلـّتْ وعـاثَ بنا اللئــامُ

ولم نألفْ لغيرك في دمانا *** فذابَ الوجدُ -عشقاً - والغرامُ

انا ابن الكوفةِ الحمراء ِنبعاً ***ومنْ ذراتِ تـُـربتكَ الهيـــــامُ

سقمتُ وما الزمانُ سوى سقام ٍ**وأنتَ اللوذ ُ إنْ حلَّ السقـــامُ

أبا الحوراءِ يشفعُ لي قصيدي*** بيومِ الحشر ِ إنْ نفعَ الكلامُ

إذا كبتِ الليالي مدبـــــــراتٍ *** فمنكِ الحقُّ يعلو يا شآمُ (1)

الى النجف ِ الشريفِ ومنهُ بدأي***وأرجو أنْ يكونَ به الختامُ

 

.........................

 (1) نظمت القصيدة في دمشق الشام 1996 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم