صحيفة المثقف

دفاعا عن سيّدنا باي بلعالم

moamar habarسيّدنا العالم الفقيه المفسّر المحدث اللغوي الرحالة باي بلعالم، رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه من علماء الجزائر والأمة جمعاء. يفتخر المرء بكونه يأخذ عنه، وينقل عنه. وقد نقلنا عن زميلنا آكلي آيت محند سعيد، عبر صفحته الحوار التالي.. 

كان الشيخ باي بلعالم رحمه الله يحضر أحد دروس في المسجد النبوي.

فتقدم أحد الجزائريين بسؤال: في الجنوب الجزائري يبنون المساجد ويسمونهم على الأولياء فما حكم ذلك؟.

فأجاب الشيخ السعودي: إن ذلك لا يجوز.

فأجاب الشيخ باي رحمه الله: أنا من الجنوب الجزائري ونحن فعلا نسمي المساجد على الاولياء. ولكن ما بالكم انتم تسمون ابواب المسجد الحرام على ملوككم .. باب الملك فهد، باب الملك عبد العزيز هل هذا جائز؟.

لغاية هذه الأسطر الأمر عادي جدا. سائل يسأل، وشيخ يجيب، وعالم جزائري قدير، يعقّب ويرد بما أوتي من حسن بيان، وفقه واسع، وعلم شاسع، وغيره على دينه ووطنه.

لكن فوجئت، حين تهاطلت الإتهامات من جزائريين، ويقول أحدهم أن هذا الحوار لايليق بالشيخ، وأنه ليس من عاداته ركوب هذا الأسلوب.

وعوض أن ينصب الحديث عن مضمون الفقيه العالم باي وكيفية الاستفادة منه، والبحث عن سبل إعادة نشره لتعم الفائدة، وتبيان فضائله للناس، إتّخذ الحديث مسارا مغايرا، يلفت الانتباه عن حقيقة موقف العلامة الجزائري، ويمنع العالمين من الاستفادة من فقه، وعلم، وموقف علماء الأمة.

أجبت الأول، فقلت .. سيّدنا العالم الفقيه المفسّر المحدث اللغوي الرحالة باي بلعالم، رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه من علماء الجزائر والأمة جمعاء. قال كلمة حق، ودافع عن وطنه وهو بعيد عنه، ونزّه عن دينه ومساجد الجزائر وعلماء الجزائر وفقهائها، التهم التي ألحقت بهم ظلما وزورا. وقد أجاد حين قارن، وأصر على كلمة الحق.

وكان من المفروض أن نفرح لموقف علمائنا، ونقف لجانبهم، ونعيد نشر ما قالوه وأكدوه، ونفتخر بكون الكون أنجب سيّدنا باي بالعالم، الذي حذّر الغير من اتهامنا زورا، ونبّه الغافلين لتجاهل ما فعلوه، واتّهموا فقهاء الجزائر وعلمائها بالبهتان. لنعيد بافتخار واعتزاز على الأشهاد والأسماع، ما ذكره سيّدنا باي بالعالم ..

أنا من الجنوب الجزائري ونحن فعلا نسمي المساجد على الاولياء.

ولكن ما بالكم انتم تسمون أبواب المسجد الحرام على ملوككم ..

باب الملك فهد، باب الملك عبد العزيز هل هذا جائز؟.

وقد سمعت مرات عديدة من بعض فقهاء الجزائر وعلمائها، إستنكارهم الشديد، تسمية أبواب الحرم بأسماء السلاطين والملوك. والحمد لله أن علماء الجزائر إتّفقوا على قول الحق، ونبذ التهم.. ورحم الله الفقيه الذي ينبّه، والفقيه الذي لايسكت.

وأجبت الثاني، فقلت.. مهما قيل حول المفردات المستعملة ونمط الخطاب، والذي يبقى في عهدة الراوي الذي نقلنا عنه الحوار، وهي ليست أصل المنشور حتى يخضع لكل هذا الجدل. بل أصل المنشور هو أن سيّدنا العالم الفقيه، والمحدث، والرحالة، و اللغوي، والمفسر، قال كلمة حق، ودافع عن الدين والجزائر بحق، وأمات التهم التي ألصقت بنا بحق، وبيّن بحق سوء تسمية أبواب الحرم بأسماء الملوك. وسيبقى دفاعه حجة لمن ألقى السمع وهو شهيد، وفقهه وموقفه وغيرته، قاعدة فقهية ثمينة.

وعن محتوى ما ذكره عالمنا وفقيهنا الجزائري، قلت.. نطلق أسماء سادتنا الصحابة، وأزواج النبي، وآل البيت، والتابعين، والفقهاء الأربعة، وأنبياء الله ورسله، والشهداء على المساجد، وهؤلاء جميعا من أولياء الله الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

هل تسمية المساجد بأسماء سادتنا حرام، وتسمية أبواب الحرم بأسماء الملوك من الحلال !!.

وتطلق أسماء الشخصيات العلمية، والفكرية، والثورية على المساجد، تكريما لما قدموه في سبيل خدمة الدين والوطن. 

إن المجتمعات التي لم تقم بثورة، لا تملك في سجلها مجاهدين وشهداء من الرجال والنساء، فلا يعرفون معنى إطلاق إسم الشهيد على المسجد، فيمنعونه من نال فضل الجهاد والشهادة.

وأرض الجزائر تزخر بالعلماء والفقهاء والصالحين، ومن أبسط أوجه التكريم وحسن التعامل معهم في سبيل ما بذلوه وقدموه، أن يذكروا وتطلق أسماؤهم على المساجد، وذلك أضعف الإيمان.

وفيما يتعلق بإطلاق أسماء أولياء الله الصالحين على مساجد الجزائر، عقبت قائلا.. لا أعرف مسجدا في الجزائر سمي على إسم حي. ولا أعرف وليا من أولياء الله الصالحين يرضى لنفسه أن يسمى المسجد باسمه وهو على قيد الحياة. ولا أعرف وليا من أولياء الله أوصى أن يسمى المسجد باسمه بعد مماته. فقد كانوا رضوان الله عليهم جميعا يخفون كراماتهم، وعباداتهم، وزهدهم، وتقواهم، كما تخفي المرأة حيضتها.. رحم الله سادتنا أولياء الله الصالحين، ورضي الله عنهم وأرضاهم جميعا.

ونصحت أستاذ فلسطيني مقيم في إحدى الدول العربية، قائلا.. دعك من التهم الموزعة مجانا، واختر لمسجدكم إسم الولي الصالح الذي تعرفون عنه الفقه والجهاد والصلاح، ولا تلتفت وراءك. وبارك الله في مسجدكم، وحفظكم وحفظ الله أولياءكم .

 

معمر حبار

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم