صحيفة المثقف

من أدناه إلى أقصاه!

wedad farhanان الشعب الذي امتطى الصنم بعدما أطاح به الأمريكان إعلانا لبدء نظام ديمقراطي جديد، كان عفويا بصفع وجه التمثال بأحذيته، حالما بمدخلات دستورية تحمل الكرامة وتشبع البطون الجائعة دون أن تعمي العيون. 

ولكن ما حدث منذ ذلك اليوم التاريخي هو اعتلاء أصنام جديدة، بأشكال متنوعة على منصة الصنم الأوحد، وهذه هي المدخلات الجديدة لوطن حالم بحرية متكافئة.

المُدْخَلات والمُخرَجات، كلمتان خفيفتان مهمتان في الاقتصاد والبنيان، وهي طريقة لدراسة العلاقة بين أجزاء الاقتصاد المختلفة ولا تقتصر على الاقتصاد العام، بل يمكن تطبيقها على أصغر مشروع لاستخداماتها المنوعة في كل مفاصل الحياة.

فان زادت المخرجات على المدخلات فان الاقتصاد يسير نحو التلكؤ والانهيار، وان كان العكس فإنه يدلل على نمو الاقتصاد وبنيان مالي سليم.

من المؤسف جدا ان مخرجات الوطن زادت عن مدخلاته في مناح متعددة.، لم تقتصر على النقد لوحده، فهجرة العلماء والمثقفين كانت أكبر من عودتهم رقما ونوعا.

وان الحكومة التي تسير شؤون البلاد والعباد بحاجة الى مدخلات من التكنوقراط للنهوض بالبلد وخروجه من ليله ليدخل النهار مع سطوع شمس التظاهر والاعتصام والتحرير.

لقد لُعِن القائد الأوحد الذي ناضل من أجل اسقاطه ونظامه الكثير ممن نادوا بحرية الانسان والنهوض به بعيدا عن الاضطهاد ومصادرة فكره.

زغردت الأمهات ابتهاجا بسقوط الصنم، أملا بعودة أبناء الوطن المشردين في بقاع الأرض لقيادة وطن حر وتحقيق السعادة لشعبه الذي يرقد على بحيرات من الكنوز والخيرات.

يبقى العجب قائما على من جاء الى سدة الحكم حافظا للعبادات والمعاملات، مظللا بعباءة الورع والتقوى أن يجلس على كرسي "القائد الأوحد" متناسيا ماضيه، هدفه، مبدأه، والدروس التي كان حري به تعلمها من الماضي القريب، فتراه يتربع  على ذات الكرسي المبهرج ليبدأ ديكتاتورية جديدة باسم الديمقراطية، هاويا بالبلد الى أعماق أودية الخراب، مدمرا  كل أحلام الشعب الذي ضحى من أجل أن يأتيه النهار بإطلالة خير ونعم بلا منة.

لقد جعلوا الشعب كالجمل، يحمل ذهبا ويأكل العاقول.

ومن لوعة الثكالى والمشردين والنازحين ومن عبق دم الابرار  أقول الا شلت ايديكم التي سرقت الوطن من أدناه الى اقصاه بكل قبح الكون وجرأته!.

 

وداد فرحان- سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم