صحيفة المثقف

إنتظريني ..

لأصوغ موتي شائعة من ريش

قالوا أنك ميت .. فرثيتُ روحي / وديع شامخ

الخريف ينتعش في شوارع الذاكرة ...

الجمجمة جاحظة للدوران في الآفاق ..

هوذا نصف الطريق اليكَ..

هو ذا الفأس يُقشر ذكرى الناس على لحاء القلوب!

كم قلت لكَ : لا تمتْ ، لانك لم تتعلم بعد فن الاصغاء الى موسيقى الأرواح؟؟

 لم اعدّ مكترثا حقا لرحيلكَ ...، لانك لم تسمع للريح نصحية ، ولم تقتفِّ أثري..

 ......................

سنارة اليوم مترعة بالمكائد

 وانت تفتح شهوتكَ للطِعم ..

الصيادون أقفلوا أفواههم من الضحك

 الضحك الذي ملأ عيونهم بكنوزكَ

....................

قالوا أنكَ مُتّ.. فأغلقتُ رزنامتي ، وشمّعت ساعة الخبر الى حين...........

ذهبتُ للسواحل .. ورسمتكَ على الرمل قاربا للنزهة ..

ادور وامحو

 أمحو وارسم

 الشباك فاغرة لالتهام الشائعات

 والبحر كما الايام مليء بالدمامل والقروح ..

 ................

ساعة الذاكرة لعوب تراقص جموحك الآفل ..

تلعب ُ بالصدأ الذي يتكاثف على زجاج صبواتك

 ألم أقل لك.. لا تمتْ؟؟

 دعني .. أكنس ذاكرتي من قيظك الدبق

 دعني .. أُحدّق كثيرا في الرمل الذي رسمتكَ به

........................

ألج أيامي .. أراك منتصبا على ظلي

 ترسم بأصابعي لون وجهي ويومي ..

ألم أقل لكَ لا تفتح صندوق سرك الى الشبهات ؟؟

.........................

كنا على الرمل .. ترسمني عصفورا وأنا أنبح عنك وحولك...

أريدكَ ان تغادر الحفاة الذين جاؤوا بمخالبهم على ساحل يومنا ..

أَنبحُ وانت تغرد . أغرد وانت تنبح..

لكن أظافر الحفاة كسّرت أجنحتنا ومضت..

 ....................

قلت ُ لك: لا تمت ، لان الشبهات لم تزل على أصابعك

 وصلاة الغائب لا تمطر رغوة ً على براءتي ولا قدّاسا يليق بكَ

.......................

نَزَقك يُدميني

 ورائحة الخريف تحرق حقل ذاكرتي

 آه من راحة الشواء ....

أيتها المواسم ، إنتظريني ..

إنتظريني .. لأصوغ موتي شائعة من ريش

 وأرسم ظلي خريفا في ذاكرة الشوارع..

إنتظريني أيتها المواسم الباذخة بالسهو ..

 ..............

قلت لك : لاتمتّ ، فدهنتَ جناحيك بالشمع والكافور ..

وأقمت للصيادين كرنفالا من اليقظة..

منْ يرسم من؟؟

.........................

إعزفي ايتها الغربان "مارشال" السواد على سواحلنا الموبؤة بالصيادين

 إنزلي ايتها النسور لقضم نوايانا المكدسة في شوارع الذاكرة

 تعالي ايتها الافاعي لامتصاص ريح الخيانات المرسومة على الرمال

 تعالي ايتها السلاحف لكنس الموت الذي فاض من الخريف والذاكرة