صحيفة المثقف

جودت العاني: أسطورة الليل

MM80يعلنُ أنَ العالمَ

محكومٌ بالإبحارِ

 


 

أسطورة الليل ..!!/ جودت العاني

 

( 1 )

اعترفي

إن شئتِ

كيفَ تطوفُ الرغبةُ

في عينيكِ

وكيفَ يكونُ لشعري

وقعُ السكينْ..

نحن الشعراء المهزومين

نتحدى منذ سنين ..

*  *

خُذيني

حتى ناصية الدرب

لعلي أبرأ من صمتي

كي أجمع قافيتي

بينَ حنايا صدري

قافيتي أنتِ

حينَ تهاجرُ روحي

تنزعُ عنها

أصفاد المدن المنسية..

احميني

من هذا الجوعِ إلى الحرية

في زمنٍ تمسخه الأيام

وتأكله النار الأبدية..

 

نيس ..(Nice)

( 2 )

ما زالَ طلاءُ أظافرها

يحتاجُ هواء البحرِ

عبرَ نوافذَ مشرعةً

لا تعرفُ معنى الألوانْ..

لكن، هي تبقى مخالب وردية

قد تنشب في كلِ زمانٍ ومكانْ..

وتلكَ هي الروحُ الهمجية..

*  *

في عمقِ الليلِ

تسيلُ دماءٌ من بينَ أظافرِها

لتملأ أنخابَ الوجع القابع

بينَ ظلالِ الرغباتْ..

لترسم للشوقِ علاماتْ..

"نيسُ"، غارقةٌ في الليلِ

بأحلام اليقظة

وعندَ الصبح

لا تبرح مخدعها

قبلَ شروق الشمس

تتعالى صيحات النورس

عندَ الشرفة

يخوتٌ تمضي صوبَ البحر

تحملُ آمال العودة

وأوجاع الإبحار

لا أحد مثلي يحتمل الأوجاع..

*  *

تحتَ الشرفةِ

امرأةٌ، بالماءِ ترشُ رصيف الشارع..

وبناتُ الميناءِ، يعبرنَ خفافاً

يتعطرنَ برائحةِ البحرِ

يمرحنَ معَ النورسِ

وبوقُ اليخت الأزرق

يعلنُ أنَ العالمَ

محكومٌ بالإبحارِ

وبالصبرِ على الأقدار..

*  *

 

"آل" ( a aLL )

( 3 )

تغفو، هي والأخرى

في الليلِ على أصواتِ السفنِ

وصيحاتُ سُكارى الليلْ..

ورصيفُ الشارعِ

مبتلٌ ولهُ وقعٌ

يحفرُ في ذاكرة الأيامِ

صهيل الخيلْ..

*  *

في زاويةِ المقهى

امرأةٌ  تبيع الورد

وعندَ رصيف الشارع

نوارس هذا الحي تبيع الحب

ومن جوف مواخير الليل

تتعالى موسيقى الجاز

وإيقاع "التانكو"

يجعلني أقفزُ كالملسوعِ أدندن

بينَ قوافي الشعرَ وبينَ الكلماتْ..

مسكونٌ أنتَ

تصرخَ في جوفِ الليلِ

دعيني

بينَ ثنايا صدركِ أغفو

لعلي أحبو

فوق جحيم الهمساتْ..

خذيني

فوقَ سحاباتٍ تمطرُ لا أدري أينَ

ولكنَ فصولي مترعة

لا تخفي كيفَ هي اللمساتْ..

وإيقاعُ الكلماتْ

كأن أديمي ينتظر المزنة

تجتاحُ يقيني

كي تغمرني بالقبلاتْ..

يا ويلي،

كيفَ أداعبُ أنغام الناياتْ..

وكيفَ أحاولُ

وضع القلب على الجمراتْ..؟!

 

Nice – 21- 06 – 2000

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم