صحيفة المثقف

عبد الجبار العبيدي: أولها قطرُ.. فلتصحو الضمائر من اجل الأنسان الوطن

abduljabar alobaydiأخي المواطن العراقي: سلام عليك من محب قتله الاسى بحب الوطن،  ولما وصل اليه الحال من ابنائه بعد ان خانوا الله والقسم.اتحدث معك اخي المواطن وأنا المكلوم بالوطن، أتحدث معك في موضوع هو اهم ما ينبغي ان يشغل بالك وان يستحوذ على تفكيرك.لقد أسفت جداً عندما ارى مواطناً عراقياً مسئولا همه المال والجاه والمطامع الدنيوية لا الوطن، في الوقت الذي يجاهر بمحبة الصالحين والعدل والقانون وهو من افسد الفاسدين في الوطن. لكن هذا الفاسد ما درى ان ما ينفع الانسان الا العلم والعدل ومحبة الوطن، حتى لوربح العالم كله وخسر نفسه والوطن.

أريد ان أتحدث معك في هذه السطور القليلة حديثاُ هادئاً في أمر خلاص نفسك وغفران خطاياك وتصالحك مع الرحمن والانسان والعدل والوطن.ارجو ان تنتبه  وتفكر معي بجد وتأمل وأهتمام في هذا الأمر الخطير. فالعاقل هو الذي يعمل لا المال والطعام والجنس، بل للحياة الكريمة معززا بقيمة الاخلاق والشرف، فاذا اردت شيئا يعطى لك فليكن بالحق وما تستحقه من نصيبك في الوطن،  وكل شيء يزداد ويكثر، ألم يقل الله الكريم :" اذا شكرتم لأزيدنكم ".

لا شك ان الانسان يبحث عن الحياة الأفضل، ذلك لأنك تتضايق من نفسك عندما تجد انك كلما تريد ان تفعل الحسنى تجد الشر حاضراًعندك. ولا شك أيضاً أنك لا حظت ان التساهل مع الخطيئة والباطل يقود الى مزيد من الأنغماس فيه والمتاعب الناجمة عنه. فالباطل او الخطيئة او الاعتداء على القيم  وان بدت كل واحدة منها جذابة جميلة،  الا أنها بكل تاكيد تلسع في النهاية كالعقرب،  وتلدغ كالأفعى،  وعاقبتها طرق الموت وعار المذلة والتاريخ .ألم تراهم البارحة في مجلس نواب العراق كيف كانوا شامخين،  وكيف أصبحوا مذلولين  ببرهة زمن؟

هل رأيتهم اخي القارىْ لاعضاء مجلس النواب ورئيسهم المتهمون بالسرقة والاعتداء على الوطن، صفر الوجوه خانتهم الحجة بالديل، فاصبحوا حيارى يتمنون الموت على الحياة او يتمنون لو ان امهاتهم ما ولدتهم احرارا.

اريد ان اقول لك عزيزي المواطن الشهم يا ابن الرافدين يا ابن الاصول،  يامن في ارضك الأولياء والصالحين،  ان الطريق الحقيقي للخلاص من الخطأ والباطل  والحصول على حياة هانئة وجميلة ومحترمة،  هو قبول النص الآلهي دون تحريف :" اذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ".

الحق والعدل ورد اكثر من 360 مرة في القرآن الكريم  فهو الطريق للسلامة والحياة. وهو الذي يتكفل لكم بغفران الذنوب الحياتية  وكل خطاياكم، ويتولى عملية تحريكك نحو الحياة الحرة الكريمة.

البارحة وانا في بداية نومي كنت افكر بالذي ذكرهم خالد العبيدي وزير الدفاع العراقي بتهمة الجناية على الوطن، حين فقدوا اعصابهم وبدا عليهم الغثيان، لأنهم يدرون ويدرون انهم مخطئون سارقون باعة وطن، وما اشد التهمة على المرأة قبل الرجل، فالمرأة عليها ان لا تخطأ وهي في زمام السلطة، لا بل عليها ان تثبت العكس لتثبت ليس كما قيل لها انها تفسد صلاة الرجل اذا مرت من امامه وساوها بالكلب والحمار رجال الدين وفقهاء الجنس من الكارهين لها الذين هُم والدين على طرفي نقيض.

ليكن كل واحد منا أميناً صادقا مع نفسه والله والوطن، وثقوا ان بدون الوطن لا قيمة للانسان ابدا . كلنا في الغربة أذلة فلا تغرنكم المغريات والملهيات فالأمراض النفسية تستوطن فينا مثل الجاثيم في المرض .

نحن ندق فيكم ناقوس التنبيه في عالم شغل عن كل شيء الا عما يربطه بالملهيات والمغريات  ففسدت الأخلاق، وساد الانحراف. علينا ان لا نفقد الأمل في وجودنا ووجود الامل لنصحح ما أخطئنا به ونحوله للصحيح، ,لا نسمح للاخرين ان يضحكوا علينا بأعتبارنا خونة وطن.هذا هو الاعتقاد عند الناس  علينا نحن العراقيون في ارجاء الدنيا اليوم، بعد ان بعنا الانسان والكرامة والهوية والوطن، بما لا يساويه ابدا . فهل نصحى ونبني الوطن...؟

نعم أولها قطُرُ ....فلتصحوا الضمائر من اجل الانسان والوطن...؟

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم