صحيفة المثقف

حمودي الكناني: أما آن الأوان يا دست الرياسة؟

hamodi alkenaniلا تقاس الدول في الوقت الحاضر بكبر مساحاتها وإنما بما تسهم به هذه الدول من انشطة خيرة كانت ام شريره على الصعيد الدولي, فهناك دول صغيرة لا تتعدى مساحة احداها مساحة اصغر محافظة من محافظات العراق لكنها مؤثرة جدا سلبا او ايجابا في صناعة القرار الدولي ..ولا اريد ان اسوق الامثلة على ذلك لان الامر لم يعد خافيا على الجميع وكل الذي اريد ان اقوله هو مجرد تساؤل ووجهة نظر شخصية لا غير ..

العراق بلد متعدد القوميات هذه حقيقة نعرفها جميعا منها قوميات كبيرة ومنها صغيرة وخلال عمر الدولة العراقية من عشرينيات القرن الماضي تعايشت هذه القوميات مع بعضها بصورة ايجابية وخاصة القوميات الصغيرة , لكن حالة التعايش بين القومية العربية والكردية لم تكن ايجابية خلال عمر الدولة العراقية الحديثة وكلنا يعرف وعلى دراية تامة بحرب شمال العراق التي لم تهدأ إلا فترات زمنية محدودة وراح ضحية هذه الحرب الكثير من الشباب العرب والأكراد وانا شخصيا كنت جنديا في مدفعية قوات خالد فق 2 والتي مقرها في كركوك وقتذاك وشاهدت ثلثي جنود اللواء 36 (قوات طارق) هلكوا بسبب تساقط الثلج الغزير عندما تم انزالهم من المروحيات على قرية بيت واته سنة 1977 وكانت العملية بقيادة الجنرال سعيد حمو.... اذن كان الاكراد يقاتلون من اجل قضيتهم وقضيتهم هي الاستقلال عن العراق وإنهاء هذه الشراكة غير المرغوب بها من قبل الاكراد وذا كانت الحكومات العراقية في السابق تنظر الى قضية انفصال كردستان بأنها خسارة للعراق بسبب ما يشكله نفط كركوك من مورد مالي للعراق وهذا هو السبب الرئيس فالخسارة الان اصبحت مضافة لان مسعود استولى على كركوك ونفطها وما عادت الايرادات تدخل خزينة الدولة العراقية بالاضافة الى ما يترتب على الحكومة العراقية من دفع مستحقات كردستان ال 17 بالمائة وغيرها من الاضافات والملحقات فقد آن الاوان الان ان يفكر الزعماء العراقيون العرب مليا بأن ينظروا الى القضية بعين الصواب ويقولوا لمسعود البرزاني وداعا يا مسعود ما عدنا نحصل من نفط من كركوك بالاضافة الى ما تأخذه من موارد العراق الاخرى.... ومعدنا نتحمل خسارتين , خسارة واحدة تكفي ... والذي عندنا يكفينا من حقك ان تقيم دولتك المستقلة ونحن اول من يعترف بها ... وبما أن الرجل قد رسم حدود دولته ولم يخف ذلك بل اعلنها مجلجلة على رؤوس الاشهاد ولم تبق للزعماء العرب الحاكمين الان اي حجة في الممانعة والمماطلة ولان الرجل استولى على نفط كركوك وعلى كركوك واخذ يتوسع باتجاه الشمال الغربي لان في زيادة الخير خيرين كما يقول العراقيون العرب ..

فاتخاذ هذا القرار الان افضل مما يتخذه ملا مسعود بنفسه وعندها لا يكون الساسة العرب اهل فضل ومعروف عليه لأنه حصل على ما اراد بالقوة شاء من شاء وأبى من ابى .. واعتقد ان ما عند العراقيين العرب الشيعة والسنة ما يكفيهم فقط ان يضعوا الله امام اعينهم ويعملوا من اجل مصلحة ابنائهم لا من اجل مصالح الدول الاخرى التي ما انفكت تعمل جاهدة على تقزيم العراق وتفتيته ووصية عبد العزيز آل سعود الى اولاده عندما دنت وفاته كما نقلها لي قبل 50 عاما من عاصر تلك المرحلة (ان اردتم بقاء مملكتكم عليكم بتجويع اليمنيين وتمزيق العراقيين لأن الاثنين يشكلان مصدر الخطر)

اما آن الاوان يا زعماء الشيعة والسنة العرب ان تنتبهوا وتلتفتوا الى جعل ما عندكم من العراق منارا للعدل والمساواة والسلم المجتمعي وكفى تنابزا بالمذاهب والمشارب والنحل .. هيا اصحوا وتنبهوا وكونوا على يقين ان لا شفيع لكم امام رب العالمين لأنكم تساهمون في تدمير ما تبقى من امكانات العراق البشرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وجعلتمونا اضحوكة (لليسوه والمايسوه) ونعيله على ابو الما يحط الله بين عيونه ..!

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم