صحيفة المثقف

تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الامريكية اشبه بتحقيق استقصائي يكسر التقاليد الصحفية ويرصد ماساة العراق بعد الغزو الامريكي لهذا البلد عام 2003.

التقرير نشر تفاصيل فوضى هذا الغزو على مختلف الصعد حيث يقدم حصيلة بالارقام الموثقة للخسائر البشرية والمالية التي سببها الاحتلال الامريكي بحجة كاذبة دفع ثمنها الابرياء من الشعب العراقي بكل مكوناته. التقرير كشف عن ان الاحتلال الامريكي للعراق يعد النقطة المفصلية التي انحدرت بعدها المنطقة الى اتون الفوضى بعد ان خلف الغزو مليون و455 الفا و590 قتيلا عراقيا بينما سقط من العسكريين الامريكيين 4801 جندي وضابط ومن الحلفاء الاخرين 3487 عسكريا وان الكلفة المالية للحرب على الغالب والمغلوب وصلت الى تريليون و705 مليارات و856 مليون دولار.

ويشير التقرير الى ان الفوضى التي حصلت في بعض الدول العربية بالمنطقة هي نتيجة لكارثة غزو العراق الذي جر وراءه قاطرة الاحداث الجسام التي ادت الى تفكك دول عربية باكملها واصبحت بؤرة للفوضى واللاجئين وظهور داعش وتصاعد اعمال العنف ..

وترصد الصحيفة ان من بين الاخطاء الكارثية التي ارتكبها الاحتلال الامريكي حل الجيش العراقي السابق الذي كان يعد واحدا من اقوى جيوش المنطقة ومعروفا بتضحياته الباسلة على مدى اكثر من 3 عقود دافع عن الوطن والعرض والارض دافع عن كل العراقيين من الجنوب الى الشمال ومن الغرب الى الشرق. كما دمر الغزو البنى التحتية في العراق بالضافة الى القتل العشوائي الذي ارتكبته عناصر قذرة امثال " بلاك وتر" ضد المدنيين الابرياء الامر الذي فاقم من معاناة العراقين في عموم البلاد بسبب الفوضى والصراعات السياسية الطائفية والفساد الذي اهدرت بسببه مئات المليارات من الدولارات.

 زد على ذلك تردي الخدمات وانعدام الامن واستشهاد وجرح عشرات الالاف من العراقيين جراء التفجيرات الدموية منذ العام 2003 وحتى يومنا هذا . ومنذ العام 2003  وحناجر العراقيين تصدح مخاطبة العالم باسره لمعاقبة متسببي الحرب على العراق امثال "جورج بوش" و"بريمير" و"تون بلير" و"كولن باول" وغيرهم من الشياطين الذين تعاونوا معهم وقدموا معلومات كاذبة عن العراق. ويطالب العراقيون المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان باجبار الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي على محاكمة مرتكبي جرائم الحرب في العراق ودفع تعويضات للشعب العراقي الذي عانى الويلات بسبب الجرائم البشعة التي ارتكبت ضده نتيجة اخطاء لا يغفرها حتى الرب كونها من الاخطاء التي لا تغفر!!!

بقلم د. احمد خميس الجنابي

كاتب عراقي