صحيفة المثقف

جودت العاني: كن حاضرًا..!!

MM80وإن فصيحَ الكلام جفا

وعافت تلاحينه عزلة الأنبياء

 


 

كن حاضرًا..!! / جودت العاني

 

كن حاضراً

أيها المبتلى

وأنتَ نهيض الجناح

تراقبُ رجع البعيد

كصقرٍ

بدت في رحابك

كل الظنون طلاسمًا

من جنونٍ

تراءى

ثم لاح أمامك ظلاً  قتيلا..!!

تلكَ أحجية

أسمعها في ليالي الشتاء

وجمر المواقد يبعث الدفء

في جليد الشرايين

كلما أفصحتْ

حتى تراها

تنزع الصمت عنها

كي تنشر الملح

فوقَ هول الجراح

وتدنو إليكَ قليلاً  قليلا..!!

*  *

كن حاضراً

أيها المترقب رجع القوافي

فأنَ ضياء الصباح غفا

وإن فصيحَ الكلام جفا

وعافت تلاحينه عزلة الأنبياء

وطافتْ خيالاته كل مسرى

وجالتْ على وجهها في القفار ..

كما يحلو لها الصمت في الانتظار ..

تنخيتَ سفح آكامها عاشقاً

نهيض الطوى

تراقبُ رجع ذاك الصباح

وعند المساء

تعجلَ فيضٌ نبيث..

كأن خطاه بدت

تشد الرحال بوقع حثيث ..

نحو تلك الوجوه الملاحْ ..

تظل خيالاتها

تروح وتغدو

معلقة في صحارى الوجوم

وتحت النجوم

كلامٌ مباحْ ..

ترى في نهاياته سرابًا جميلا ..!!

*  *

كن حاضراً

أيها المتلحف في صمتهِ

فهذي قفارٌ

وتلك فراديس أخيلةٍ

تسير إليها بشوق عند قيظ النهار..

فأحجية الفجر حلتْ

كل لغز بين اثنين

أحكمتْ بين قلبين

أنشدتْ بين  إيقونتين

نجوى

ثم شكوى

لعل رؤاك تصبح وهماً عليلا ..

*  *

كن حاضراً

في رحاب الزمان

أيها الغارق في لجة

من عبير السفوح

التي أحرقتها النفوس اشتعالا وبيلا ..

لم ترَ مثله في منامك حتى مثيلا ..

كن صبوراً

لأن الغيوم تعالت

وماجت

عصائبها في متاهاتها

لن تعود

فلا انتظار..

فكن حاضراً، لن تعود

لأن الطريق غدا موحشاً

ومسلكه بات مسراً طويلا ..

فتلك أغنيتي

أرددها عن ظهرِ قلبٍ

في رحاب السهول وعند القفار

لعلَ صداها

يلامس عبر البوادي

وعبر الصحارى

حدود بلادي..

*  *

كن حاضراً

واستبق ثوانيك جهرا

وخذ بيد الأقدار قدرا

إنه الصمت المضمخ

ما يزال سرابه

وجلباب شعري

ما يزال حقيقتي

وطلاسمي في الداجيات سبيلا..!!

 

10 / 11 / 2016

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم