صحيفة المثقف

50 مليون مواطن عبر العالم يوقعون على وثيقة تدين سياسة ترامب

تتواصل عمليات التصدي  للتهديد الذي يشكله نموذج دونالد ترامب في السياسة، حيث وقّع أكثر من 50 ملايين شخص من مختلف أنحاء العالم، على وثيقة رفض سياسته الداعية الى الكراهية  وشارك العديد منهم في التحركات الميدانية المناهضة لأجندته السياسية القائمة على التفرقة ،  فهو يدعي أنه يعالج المشاكل ولكنه يتجاهل صلبها كما يقول المحللون، وقد بات واضحاً للغاية بأن هذا الحِراك العالمي أصبح جاهزا  للارتقاء إلى مستوى التحدي الذي فرضه ترامب والتحالف الجديد لليمين المتطرف، فرسائل وخطابات دونالد ترامب تحمل روح العدائية للعالم أجمع

تقول تقارير أن القادة الفاشيون في مختلف أنحاء العالم،  يؤكدون على  معارضتهم لسياسات ترامب، وعلى مدى نمو الحراك العالمي في وجه سياسته  الداعية للكراهية والفرقة، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية لها خصوصية تميزها عن بقية دول العالم، من حيث الهجرات التي تصل إليها سنويا ، حسب الأرقام التي كشفها مركز بيو للأبحاث ( (Pew‏ أن عدد الهجرات إلى الولايات المتحدة الأمريكية تزداد سنة بعد أخرى،  ووفق المعطيات  وابتداءً من سنة 2015 ، فإن العدد ألأكبر للمهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية كانوا من المكسيك إذ وصل عددهم أكثر من  12 مليون مكسيكي، و وصل  عدد المهاجرين من الصين نحو ‏2.1‏ مليون مواطن، ومن الهند والفيليبين وصل نحو ‏2‏ مليون مهاجر (من كل دولة على حدة)،  وصل من كوبا أكثر من مليون مواطن، من كندا نحو 840 ألف مواطن وحتى أنه هاجر من بريطانيا 710 ألف مهاجرا،  وبالنسبة للدول العربية يكشف ذات التقرير أن  فإن الهجرة من الدول العربيّة والشرق الأوسط، بدأ يعرف ارتفاعا يلفت الانتباه، حيث بلغ عدد المهاجرين المصريين نحو 160‏ ألف مصري إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام ‏2015‏، ‏60‏ ألف سعوديّ، ‏180‏ ألف عراقي، ‏70‏ ألف سوري، ‏60‏ ألف أردني، ‏140‏ ألف إسرائيلي، ‏40‏ ألفي يمني، أقل من ‏10‏ آلاف ليبي، ‏60‏ ألف مغربي، و‏370‏ ألف إيراني، وقد استثنى التقرير عدد المهاجرين من الجزائريين في الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي كشفت تقارير أخرى أنه  يوجد بأمريكا أزيد من  115 ألف مهاجرا جزائريا ، منهم 4 آلاف يقيمون بغير وثائق،  وهناك 28 ألف مسجل بالسفارة الجزائرية بواشنطن، فضلا عن وجود  جمعيات مدنية جزائرية ناشطة في الميدان، ويعود ارتفاع ظاهرة الهجرة إلى أمريكا إلى كون هذا البلد يعد أكثر انفتاحا وديمقراطية.

فالنسبة لإيران فالولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي الحالي ترامب فهي تبدي تخوفا كبيرا من تصدير الإرهاب إليها ، رغم أنها هي صانعة الإرهاب، من خلال البيان الذي أصدره "البنتاغون" واعتراف الوزير  جيمس ماتيس بدور إيران في رعاية الإرهاب، واتهمها إدارتها للإرهاب في العراق، الذي دخلته على ظهر دبابات أمريكية حركها الرئيس جورج بوش، وجعل من نظام الملالي، أداته، في إسقاط نموذج الدولة العراقية، فقد صرح هذا الأخير أن إيران هي أكبر دولة راعية للإرهاب على مستوى العالم، وقد أدان قبله مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايكل فلين، إيران  بتهديدها الاستقرار في المنطقة وقال أن حياة الأمريكيين في خطر، فقد اعترفت أمريكا بأن إيران أكبر دولة راعية للإرهاب على مستوى العالم، والحقيقة أن اتهام البيت الأبيض إيران بالإرهاب، له خلفيات تاريخية اتسمت بـ: "العدائية" ،  وهي تعود إلى نهاية الحرب العالمية الثانية، وتخوفها  سببه الفورة النفطية التي تتمتع بها إيران، فاكتشاف إيران للنفط جاء عن طريق إحدى الشركات البريطانية بعد اتفاق عام 1907 مع روسيا، ومن هنا وجهت "واشنطن " اهتمامها صوب طهران عشية انتهاء الحرب العالمية الثانية، من أجل التعرف على طبيعة العلاقات العربية الإيرانية والاستثمار في هذه العلاقات لصالحها، ولم يكن هذا الاهتمام وليد الصدفة، لأن العامل الاقتصادي كان المحدد للسياسة الخارجية الأمريكية، وبالفعل فقد نجحت أمريكا في فرض وجودها كوسيط رئيسي بين  الدول العربية وإيران،  بل توجيه علاقتها بهذه الدول وصياغتها، كما رغبت موسكو في استغلال الثروة النفطية الإيرانية لكنها فشلت، وكان لهذا الفشل وقع خطير على اقتصادها.  

تمكنت إيران من إخراج القُوَّات الروسية من أراضيها، ودفعها هذا النجاح إلى توسيع مناطق نفوذها في الشرق الأوسط، واعتمدت واشنطن في ذلك على خط دفاعي ثنائي تمثله الدولة العبرية " إسرائيل" لكي تعزز القوة بين إيران وإسرائيل على حساب جيرانها العرب في ظل حكم " القاجار" وساعدت الشاه في الخلاص من مصدق، وما كان على الشاه إلا الرضوخ لمطلبها في تعيين نعمة الله ناصري الذي كان أبرز قادة الانقلاب ضد مصدق رئيسا لجهاز الاستخبارات الإيراني " السافاك"، وقام بحركة تعيينات في المناصب العليا في الدولة وكان أغلبها المقربون من أمريكا، أبرزهم أمير عباس هوفيدا الذي عين رئيسا للوزراء، لم تقبل الولايات المتحدة بالهزيمة طبعا، حيث فكرت في إعادة ترتيب أوضاعها الإستراتيجية عن طريق استخدام العرب لضرب إيران الثورة، لكن ما كان على إيران إلا تصدير الثورة إلى دول الخليج ذات الأنظمة المحافظة، بعد هذه الوقفة التاريخية يحق أن نقول أن العلاقات الإيرانية ألأميركية تذهب لا محالة نحو الأسوأ رغم وجود اتفاق نووي مع إيران، ويعزز هذا الاحتمال  تصريحات ترامب في مؤتمر لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية AIPAC  التي لم تخرج عن سياق الخطاب المعادي للأجانب، فقد وصف  ترامب الصفقة بين  الولايات المتحدة وإيران  بالكارثية ودعا إلى التخلص منها، وهو ما يؤكد أن هذه العلاقات طبع عليها التعفن ، خاصة بعد المحادثات الأخيرة التي عرفت بدول 5+1 والتي أدى إلى قلق بعض النخب في البيت الأبيض، والتي كانت موالية لعقيدة أوباما، كون ترامب كما يقول المحللون لا يملك رؤية سياسية واضحة، وغير مطلع على العديد من الملفات التي يمكن العودة إليها، خاصة ما تعلق بالملف النووي الإيراني.

 

علجية عيش

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم