صحيفة المثقف

الحبُ له وجهانِ

تمطرني غضباً

وتلوذُ بزاوية الصمت

 

 الحبُ له وجهانِ ؟! / جودت العاني

 

أسمعُ صوتاً يأتيني

عبرَ مسافات العالم

يهمسُ في أذني :

لن أترك حبي نهبًا

للوحدة تنهش قلبهْ..!!

*  *

ثم يجاهر قلبي

أن أبصرَ شيئاً

يقلب لي حالي

يصرخ أن تبقى

في الوحدة مأزوماً

حتى تشرب نخبه..!!

*  *

تفجرُ في وجهي صخبًا

يجعلني

أتقيئ ليلي ونهاري

وأحارُ على الدنيا

وزمانٌ يُشهِرُ نحبه..!!

*  *

تمطرني غضباً

وتلوذُ بزاوية الصمت

لتعلن

أن لا شأن لها

في وضعٍ ، هي لا تبرح سبه ..

*  *

تمرحُ حيناً

تضحكُ

تحكي لي قصصاً

وتصرُ على أن تبقى

في محراب الحب تداوي قلبه..

*  *

يا حلماً يفضي لي سراً

أن لا أبرحَ راحلتي

حتى أقطعَ صحرائي

أمشي ليلاً ونهاراً مع ظلي

كي أغفوَ جنبه..

*  *

ثم تلاشى الحلم الوردي

وسادَ الصمتُ

تعالت موجةُ إعصارٍ

تركت قلبي ينزف أسفاً

لكني

مع توأم روحي لن أغضبْ ..

تهادى الصمتُ رخيماً

يداهن أحلامي وطقوسي

وخيالاتي تبقى لا تهربْ..

*  *

لا أعرفُ كيفَ تكون اللحظة

فارقة في قلبٍ

يجمعُ بين سواد الليل وخط الفجر

علامات تأملُ كسبه..!!

*  *

هذا اللغزُ يحيرني

حتى بتُ أعاني

كيفَ تحبُ وتهجر في آنْ .. ؟

كيفَ يعيش الحب

مع القسوة في الأذهانْ..؟

كيفَ يكون الحب طليقاً من غير عنانْ..؟

وكيفَ يكون عليه الهجرانْ..؟

 الحب له وجهانْ..؟

*  *

شيءٌ  قد يشغل صحوي

                              هو أن أبقى بعيدًا

لكني، لا أقدر أن أحيى من بعدك..!!

وأنا أخشى من صمتك

يعصر قلبي ، ليُحْسِرَ مَدكْ..!!

*  *

للحبِ طقوسٌ

هل تعلمْ ،

يحلمُ  فيها ، يبكي ، يضحكُ

لكنكَ لا تدري،

هلْ تضحك أم تبكيَ وحدكْ..؟!

*  *  *

 

د. جودت العاني

1 / 12 / 2016

قصيدة مستلة من الديوان الرابع (ألق البحر)

 

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم