صحيفة المثقف

هل نجا الطائر؟

يهمّني مصيرَ الطائر الذي زارنا سهوًا

ليروّح عنّا، فقتلنا صغاره

khairi hamdan

هل نجا الطائر؟ / خيري حمدان

 

هل نجا الطائر في الأثناء؟

لا يهمّتي الجارَ الذي لم يتوقّف عن ضربِ زوجته

ولا الجزّار المتّسخة ثيابه بدماء الكبشِ

ولا حتّى بكاءَ الأمّ المثكولة وحنين الفتاة لخطيبها

أتساءل منذ اندلعت ألسنة الموت في ديارنا

ها نجا الطائر؟

ومضى بعيدًا عن بِحارنا وجبالنا

والبنادق تطلق حشوها من الرصاص

تجاه كلّ ما يطير ويعلنُ التمرّدَ.

لا يهمّني النموّ الاقتصادي

وانهيار صرف العملة الوطنية

وقيمة الدين الخارجي

وشروط صندوق النقدِ الدوليّ

واتفاقيات وقف إطلاق النار

والتناحر الفصائلي

ودول الممانعة والمصالحة

لا يهمّني غلاء المعيشة

وإفلاس صحيفة ورقية رائدة

وافتتاح أوكازيون لرهن عصملية

وهاتف جديد وذكرى وفؤاد رهيف

وإغلاق مكتبة جديدة

وافتتاح محلّ آخر لبيع البيتزا.

يهمّني مصيرَ الطائر الذي زارنا سهوًا

ليروّح عنّا، فقتلنا صغاره

وجرحنا جناحه الأيمن

وكسرنا قدمه الرفيعة

وحرمناه نعمةَ الزقزقة

فبات يخشى معاشرة خليلته

لم يدرك الطائر بعد

بأنّ ديكً فحلا فد اعتلاها واغتصبها

الديكة لا تقيم وزنًا للوفاءِ

فهل نجا الطائر في سمائنا

وسط حشد البنادق العامرة

بحقدِ تاريخيّ

ورغبة بالانتقام

لسقيفة بني ساعدة؟

فهل يا تُرى،

هل نجا الطائر؟

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم