صحيفة المثقف

عشر زنابق بريّة

الى صديقي الشاعر

 أ. د. نور الدين صمود

yahia alsamawi

عشر زنابق بريّة / يحيى السماوي

 

(1)

هـل كان يعـرفُ يـومُـنـا الـفَـرَقـا

لــو لــم نـكـنْ فـي دِيــنِـنـا  فِـرَقـا؟

 

الـعـيـبُ فـي الأحـداقِ أغْـمَـضَهـا

حَـمَـقٌ فـلـيـسـتْ تـبـصـرُ الألَــقــا

 

وبِــراكِــبٍ بـَـحــراً ولــيــس لـــهُ

طـوقٌ يَــقــيـهِ الــتـيـهَ والــغَـرَقــا

 

خـيـرُ الحـصونِ المانعاتِ: هـدىً

وألــذُّ زادٍ فــي الـحــيــاةِ : تُــقــى

***

(2)

مـا حِـيـلـتـي لـمّـا سَـفـحـتُ شــبـابـي

مـا بـيـنَ كـهــفِ غــوايــةٍ  ويَــبــابِ ؟

 

عَـسُـرَتْ طـمـوحـاتـي ولـمّـا أيْـسَـرَتْ

أغــلــقــتُ  دونَ طِــلابِــهـــا أبــوابـي

 

لـسـتُ الـقَـنـوطَ إذا اعْــتـكـفـتُ وإنَّـمـا

بـعــضُ الــهــوى بـابٌ لِــدارِ خَــرابِ

 

وألـذُّ مـن عَــسَـلِ الـخـطـيـئـةِ لـلـفــتـى

إنْ كـان ذا لُــبٍّ : مُــضــاغُ الــصّــابِ

***

(3)

لا تُـطـفِـئـي شـهــوةَ الـنـيـرانِ فـي حَـطَــبـي

بـعـضُ الـلـهـيـبَ يُـزيـدُ الـلـمـعَ فـي الـذَّهَـبِ

 

وجَـهِّــزي مـن زهــورِ الــلــوزِ كــأسَ نــدىً

فـفـي فـمـي عَـطَـشُ الأعـمـى الـى الـشُّـهُــبِ

 

تَــهَـــيُّــمـي بــكِ أضــحـى مــثــلَ نــافـــلـــةٍ

مـن الــصـلاةِ وفَـرضِ الـصَّـومِ فـي الـكُـتُـبِ

 

بـيْ لا حـتـضـانِـكِ شــوقٌ كـالـغـــريــقِ الـى

جُـرفٍ مـن الـصـخـرِ أو لـوحٍ مـن الـخَـشَـبِ

***

(4)

داوَيْـتُ حُـزنـي بـانـصِـرافـي

لـلـذِكـرِ فـي تِــيــهِ الـمــنـافـي

 

أوْكَــلْـــتُ أشـــرعــتـي إلــى

قَـدَري وصـوتـي لـلــقــوافـي

 

أأخَـيَّ " نـورَ الــديـنِ " : مــا

شَــرفُ الـهُـيـامِ  بـلا عـفـافِ؟

 

يــقــظـانُ فـي نـومـي ولـكــنْ

خـافـقـي فـي الـصَّـحوِ غـافـي

***

(5)

بَـرْقـي بـلا مَـطـرٍ .. وحـقـلـيَ مُـصْـحِـرُ

فـالــشــوكُ حَـصْــدٌ والـرَّمـادُ الــبَــيــدَرُ

 

تــتـوسَّــلُ الـفـانـوسَ بـعــضَ ضِــيـائِـهِ

شــمـسٌ ضُـحـاهــا بـالــدُّجـى مُــتـدَثِّــرُ

 

وقــفــتْ عـلـى تـلِّ الـخــنـوعِ ظِـبــاؤنـا

فــإذا الأرانــبُ حــولــهـــا تـــتـــنـــمَّــرُ

 

لـولا خــنـوعُ الـجـائـعــيـنَ لَـمـا اعـتـلـى

عـرشَ الـحـقـولِ الــمُــتـخَـمُ الـمُــتـبَـطِّـرُ

***

(6)

أنـا ما فـضـحـتُ هــواكِ مـن نـَـزَق ِ

إنّ الـذي فــضـحَ الـهــوى : قــلـقـي !

 

أنـتِ الـتـي ســكـبَـتْ لــظـى شــغـفٍ

تـحـت الـجـفــونِ فـأيــقــظـتْ أرَقـي

 

ولــفــرطِ مـا حـدَّقــتُ مُـــبـــتــهِــلا ً

فـي مُــقــلــتـيــكِ وثــغــركِ الـعَـبـِق ِ :

 

قـد أبــصـروكِ عــلــى فــمـي وتَــراً

ورآكِ كــلُّ الـــنــاس فــي حَــدَقــي !

***

(7)

سَــيَـعـودُ  لـيْ عـقـلـي ألـمْ تـشـتـاقـي

لـلـظـى جـنـونـي بـعـد طـول ِ فِــراق ِ ؟

 

أخـشـى يـعـودُ  لـيَ الـوَقارُ فـأسْـتـحي

مـن طـيشِ نار الـشـوقِ فـي أعــمـاقي

 

فـلـتـسْـجـري الـتـنّـورَ .. مـني جَـمـرُهُ

وطـحـيــنُ نـشـوَتِـهِ .. ومـنـكِ الــبـاقي

 

أسْــقـيـكِ ما هـيّـأتُ  مـن زادِ الـهـوى :

قُــبَــلا ً مُـعــتّــقــة ً بــكــأسِ عِـــنــاقِ

**

(8)

أعـوذُ بـبَـرْدِ  ثـغــرِكَ مــن لـهــيــبـي

ومـن عـطـشـي بـمـنْـهَــلِـكَ الـعَــذوبِ

 

فـحـاذرْ مـن جــنـونـي  حــيــن يــدنـو

فـمي مـن زهـرِ مـبْـسَـمِـكَ الخضـيـبِ

 

صَــبَـرتُ الـعُــمْــرَ أدَّخِـرُ الــثــوانـي

لِــمـوعِــدِنـا الـمُــبــاركِ يـا حـبــيـبـي

 

ظـمـيـئُـكَ مـنـذُ عـصـر الـنـارِ ثـغـري

وأظــمــأ  مــنــه ُ: مـائـدتـي  وكـوبـيِ

**

(9)

بـغــدادُ عَـزَّ عـلـى ثــراكِ ربــيـعُ

فـالـحـقـلُ شـوكٌ والـنـمـيـرُ دمـوعُ

 

تـقـتاتُ دانـيـةَ الـقـطـوفِ عـصابـةٌ

وتـلـوكُ حَـلـفـاءَ الـحـقـولِ جـمـوعُ

 

وطـنٌ تــسَــيَّــدَ رافِــديـهِ مُـجـاهــدٌ

زورٌ .. ولـصٌّ مـارقٌ .. ووضـيـعُ

 

لُـعِـنـتْ عـصابةُ آثِـميـنَ تحاصصوا

لـهـمُ الـكـنـوزُ ولـلـجـمـوعِ الـجـوعُ

***

(10)

بـردانُ  أثْـلَـجَـنـي لـهــيــبـي

فاهـطـلْ بـدفـئِـكَ يا حـبـيـبـي

 

تـأبـى ـ سِـــواكَ ـ زوارقــي

نـهــراً ويـأبـى عــنـدلــيـبـي

 

وهَـبَـتكَ خـمـرَتَـهـا الـكرومُ

فكـنـتَ ليْ خـمـري وكـوبي

 

لَــبَّــيْــتُ أمــرَكَ يـا بـعــيــدُ

فَــلَــبِّ لـيْ أمْـرَ الــقــريــبِ

***

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم