صحيفة المثقف

شهداء في مهب الريح

الى شهداء الكرادة مرة اخرى

حيث ترقد اشلاؤهم بسلام

jasim aluobaidi

شهداء في مهب الريح / جاسم العبيدي

 

تلك الوجوه المشتعلة

في حرائق النيران الملتهبة

التي يشعلها الصيادون من السياسيين

المتكالبين على عروشهم

المتهالكين على كراسيهم

حيث يتساقط الزمن برعب

تتساقط الاجساد المحترقة والجثث المتراكمة على الاسفلت

في الكرادة يموت  الناس

هنالك حيث ابتدأ الفزع الاكبر

يقضي العابرون نحبهم و النساء نحيبهن

الاطفال رعبهم والباعة ضجيجهم

وحيث يعلو انين الاستغاثة

لاصريخ على الاضرحة ولابكاء على الشهداء

لا الفة تجمع بين الاشياء والوجوه المحترقة

والاجساد المتناثرة

ليل شابه الغموض وعتمة ظلام ليل دامس

حيث الجزارون يمارسون لعبتهم تحت جنح الظلام

يتساقط الفقراء في غفلة من الوقت

لتشعل انفاسهم شموعا مثقلة بالدموع

وتشتعل احلام الكرادة بالنحيب

شظايا انفجارعلى ابواب الكنائس

شظايا انفجار على ماذن المساجد

شظايا انفجار على بقايا الوطن

شظايا انفجار على الدروب الماهولة باقدام العابرين

شظايا انفجار على الكلاب  والقطط السائبة

شظايا انفجار كانه الوان قوس قزح

شرار يتطاير ممزوجا بالوان الفنانين

وملابس الاطفال المحترقة

شظايا تتوزع في كل الامكنة

تمتزج بالصراخ

يا لهول الفاجعه

المتسولون يكنسون نقودهم الباقية من معادن المتفجرات

الكناسون يمسحون اسفلت الشوارع بما  تبقى من خرق معاطفهم

لا ليل للفرح على مصاطب الاستراحة

حزن ثقيل يطوق جسد الفقمة

عارجسدها من ثياب الخديعه

انتشار سريع للانفاس المحترقة

ورائحة شواء الاجساد المتراكمة فوق بعضها

تلك نهاية العرض الاولى وبداية العرض الاخيرة

بالابيض والاسود

كل يوم يهمس الناس امام الرب

في رمضان بعد الصلاة بالدعاء

ثم يخرجون ليبتاعوا حاجياتهم في سوق الكرادة

فتزهو الكرادة بقدومهم

بداية العرض تهب الروائح محملة باحلام الصغار

وانسام الوطن

نهاية العرض وجوه ممرغة بالتراب

اجساد ملغومة ملفوفة بثياب ملطخة بدماء محترقة

ترى اي جزء من العرض الملون

بثياب  الفجيعة قد بدا؟

هنالك على جانب الشارع  المملوء بالصراخ والنحيب

يجلس العائدون بهمومهم يسكبون جراحاتهم

ويبحثون عن جثث ابنائهم بين الانقاض

واشلائهم الممددة على الارض

بنحيب خافت

هنالك حيث يتمتع الساسة في الارض الخضراء

حيث يتساقط الرطب جنيا والاعناب

حيث تكسو الوجوه جمال الطبيعة

لاوجوه محروقة

الباقون من حريق المجزرة

هنالك لاصوت لهم

حيث يموت الاحياء مسلوبي الارادة

هنالك حيث يموت الفقراء وتكتب اسماءهم على الجدران

وتنثر اجسادهم فوق الششموع

اوتنشرفي الصحف اليومية

هنالك حيث يصفي الساسة حساباتهم

وحيث يعزفون لحن ابواق سياراتهم المضلله

ابتهاجا بالمجزرة

وحيث يطل رجال الامن بحراب بنادقهم المشرعه

ليشاهدواالحادث الذي اقظ مضاجعهم

وحيث يكتب القاضي في سجلات الموتى  :

يسجل الحادث ضد مجهول

هكذا تختل الموازين ويرحل الممثلون

وتغلق القضية ابوابها

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم