صحيفة المثقف

محمد بن القاسم الثقفي أصغر فاتح في تاريخ الإسلام

eljya ayshاستطاعت التكنولوجية أن تقرب الشعوب ببعضها البعض وتجعل العالم  قرية واحدة كما يقال، فقربت البعيد وخلقت روح "التعايش" بين البشر،  وبغض النظر عن اختلافهم في العرق والجنس والدين واللغة، فكانت حلقة الوصل بين الشعوب، فكانت مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما "الفيسبوك" نقطة التلاقي بينهم، يجوبون العالم في ساعات قليلة، ويقرأون من خلاله التاريخ

جاء تعريف المجموعات على أنها عبارة عن دوائر مغلقة من الأشخاص أي مجموعات سرّية،  يتشاركون فيما بينهم ويداومون على التواصل على فيس بوك،  وبغض النظر عن بعض المساوئ، فقد كانت هذه المجموعات أو كما يسمونها بـ: الجروبات، وهي تعد  فضاءً لتبادل الأفكار ووجهات النظر، وقد سهر طاقمها الإداري على توسيعها من خلال فتح الباب للانضمام، وعمل على تسهيل المشاركة مع الأصدقاء والعائلة وزملاء الفريق على نحو غير مسبوق، كما جاء في التعريف بها، فهي بمثابة مكان يتجمّع فيه عدد من المستخدمين لهم نفس الأهداف والتّوجّهات، يمكنهم التّفاعل والتّواصل فيما بينهم ضمن المجال المخصّص الّذي أُسّست لأجله المجموعة، حيث تتعدّد أنواع المجموعات والأهداف الكامنة وراء إنشائها، فهناك مجموعات مجالها سياسيّ، وأخرى فنّي، وبعضها رياضيّ، تعليميّ ..الخ، ولأنها أكثر فاعلية، فقد تحولت إلى مرجع إعلاميّ لما تحويه من أخبار وتقارير وبحوث و دراسات، والصفحات تختلف عن المجموعات في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، الأولى ولكونها فردية أي يديرها شخص واحدٌ، مثل الصفحة التي تحت عنوان : "المكتبة العامة" مهامها نشر أحدث الإصدارات وأهمها، والتي لا تكون في متناول الكثير من القراء، لكنها لا تعدو أن تكون شبيهة بالمدونة، أما الثانية فهي بمثابة "مُجَمَّع" يشترك فيه مجموعة أفراد يتفقون على طرح أو معالجة قضية من القضايا، التي غالبا ما تكون تهذيبية، وفي الوقت نفسه تكشف وتفضح السياسيين ورجال المال، وتظهر مواطن الفساد الذي يعم العالم ويخنق فيه  براعم  الصلاح والدعوة الى استئصاله، وخلق الثقة بين الحاكم والمواطن وكل ما يتعلق بالتبعية القيادية التي صارت الواجهة في حياتنا العصرية، حتى أصبحت الأمة على شفير الإفلاس، بدليل اللامبالاة المتزايدة للناخبين ومقاطعتهم الإنتخابات تعبيرا منهم عن نقمة مكبوتة عمرها من عمر الإستغلال، وتعبير عن الإستهانة  بحقوق بالمواطن، وبعيدا عن ألإنتخابات فقد عملت بعض الجروبات على محاربة الطائفية و مجابهة القنوات والمواقع التي تدعوا إلى الإلحاد وترك دين الإسلام.

و من هذه الجروبات نجد على سبيل المثال لا الحصر: طيور الجنة،  المكتبة العامة  للمعرفة وعلوم النفس، تضم صور كبار الفلاسفة الغربيين وأطباء علم النفس والسوسيولوجية، يناقش المشتركون فيها طرق كيف تجعل الإنسان مميزا، والحقائق التي يكشفها علم النفس عن شخصية الإنسان، كما نجد  المجموعة التي تحت عنوان: في رحاب التجديد، صحيفة ذي الحجاز، وهي صحيفة إلكترونية،  الإتحاد العالمي للمثقفين العرب وهي مجموعة من تأسيس جزائري، الحركات الإسلامية والصراع الإيديولوجي، التعايش الفكري، والمجموعة المسماة  نحن والآخر دعوة إلى التعايش السلمي، كما نجد مجموعات باسم مختلف الحضارات مثل الحضارة المصرية القديمة، والحضارة السورية المجهولة، وليبيا الحضارة، والطريق إلى الحضارة، التاريخ الإسلامي، ولا يسع ذكر كل الجروبات لأنها كثيرة ومتنوعة باختلاف تخصصات أصحابها، وكمثال نقف عند المجموعة التي تحت عنوان: في رحاب التجديد، وهي كما يقول مؤسسها  ترصد معاني "التجديد"، وتجلياته في ميادين الفكر والدعوة والممارسة، مع محاولة تقويمها ومراجعتها...، وضمت المجموعة صور لكبار المفكرين  والزعماء السياسيين، ونذكر الشيخ الترابي والقرضاوي، راشد الغنوشي، أردوغان، سيد قطب، وغيرهم، كما ضمت صور لمفكرين وإصلاحيين جزائريين، وهما الشيخ الإمام عبد الحميد ابن باديس والفيلسوف مالك بن نبي، وهي تهدف لا محالة إلى ازدواجية النظرة للأخر، كون التجديد يمثل الوحدة الأساسيّة لكلِ نظامٍ معرفي ومنظومةٍ فكريّة، والتي من شأنها التعبير عن نظريّةٍ أو موقف أو أحد جوانب الفكر المستقيم، كما يقول المحللون،  كما يمثل أحد المفاهيم التي تتردد بكثرة في الفكر المعاصر العربي والإسلامي، إضافةً إلى الفكر الحديث والفكر الغربي، وتحديداً بعد بروز العديد من المفاهيم كمفهوم الإصلاح والنهضة والثورة والتغيير ..الخ.

و المتصفح لهذه الجروبات يلاحظ أنه من المجموعات التي  أكثر لفتا للانتباه هي المجموعة التي تحمل عنوان:  التاريخ الإسلامي التي رسمت صورة للحضارة الإسلامية ومراحل تطورها، وأحلك المواقف التي مرت بها، فهي تتميز عن بقية المجموعات بإعلاء الدين الإسلامي وتحسين صورته أمام الغرب، وقد عرضت هذه المجموعة أصغر فاتح في تاريخ الإسلام، وهو محمد بن القاسم الثقفي وعمره لا يتجاوز الـسابعة عشر، حيث عينه الحجاج بن يوسف الثقفي أميرًا على ثغر السند، وتحرك البطل القائد بجيشه المكون من عشرين ألف مقاتل من خيرة الأبطال وصفوة الجنود، واجتاز الجيش حدود فارس سنة 90هـ إلى الهند، وبرزت مواهب محمد بن القاسم الفذة في القيادة وإدارة المعارك، فحفر الخنادق ورفع الرايات والأعلام ونصب المنجنيقات. وبعد ذلك اتجه نحو بلاد السند، فبدأ بفتح مدينة بعد مدينة لمدة سنتين، ثم زحف إلى الديبل، فخندق الجيش بخيوله وأعلامه واستعد لمقاتلة الجيش السندي بقيادة الملك "داهر" حاكم الإقليم في معركة مصيرية، في مثل هذا اليوم 6 رمضان سنة 92هـ، وانتصر المسلمون، وقُتل ملك السند في الميدان، وسقطت العاصمة السندية في أيدي المسلمين، واستمر محمد بن القاسم الثقفي في فتوحاته لبقية أجزاء بلاد السند ليطهرها من الوثنية، ونجح في بسط سلطانه على إقليم السند، فرفرف عليه علم الإسلام وخرج من الظلمات إلى النور، وبذلك قامت أول دولة إسلامية في بلاد السند والبنجاب (باكستان حاليًّا) وأصبح محمد بن القاسم هو فاتح بلاد السند والهند ومؤسس أول دولة للمسلمين فيها ..

 

علجية عيش

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم