صحيفة المثقف

عودة فيدكا

sardar mohamadإذن عدت ثانية (فيدكا)، سريعاً

كقطار يبحث عن محطة عشق

لم تنتبهي إلى الفراش والوسادة المخضبة بعطرها ألا تشمين العبق

عبق الفراش دلّ على عنق استلقى هنا

احب هذه الرائحة،ولأنها تحبها فلا خيار لي، وكيف لي النسيان

 ما الذي  غرّك بي 

ألا تسائلين نفسك لمَ الركض وراء سراب

وعلامَ الغلالات والوشم والألوان في الوجه وتسريحات شعرك الغريبة

قلت لك ليلة الهرير، لا مفر منها 

إنها عطاء ربي

سليلة قوم نسوا الله

 ربما لن يأتيك صوتها

أنصتي لآهات استقلت سفن الحناجر

دعيها فيدكا دعيها

أتركيها

بالله عليك

دعيها

ربّ كفّر عنها سيئاتها، ظلمت نفسها

أنصتي لأفواه تحدثنا عن عودة الأباطرة

وحناجر تصرخ بلا جدوى ....

وا معتصماه

رباه، أما من معتصم جديد ؟

حذار... كسرأجنحة العصافير عاد يَسراً

فلتهبطي مهبط صدق

إلى قعر الحقيقة

إلى حيث يرقص السمك

على أنين الموج

كانت تسميني : نخلتي السحوق

وماء السماء أسميها

كانت تبحث عنّي 

في الفراش وتمد يديها لعلي تخفيت تحت المخدة

ولما لم تجدني تلثم الوسادة

الله  الله ما أحلى العنق وواديه ومنتهاه في أقاصي السفوح 

وتحملق في المرآة لعلي ألتحفت زئبقها

وتنبش بقايا قهوتها،

 قلبت حتى الصحون وفتشت أوانيها

طوت الستائر، نفذت خلف النافذة

إلى دموع الندى المتشبث بأهداب الزجاج 

فقدت زمانها

زرعت ُلها دقائقي،فيبست ثوانيها

شجراً لتخصف أوراقة نصيفاً

وأوقدت من ضوء عينيّ مشكاتها

 ظننت أنها آخر رشفة في كوب اللذاذات

فغلّقت أبواب محرابي 

مَن طوحها بمخالبه

عافها كحمامة كسيرة الجناح

بعد أن تسلق أيكتها

إرتمى في حضن أخرى .

أواه  يا فديكا

هي  أبواب – جيرون –

قلعة أربائيلو

سور عكّا

ليت عين الشمس صكت

أخاف من خيط الفجر

أن يمس أشفارعينيها

جنان العشق ترتوي من ريقها 

أطعمتني التفاح والتين والزيتون

أرضعتني الشهد،

أحسنت مثواي 

حدثني حسيس الليل

عن هزيع عمّ النضائد

طغى فحطم الرتاج

ونثّر القلائد

أشبعتني عشقاً

قرّة عيني

طفت ُ في سهل خصرها،

سفوح ترائبها

وهادها ووديانها الحارقة،

عمت في نهرها العسلي .

حنجرتها المتحجرة اليوم

ستنبجس عن عيون الكلام

وتزهر البساتين

 غداً أليس الغد بقريب ..

 

سردار محمد سعيد

نقيب العشاق بين بيخال ونياغارا

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم