صحيفة المثقف

طائر النورس يخفي ظله

المأزوم في صمت المسافرْ..

حلم على ساحل البحر..!! / جودت العاني

الموجُ وعدٌ لا يُرَدُ

وأنا والموجُ وَعْدُ

يجتاحُ زمجرة الرعود

طلاسمًا في القلبِ رعدُ

وفوق هديره

صخبٌ وَزبدُ

هي الروح التي في كلِ

ناصية تمدُ

شغافها وحنينها

في برقها ورعودها

قدرا ومجدا

تدنو نسيمات المغيب

كأنها

تغفو على صدرٍ

تهدهدَ إذ يَشد

رحال قافيتي حَرٌ وبَردُ

ويراقص نغم أفئدةٍ، جيدٌ وقدُ

(2)

تقول، علامَ الموج

يبدو صاخبًا

وأره في قلبي يهاجرْ..

في سمائي

طائر النورس يخفي ظله

المأزوم في صمت المسافرْ..

بيد أني

وكما أنت تعاني

من غيوم الغم والهم

وما زال النوطير سكارى

يكرعون الدمع

في كأس الوباء..

وظلال الموت تجتاح

الضواحي في الصباحِ

وفي المساءْ..

أينَ تخفي

قهرك المكلوم

في جوف العزاءْ..؟

وأنا ما زلت

أقضم وحدتي في كبرياءْ..

الريح ترقص في الفناء

اوراق أفئدة تدور

بلا نذور

أو حبور

عبر أقنية التهدج

في كل منعطف تمور..

إفتح نوافذك المعفرة التراب

قد تشتكيك

وتقتفيك

هي موجة الموجات

يحملُ الأنات قلبي

الصاخبات

العائمات الهائمات

مع الظلال، كأنهن طلاسمًا

في أبجديات السواحل ماضيات..

ما زلن يعشقن السواحل والنشيج

وصراخ نورسنا الحزين

(3)

وأنام مسحورًا

على أنغام موجاتي

وأنفاسي يلاحقها الندى الشتوي

في ظلِ ألواح الزجاج

تنساح قطراتها

مُضَبَبَة القوامْ..

تعدو تلازم زحفها المجنون

نحو أقنية السراج

الكونُ نامْ..

ولمْ ينمْ موج السواحل

لم تنمْ روح القتيلْ..

تحت نافذتي

صوتٌ تعالى كالصهيل..

هي الأحلام كالموج الحزين

مع الصدى

وعلى المدى

تجتاح ذاكرتي

ومن البعيد أرى الذليلْ..

يطفو على موج الرتابة

كلما هبَ النسيمْ..

لا شيء يأتمن الهواجس في الظلام

غير النوارس حين يخترق السكون

أصوات مرفئنا القديم..

(4)

عادت الأصوات حبلى

بضجيج السنديان..

بعد أن راحت

غيوم  وترامت

تنحني خلف محراب تجذرْ..

وكما عمري، هواء البحر

من حولي تبخرْ..

ثم ساد الغثيان ..

في ربوع العالم

المأزوم يشكو

محنة الطاغوت

في ليلٍ تعثرْ..

وعلى صوت ضجيج حالم

في غبشِ الفجرِ

ترامى

يبدأ الفجر مع الشحرور

خلف النافذة

لا تجاريه تراتيل

سوى تلك التي نحفظها

عن ظهر قلب

ونقيم الفجر للمولى

نرتجي أن لا نفقدَ

همس الحالمين..

*  *  *

18 - 06 - 2017