صحيفة المثقف

رسالةٌ من (نوحٍ) وإليه!

كُتبت هٰذه القصيدة استجابةً لدعوة (مؤسَّسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافيَّة) للمشاركة بقصيدة في ملحمة تُزمع المؤسَّسة إصدارها تحت عنوان «ملحمة العرب».  يشارك في الملحمة شعراء من الوطن العربي، عن السلام والمحبَّة والتعايش بين الشعوب، ونبذ الكراهيَّة والطائفيَّة.  كما أشارت المؤسَّسة إلى أنها تعتزم الدخول بالملحمة (موسوعة غينيس)؛ لترسيخ الرسالة الثقافيَّة العربيَّة وإيصالها إلى العالم أجمع. وكانت المؤسَّسة قد حدَّدت للشعراء مجزوءَ (الرَّمَل) وزنًا، ورَوِيَّ الهمزة الساكنة المردوفة بالألف تقفيةً.

abdullah alfifi

رسالةٌ من (نوحٍ) وإليه! / عبدالله بن أحمد الفَيْفي

أُمـَّــةٌ  مِـنْ  أَنـْبـِيـَــاءْ        *  *     هُـمْ  قَـنادِيْـلُ   السَّـمَاءْ

تَـتَـهَـجَّـى   لُـغَـةَ   اللهِ     * [م] *   فَـتَـتْـلُوْهــا  الظِّـبـَـاءْ

فَـتَّـقَتْ في الأُفْـقِ أُفْـقًا        *  *     مِـلْءُ بُـرْدَيْـهِ  السَّـنَـاءْ

أُمـَّــةٌ  تَحْـتَرِفُ  الحُـبَّ     * [م] * لِـتَـسْـقِـيْـهِ  الـظِّـمَـاءْ

عَلَّمَـتْ زَهْـرَ  الخُزَامَى        *  *  كَيْفَ  عِشْقُ  الهِـنْدِبَـاءْ

رَسَمَتْ  في الغَيْمَةِ الأُوْ     * [م] *  لَـى  بُـذُوْرَ  الأَلْـفَـبَـاءْ

فاسْتَهَلَّـتْ  دِيْمَـةً  فـي        *  *     إِثْـرِ أُخْـرَى  مِنْ نِسَـاءْ

كُـلُّ أُنْـثَى أَنْـبَـتَتْ   أَرْ     * [م] *   ضـًا وشَعْبًا  مِنْ   غِـنَاءْ

إِنَّ مُوْسِيْـقَى  الحَـضَارا     * [م] * تِ  شَمِـيْمٌ مِنْ  دِمَـاءْ!

                        *                *

أُمَّتِـي مَنْ عَلَّمَتْ  مَعـْـ        *  *    ـنَـى النُّبـُوْءَاتِ  الوَرَاءْ

وهْيَ مَنْ صَاغَتْ  مَواثِيْـ        *  * ــقَ السَّماوَاتِ  القَضَاءْ

مُذْ (حَمُوْرَابِي) اسْتَقالَتْ        *  *  مِـنْ  قَـوانِـيْنِ الـرِّعَـاءْ

ودَعَـتْ كُلَّ  الـبَرايـَـا:        *  *    «يا لَتـَوْحِيْدِ  الدُّعَـاءْ!»

إِنَّما  تُـقْـتَـنَـصُ  القُصـْ        *  *   ـوَى فَيُدْنِـيْها  القَصَاءْ!

                          *                *

يا شُعُوْبَ الأَرْضِ،  هُبِّيْ       *  *   قُـبْـلَـةً  فِـيْـها  الـدَّوَاءْ

تُسْقِـطُ  الظَّلْماءَ  كِـسْفًا         *  *   فَـتَرِفُّ  الطَّـيْـرُ: «لاءْ»

«لا»، لِتَـفْتِـيْشِ النَّوَايَـا        *  *   «لا»، لِـتَعْلِـيْبِ  العَدَاءْ

«لا»، لِتَمْزِيْقِ  الثِّـيَابِ الـ    *  * ـخُضْرِ في رَوْضِ الضِّيَاءْ

«لا»،  لِـتَمْـيِـيْزٍ  لِلَـوْنٍ        *  *   أو  لِـدِيْــنٍ  نَـافِـقَــاءْ

مِنْ  تُـرابٍ  فـي تُـرابٍ        *  *  يـا  غُــبَـارَ  الاِنْـتِـمَاءْ!

                         *                *

أَرْسِـلُوْها رِيْـشَـةً  تَسْـ        *  *    ــألُ في هٰذا الفَـضَـاءْ:

مُنْـتَـهَى الطُّوْفَانِ، يا نُو     * [م] * حُ، ابْـتِدَاءٌ في انْـتِـهَاءْ؟

مُنْتَهَى  الطُّوْفَانِ  غُصْنٌ        *  * مِنْ سَـلامِ  الأَقْـوِيَـاءْ؟

أَ وَمَـا كُـنَّا ،  إِذَنْ ،   أَوْ     * [م] * لَـى بِطُوْفَـانِ  ذَكَـاءْ؟!

فسَـبِـيْـلُ الفَـاءِ  صَـادٌ        *  *     وبُـلُـوْغُ  الصَّادِ  فَــاءْ!

. . . . . . . . . . . . . .        *  *   . . . . . . . . . . . . . . 

قـالَ : إِنِّـيْ  لِـغَـدٍ  أَغْـ        *  *    ـنَى  رَوَيْتُ الأَمْسَ مَاءْ

مِنْ عِظَامِ  الفُلْكِ هٰذِيْ        *  *    يُوْلَـدُ الفَجْـرُ  النَّـجَـاءْ

وبِعَيْنِـيْ أُوْقِـظُ الشَّمْــ        *  *     ـسَ  بِـأَرْواحِ  الفَـنَـاءْ!

 

شِعر: أ.د/ عبدالله بن أحمد الفَيْفي

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم