صحيفة المثقف

مدن منسية

عانت مدن الجنوب مثل مدينة العمارة والبصرة الناصرية من ويلات الحروب العبثية المدمرة على مدى عشرات السنين وقدمت تضحيات جساماً من خيرة شبابها للدفاع عن تربة الوطن ولن تحصد غير الدمار والخراب لحد الان.

khalil alheli

مدن منسية / خليل ابراهيم الحلي

 

أدمت قمصانها من

قبل..

لا نار بموقدها...

لا سامر يؤنس

وحشتها.

لانجمة تحرسها..

لاظلَ نشيد يعزف لحن

مواجعها ...

ها انت تجئ بلا

فرس.

تبحر في ماء

مواسمها

وتعيد سماء

هاربة نحوالافق

الافق انا..

وانا النهار المرسوم علي شباك

مراثيها

قمر مطعون

قمر

يتدفأ بنار الحزن في أرصفة

النسيان

قمر

يطلع من خاصرة البحر

والبحر بعيد

بعد الاجيال

مدن شاخت

مدن تمشي فوق الماء

فلمن تبقيني

ايتها المدن المنقوشة فوق

دمي ..

لسراب اتبعه

أم موت يتبعني

وأعد خطاه على

قلق

فغيومه سَكرى

لاتحمل غير أنين زمان

ورياحهُ تسرق

لون البحر..

فتمهل ياهذا الراكض في التيه..

فعسى الموج

الهائج يرافقك في الصحوِ...

عادت خيلكَ

تعبى..

ماعدتُ تواصل ذاك.البوح

غرقت سفني..

ليست هذي مدني..

مدني رحلت.

وقصائدي ذبلت

ومضيت الى مدن

اخرى

مدنًا لا تعرف معني

النوح..

قم واخلع حزنك

قبل أن تطرق باب البيت

فالشمس علي اعتابك

تدنو..

ورحيلك

يهطل بالمطر المر..

مات البحر...

والآن يموت

الليل على وجع

البلوى

وخرائبهِ انطفأت فيها

شمس الذكرى

أطلال قصائدك

الاولى....

مازالت شاخصة

تبكي الريح..

مازال الليل

هو الليل الموجع

وأنا انزف كالبحر

جريح.......

 

خليل ابراهيم الحلي -عضو الرابطة المندائية للثقافة والفنون

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم