صحيفة المثقف

لم يعد خافيا على أحد هناك طرفان يتصارعان

basam fadilلا بد ان تتشكل بعد متابعة للتطورات المتسارعة في الجنوب قرأة معقدة ومتشابكة أن أقتفينا زمام المتحكمين فيها لقادتنا إلى انحراف خطير لمسار ثورتنا ومقاومتنا الناشئة وجيشنا الوطني لذا لابد أن يكون لدينا بعض من القرأءت خاصتنا للوقوف في وجه الذين يحاولون أن يضخمو الصراع بتصنيفه إلى صراع أقطاب كبيرة وينهون حق الأخرين في الاختلاف لإجل الوطن بتصوير طرفان يتقاتلان في أهدافهم لأجل الحرية زورا وبهتان .

والحقيقة أن هناك من يأمل من جر هذه الاختلافات لكي يكون بعبعا لتجزئة النفوذ العائد من غنيمة الحرب بين طرفين واستحضار مأسي الماضي كالأحداث الدامية 86م .

بينما بالفعل هناك طرفان يتصارعان ليس من الآن وليس من وقت تدخل دول التحالف العربي بقيادة السعودية وأنما له أبعاده الدلالية القديمة منذ الوقت الذي اضمحلت هوية الدولة الجنوبية عقب الوحدة مرورا بالحرب التي التهمت الجنوب الأرض والانسان عام 94م ،لانتمادى في أبعاد الصراع أكثر من زمن الوحدة لإختلاف الايدلوجيا أيدلوجيا الاختلاف ومسبباته .

نعلم علم اليقين أن هناك من يدفع تحت عدة أسباب لتفجير صراع مناطقي والعودة إلى جب الإنهزام السياسي لعهد الدولة الجنوبية قبل عام 90م وأن من المحيطين بالسيد الرئيس من يصنع الدوائر ويتصنع الأعذار لتقريب هذا اليوم المشئوم وإعادة أنتاج ذلك بعدة وسائل وأساليب حقيرة ليس أقلها شراء الذمم وهذا ليس وليد اللحظة أو مرحلة التحالف العربي وأنما منذ أن وضعت الحرب أوزارها العام 94م .

حاول هادي أن يبتعد من فوبيا الصراعات وهذا الطوق الذي حط فيه مما أوقعه في مئازق آخرى عمق المشكلة وزادها بعدا أقليميا ،كان منها صناعة تعدد الاقاليم في الجنوب الذي فتح مدخلا لتدخلات منها يمنية وأخرى اقليمية وحتى جنوبية .

كذلك أيضا التفكير في الشراكة السلطوية وتمكنه من أقناع نخب معينة من المشاركة تحت قبة الرئاسة اليمنية وهذا استطاع أن يكتشفه من تلقاء نفسه لعلمه أن موطن ضعف الجنوبيين كالزبيدي والخبجي من المحسوبين على فترة الدولة السابقة يتمثل في حب السلطة والجاه الآخاذ لها .

هنا يتأزر هذا التحالف مع لفيف من ماذكرت أنفا ممن لهم مصالح ضيقة أو ينؤون تفجير صراعات (جنوبية -جنوبية) تحت أي مسمى كان ،ولكن ما يضعفهم أولئك الجنوبيين الذين يشاركون في السلطة ولا يعملون ضد مصلحة وطنهم ولايزرعون التكتلات الهشة والمفضوحة كما أنهم يبتعدون عن تعقيدات العملية السياسية التي يراد الذهاب بها الى ضفة المناطقية والاحقاد السياسية لتضليلها ويقفون مع مصلحة شعبهم ورغبته الجامحة الى التحرر.

ليس هناك من مصلحة للمؤمنيين بوطنهم حرا مستقلا أن يعلنو عداء (سياسيا ،دينيا ،مناطقيا) لكل جنوبي لم تتقاطع أفكاره ومصالحته مع حرية وطنهم لأن المستفيد هي القوى التي تعيش في بورة التأمرات وتلك التي تربت على التشاحن والاحقاد بكل أنواعها .

في المقابل فأن الاتجاه الذي كان يعيش فيه الخبجي والزبيدي وشلال (الحراك) كان منقسم ليس مناطقيا وأنما سياسيا أسهم مساهمة بالغة الأثر في الدفع بأتجاه التشارك مع النظام أو الوقوع في الشرك بشكل  أو بأخر من عبثية الاعلام اللاواعي والغير منطقي والسياسة القائمة على الأثم حيث وجدا النظام وهادي تحديد خصماً أرق والين وشريكاً سابقاً يتقاسمان معه الأثم والخطيئة التي أبت هذه الابواق التي لاتقل فتاويها ونارها عن جحيم وفتاوي الديلمي والزنداني وصعتر .

هادي يعلم علم اليقين كما تعلم بطانته واللاهثون وراء السلطة والفيد ،فيد التحالف ،أن الصراع الحقيقي والمعمق هو صراع طرفان ونقيضان لايمكن أن يتفقو تحت طائلة دنيئة كالسلطة أو المال أوغيرها من هذه القيم التي رفضها الجنوبيين لدهر .

الصرع بين طرفان طرف خائب خائر يعمل ضد الوطن موالي لصنعاء وحلفائها على مستوى الاقليم والعالم يعمل ضد هدف التحرر واستعادة الدولة ويضرب عصاه في محاور أرتكاز الجنوب السياسي والاقتصادي ليس من وقت قريب وأنما منذ عهد الثورة الاكتوبرية وما تلاها مرورا بالوحدة والحرب وحتى التحالف (الحوثي - صالح)، وطرف يهدف إلى التقدم ويعمل جاهد على أصلاح الاخطاء القاتلة للجنوب منذ زمن وهمها الوحدة والشراكة في حرب تعميدها وهذا يتنزه عن التآمرات والترفع عن الصغائر ويسمو بجراحه لأجل أنتزاع الحرية والاستقلال محافظ على وشائج وعلاقة القربى قدر الإمكان مع الشعب المقهور في الشمال الذي يأمل أن يفيق من براثن القهر والعبودية لتصحيح مسار الأخاء والود اليمني العربي بين الدولتين الجارتين والمحافظة على هوية الدولة من التشضي والانحلال .

تعالو لنوضح هنا ما يعتري مايسمى  بالمجلس الانتقالي من شك وزعزعة ثقة بالنسبة للجماهير  والجديه المفقودة التي خلقها لنفسه وأيضا التداخلات العجيبة في ثناياه.

أسباب عدة أرتكبت من قبل القائمين على أمر المجلس الانتقالي خاصة الذين شاركو في السلطة الشرعية بقيادة الرئيس هادي.

اولا.. كان من أتخاذ قرار المشاركة في السلطة من دون الرجوع إلى الشعب الذي منحهم التفويض لأمر واحد وهو أستعادة الدولة واستقلالهاكاملة غير منقوصة على التراب الوطني الجنوبي كاملاً .

ثانيا..التلكى في عدم الاسراع في تشكيل حامل سياسي وطني كالمجلس الانتقالي هذا عقب تحرير عدن مباشرة أو أثناء المشاركة في السلطة والمماطلة والتسويف أضهرهم بالتهرب وعدم الجدية وكان من الممارسات الخاطئة والانغماس في الفساد استهتاراً بدماء الشهداء وتاخيراً للهدف .

ثالثا.. بعد تشكل المجلس الانتقالي كان ملمح الترهل والأرتباك واضح وقد استطاعت سلطة هادي أن تظهرهم بالمتحامل لسبب أبعاد الزبيدي ورفاقه عن السلطة وليس عن الهدف والشعب ولو أنهم اتخذو أجراءت عملية لادت لإضعاف هادي وحكومة بن دغر والسلطة الشرعية برمتها .

رابعا..المشاركة أدت إلى تولد معارضة داخل السلطة تساوت معهم في المطلب والهدف وهي مؤيدة بالسير بنهج سلطة هادي وتحت حمايتهم واستطاعت أن توثر جماهيريا وأن تسلبهم الاحقية في المطالبة بالاستقلال واستعادة الدولة طالما وهم يتصارعون في نفس المضمار وكانو من قبل في نفس الميدان وقد جرتهم هذه المعارضة إلى الطريق الذي هي تريده وعند تحقق هدفها أذكت أساليبها ونهجها في صناعة ما يرفد الشرعية اليمنية ويقوي هادي ويخرج الاتجاه الخاطى الى جادة عدم الحق فاما أن يقبل بالضل أو أن يقف في مواجهة الشرعية وتحالفها الذي من المؤكد سوف يعمل على آعادة المجلس الانتقالي إلى السابق من تعتيم أعلامي وسياسي وغيره  .

الواقعية التي تحاكيها الثورة وروادها تخبرنا بأن التفريخ مستمر  وأن المجلس الانتقالي ليس أخرها وأنه ربما سيفرخ ذاته كما سيتفرخ أتباع هادي والقابعون في كنفه يطالبون باستقلال واعتراف محلي -اقليمي عربي .

 

بسام فاضل

5-7-2017م

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم