صحيفة المثقف

الكاريزما.. علاقة جمال عبد الناصر بالجماهير والنخبة

eljya ayshفي مفهوم الزعامة السياسية من فيصل إلى جمال عبد الناصر

جملة قالها الرئيس جيمي كارتر: إن الاختيار الحقيقي للقائد ليس في إجادته المعركة بل في مواجهته لتحديات المنصب ومسؤولياته، وهذا هو القائد الذي يحقق الثلاثية المشهورة: " دولة ، أمة وسيادة شعبية" القائد الذي يدرك بأن تحقيق الديمقراطية يؤدي الى تحول الشعب الى "حاكم" حسب الطريقة التي ترغب فيها غالبيتهم، وقد قيل في القديم: " من كان يرغب أن يكون رئيسا فليكن خادما"، والمتقدم الى الرئاسة لابد أن يدرب نفسه على التخلي من كثير من مفاهيمه الذاتية، لأن الخدمة مرتبطة بمفهوم العمل والتضحية ولا يتحمل وطأة المسؤولية إلا "العظيم" وكما تقول الحكمة القديمة: " أعطني رجال عظماء أقاوم بهم الجبال"

يجيء البطل التاريخي أحيانا في الوقت المناسب ليدرك اتجهاهات عصره وآمال شعبه، يتفاءل معه ويحقق له أهدافه، إنه "جمال عبد الناصر" الزعيم القومي العربي الذي ترك بصماته العميقة في كل بقاع الأرض وفي صفحات التاريخ العربي،  تكشف كتابات أن كثيرا ما كان الزعماء السياسيون يتنكرون للقضايا الوطنية وفي الوقت نفسه كانوا يرددون الهتافات الشعبية ويرفعون الشعارات الشعبية بشكل ظاهري لاستحالة الجماهير وإسكاتها بعدما أدركوا نمو الوعي الشعبي، وهم يقفون في وادي بعيدا عن الوادي الذي يقف فيه الشعب ، وكانت مشاركة الشعب آلامه وآماله أمر صعب عجزت عن تحقيقه الزعامات السياسية التي انسجمت مع نفسها ومصالحها حتى لا يضيع مجدها، تشير الكتابات أن الزعامة ومسؤولياتها لم تنهار، إلا بعدما انهارت المكونات التقليدية للزعامة في الذهنية العربية، لتحل محلها مفاهيم جديدة متحررة في أصول الزعامة، فلم يمر بلد عربي بالأحداث المصيرية التي مرت بها فلسطين في ربع قرن من الانتداب واجهت البلاد عدوا ذا وجهين، صهيونية تريد سلب الأرض وطرد أصحابها لتقيم كيانان عنصريا مغتصبا حقودًا، واستعمارا يمتص حيوية الشعب ويلهبه ليمكن الصهيونية من التغلغل والتوسع والاستقرار، كان التحدي قويا وثار الشعب عدة ثورات..

احتاج عرب فلسطين إلى زعيم يقود النضال ويحمي البلاد ويدافع عن القضية ويقف أمام الطامعين بالمرصاد، فكان الحاج أمين هذا الرجل الذي قاد تظاهرة ضد الإنجليز والصهيونيين عوقب عليها بالسجن لمدة 15 سنة،  ، وقد جاءت عمامة الزعامة الروحية والسياسية إلى الحاج أمين بفضل تلك الظروف ليصبح في عام 1934 أشهر زعيم عربي خارج القطر الذي ينتمي إليه بعد موت فيصل وبعد موت عميد العائلة الحسينية موسى كاظم باشا، وقد أهله منصبه الديني كرئيس للمجلس الإسلامي الأعلى أن يسيطر على ميزانية ضخمة يستطيع بواسطتها أن يمول الحركة الوطنية وأن يتسلم السلاح الذي ينطلق بالجماهير نحو الهدف الذي يريد، وأهلته سيطرته على عائلة الحسيني أن يسكون الممثل الرسمي لأكبر جماعة في البلاد من قبل تأسيس الأحزاب السياسية، وبعد تشكيل هذه ألأخيرة في النصف الأول من 1930 سمحت زعامته للحزب العربي  الفلسطيني أن يكون الممثل الرسمي لغالبية الشعب الفلسطيني بل كان هو المسيطر على المؤتمرات القومية التي عقدها عرب فلسطين منذ نهاية الحرب الأولى الى أواخر العشرينيات وعلى مؤتمر غزة1948 الذي انبثقت عنه حكومة عموم فلسطين.

وكان مؤتمر القدس الإسلامي في 1931 أحد المؤسسات التي بنت للمفتي أمين الحسيني زعامته الفلسطينية والجسر الذي خرج بواسطته من النطاق المحلي ليصبح زعيما عربيا إسلاميا لتزداد شعبيته كلما ازدادت ملاحقاته بين بلد وآخر متنكرا في بعض ألأحيان، واضطرته الظروف أن يتنقل تنقلات محفوفة بالمخاطر ، فقد هرب قبل الحرب من فلسطين إلى لبنان وسوريا ، ثم إلى العراق إلى إيران ، تركيا، ألمانيا، ايطاليا ثم فرنسا إلى مصر لينتهي به المطاف في فلسطين من جديد، كان الحاج أمين الحسيني يتصف بجرأة المغامرة وهي صفة لا يتصف بها رجال الدين بخلاف فيصل الذي اتسم بالانطوائية وهي عادة لا يتصف بها رجال السياسة، لقد عاش فيصل بعيدا عن ألأضواء حتى وهو ملك وكان يجري مباحثاته سرًّا عكس أمين الحاج الذي كان يعشق الأضواء ويقف تحتها سواء دعي إليها أم لم يدع ويركض نحوها من أجل الشهرة السياسية والحديث الشائع مع الناس في حركاته، تقول الكتابات أن ضياع فلسطين لم يكن بسبب سقوط الزعامة الحسينية، فقد سقط الحاج أمين كزعيم عربي وليس كزعيم إسلامي بسبب التحول الذي حصل في العقلية العربية التي أصبحت لا تتستر عن أخطائها وكان المفتي ضحية تغيير هذه الذهنية التي جعلت الشعب ينزع عنه صفة القداسة حول عمامته.

وتكشف الكتابات أن الزعماء السياسيون يتنكرون للقضايا الوطنية وفي الوقت نفسه كانوا يرفعون الشعارات الشعبية بشكل ظاهري لاستمالة الجماهير وإسكاتها بعدما أدركوا نمو الوعي الشعبي، وكثيرا ما كان الزعماء السياسيون يرددون الهتافات الشعبية وهم يقفون في وادي بعيدا عن الوادي الذي يقف فيه الشعب، وكانت مشاركة الشعب آلامه وآماله أمر صعب عجزت عن تحقيقه الزعامات السياسية التي انسجمت مع نفسها ومصالحها حتى لا يضيع مجدها" من هنا حرص الحاج أمين على توجيه المصالح الوطنية والمصلحة الحسينية والدمج بينهما، وحرص الملك فيصل على دمج القضية العراقية بالمصلحة الهاشمية.

يقول الدكتور أنيس صانع في مذكراته التي عالج فيها "مفهوم الزعامة السياسية من فيصل إلى جمال عبد الناصر" لو قلبنا صفحات التاريخ السياسي المعاصر للعالم العربي في أقطاره المختلفة لوجدنا أن مجموعة من الزعماء ألأكثر شهرة تنقسم إلى فئات ثلاث: "عاهلو دول، ورجال ثورات وانقلابات، ورجال أحزاب" وقد لا يوجد بين هؤلاء كلهم رجل فكر واحد، ولعل اختراق العمل السياسي في البلاد العربية يتناسب مع الفكر، يقدم الكاتب مثالا بنوري سعيد كان هذا ألأخير يتبنى القضايا العربية كلاميا فقط ويعلن أنها والقضية العراقية من معدن واحد، بحيث أكد فشله في معالجة القضايا العربية العامة أو العراقية كرجل دولة حر، وقد أفقدته هذه السياسة الأمل في أن يكون زعيم العرب خارج العراق، عكس سعد الذي عمل جاهدا لإيجاد قاعدة شعبية له وسياسته خارج البلاد ، مثال آخر يضربه الكاتب في هذا الصنف من رجال السياسة هو الرئيس الحبيب بورقيبة، فقد نال هذا الأخير حب العرب ودعمهم له كمناضل تونسي إلا أنه بعدما كسب ثقتهم احتفظ لنفسه ولبلده سياسة إقليمية وأصبح لا يكترث بقضايا المشرق العربي فتخلت عنه الحركات السياسية العربية، بخلاف أحمد بن بلة الذي اعترف بالواقع العربي، كمما لم تطل فرحة العرب بالملك محمد الخامس الذي آثر النفي من المغرب على أن يرضخ للضغط الفرنسي..

من صفات الزعيم السياسي

تعتبر المغامرة والإقدام والشدة من الصفات التي يشترطها العربيّ في الزعيم المرجو، ولعلها صفة رئيسية في الزعيم السياسي بشكل عام في معظم شعوب الأرض، والشخصية  العربية مغرمة بوجه خالص بصفات الرجولة، و" الرجل" في المفهوم العربي أكثر من مجرد أحد جنسين يكونان البشرية، إنه مؤسسة لها أخلاقها ومميزاتها عن سائر الناس، والنجاح والفشل لا يقومان على النتيجة النهائية للمعركة بقدر ما يقومان على تصرف الرجل وسلوكه في المعركة، لقد جاء مفهوم الزعامة الناصرية لتصحيح المفهوم اللغوي الخاطئ الذي وضعه اللغويون ، بأن "الزعامة" عبارة عن جاها مطلقا ، ولكنها في حقيقة الأمر تعني الخدمة المطلقة للشعب وتلتزم حقوقه، وعليه تبنت الزعامة الناصرية خدمة الشعب ومبررا لوجودها واستمرارها، وقد مهدت التغيرات العربية لإسقاط الزعامات التقليدية ومفاهيمها والتمهيد لقيام مفاهيم صحيحة للزعامة، مفاهيم تنسجم مع الواقع العربي المتطور، إنها الزعامة الناصرية الشاملة، فقد كسب جمال عبد الناصر ثقة الشعب بالتعبير عن أمانيهم الشعبية ليصبح زعيمهم الأول والأوحد على الصعيد العربي العام، كما لعبت علاقاته السياسية والنفسية بين الشعوب وقادته السياسيين دورا كبيرا في القضاء على مفاهيم الزعامات القديمة وفي إسقاط ما كان قد بقي من زعامات أو أشباه زعامات، بحيث اشتد الوعي السياسي ونموه وذلك بفضل عوامل عديدة أبرزها حصول بعض الأقطاب العربية على استقلالها وانضمام معظمها إلى الأمم المتحدة، وساعدت هذه الزعامة الجديدة المتمثلة في الزعامة الناصرية في إخراج الإنجليز، في هذه الفترة لم تجد التطورات صعوبة في فضح الأحزاب أساليبها الحزبية، لاسيما وقد فضحت هذه الأخيرة نفسها بتناقضاتها وتنازلاتها ومساوماتها حتى أصبحت الحزبية وهي أسلوب طبيعي في الديمقراطية السليم في أذهان الناس أسلوبا رخيصا وملتويا لكسب الغير مشروع معنويا وماديا على حساب المجموع، وقد نجحت التطورات في شل النشاطات الحزبية شللا كاملا ماعدا بعض ألأحزاب التي بقيت تنشط بحرية كحزب البعث وألإخوان العاملون في سوريا.

كيف كسب جمال عبد الناصر ثقة الشعب؟

لم يكن ذلك بتثقيف الجماهير بالكتب المجانية والصحف وألإذاعة والتلفزيون وتوسيع الجمعيات والنوادي فحسب، بل بفتح " أبواب مجلس ألأمة" و" الإتحاد الاشتراكي" لجميع طبقات الشعب وإشراكه في غدارة مؤسسات العمل والإنتاج وبهذا الوعي استطاع جمال عبد الناصر القضاء على " الغوغائية" والغوغائيين التي كانت قاعدة أساسية من قواعد الزعامات السابقة وقاعدة لبعض ألأحزاب التي اشتغلت عواطف الشعب خاصة الطائفية منها، كما استطاع جمال عبد الناصر تحقيق أول وحدة عربية قومية في التاريخ الحديث بتبنيه القضية الفلسطينية والعمل لتحقيق رغبات الشعب الفلسطيني ومؤازرة الحركات التحررية والتقدمية في الأقطار العربية وإعلان "عروبة" مصر. لقد استفاد جمال عبد الناصر على قيادة الحركة القومية العربية كونه مصري واستفادت مصر بأن أصبحت قاعدة هذه الحركة بفضل سياسة جمال عبد الناصر ورئاسته عليها،خاصة وهي تعد من أكبر الدول العربية في عدد السكان وألإمكانات وأعرفها تاريخا وأشهرها في المجال الدولي وهي قاعدة الوطن العربي وقاعدة التحرر العربي والعمل القومي منذ أيام العثمانيين، ثم ترسخ دورها العربي السياسي بعد تأسيس الجامعة العربية وخروج وادي النيل من عزلته.

كما أعلن تطبيق العدالة الاجتماعية في كافة الأنظمة ومرافق الحياة وتأميم القطاعات العامة وتصنيع البلاد ومنع الاحتكار الطبقي والاستغلال الرأسمالي، وكانت علاقة جمال عبد الناصر بالطبقة الوسطى هي مصدر قوته ، ليس لأنه ابنها فقط بل تبناها وتبنى أحلامها وطموحاتها كما تبنى مشاريع الإصلاحات الاجتماعية المتمثلة في العدالة الاجتماعية والمساواة التي كان أبناء هذه الطبقة محرومون منها حتى أصبحت إصلاحاته تطبق في كل البلدان، رغم ما لفقيه من معارضات قوية ، غير أنها لم تتمكن من النيل منه، لأنها كانت وليدة الجهل أو قصر النظر أو لتصديق شائعات بعضها وليد الاختلاف في الرأي وأخرى وليدة الحقد والحسد.

الكاريزما  charisme.. علاقة جمال عبد الناصر بالجماهير والنخبة

هناك من حاول تفسير التفاف الجماهير حول جمال عبد الناصر على أساس نظرية الزعيم " الكاريزمي" والكاريزما charisme تعني في اليونانية هبة من الله تمكن صاحبها من امتلاك قوة خاصة تصل الى حد الإيمان بأنه يصنع المعجزات، وترجع جذور هذه النظرية الى ماكس فيبر الذي يرى أن الزعيم الكاريزمي هو الذي يستطيع أن يبعث في الجماهير المؤمنة حماسا يتجاوز السياسة الى عقيدة لا تتزعزع بقواه الخارقة، رغم الحقد الدفين الذي يكنه وولتر لاكير لجمال عبد الناصر إلا أن وولتر اعترف بأن الرجل هو الزعيم الكاريزمي الوحيد الذي لم تتزعزع مكانته بالهزيمة، فعبد الناصر حسب ما أكدته الكتابات التاريخية والسياسية كان يتمتع بقدرات تنظيمية وإحساس عميق بمشكلات العصر وآمال الأمة وأحلام الشعوب في الحرية جعلت شعبيته تتزايد خاصة أثناء محاولة اغتياله في المنشية عام 1954 حيث وجهت إليه ست رصاصات وهو يخطب في الإسكندرية ويصف الكاتب والصحفي القدير حسنين هيكل هذه الحادثة بالصفات الرئيسية للصورة الجماهيرية للزعيم وهبي القوة والشجاعة، فرغم هذه الحادثة ظل عبد الناصر يضيف حسنين هيكل واقفا في مكانه يتحدى الموت وراح يخطب في الجماهير قائلا: "إني لم أمت ولو متُّ فإن كل واحد منكم هو جمال عبد الناصر، ولن تسقط الرّاية".

أما علاقته بالمثقفين فعبد الناصر حسب الكتابات لم يكن مختلفا معهم بسبب كتاباتهم أو آرائهم الفكرية، لقد اختلف معهم عندما دخلوا ضده في صراع سياسي مباشر كون البعض منهم كان ينتمي الى الحركة الشيوعية وآخرون الى الإخوان المسلمين الذين اصطدموا بعبد الناصر في العديد من المرات لدرجة أنهم كانوا على استعداد للقيام بحركة مسلحة يقتلون فيها عبد الناصر نفسه، تشير الكتابات السياسية أن الإخوان المسلمين كانوا من ألذ أعداء القومية العربية وكانوا يتنكرون لها الى درجة التطرف بحيث اعتبرها الإخوان " كفرًا" مستوردا من الخارج يراد منه استبدال الإسلام بأفكار علمانية غربية، واعتبرها القوميون السوريون ( الحزب السوري القومي) خيانة بحق الوطن السوري، وشن كلاهما حربا شعواء ضد الفكرة العربية ودعاتها ولا تزال الجماعتين تقف موقف نفسه تجاه الحركة القومية العربية باستثناء حزب البعث العربي الإشتراكي وحركة القوميين العرب، في حين يصرح الكثير من المثقفين الماركسيين بأنهم لم يكونوا ضد جمال عبد الناصر، ولم يهاجموه ولم يهتفوا برحيله ولم يطالبوا بسقوطه، فالقرارات الناصرية تؤكد على توثيق العلاقة بين عبد الناصر و" النخبة" كقيامه بمنح أعلى الأوسمة لنجيب محفوظ، ووسام الأداب والفنون ليوسف إدريس رغم انتقاداتهما له، كما يبرئ العديد من المثقفين الماركسيين عبد الناصر من عمليات التعذيب والقمع لأن المتهجمين على عبد الناصر تقول الروايات كانوا اشد المنتفعين من المؤسسات الناصرية تقابلهم في ذلك مثقفي الإخوان المسلمين وجمعية مصر الفتاة الذين رفض كُتابُها تبرئة عبد الناصر من الجرائم التي ارتكبت خاصة في قضية تعذيب زينب الغزالي وإعدام سيد قطب وغيره من زعماء الإخوان، غير أن الدكتور سماح ادريس في كتابه المثقف العربي والسلطة قال أن كتاب " أيام من حياتي" لزينب الغزالي وهي تلميذة للسيد قطب بأن هذا الكتاب يثير الكثير من الشكوك حول تصريحاتها عندما كانت في السجن.

إن الحديث عن القائد المثالي يجرنا بلا شك الى الحديث عن القيادة وخصائصها ، فالقائد هو الذي يمتلك العقلية والشمولية الكلية التي تنظر الى الأمور من كافة الزوايا والذي ينظر الى مستقبل شعبه مرتكزا على المبادئ والقيم السامية في العمل والعلاقات واتخاذ المواقف المناسبة، جملة قالها الرئيس جيمي كارتر: إن الاختيار الحقيقي للقائد ليس في إجادته المعركة بل في مواجهته لتحديات المنصب ومسؤولياته، وهذا هو القائد الذي يحقق الثلاثية المشهورة: " دولة ، أمة وسيادة شعبية" وليس ذلك الذي يستعمل فن الخطابة للتأثير على الجماهير بواسطة الكلمات المعسولة والمزيفة، أو يغريهم بالحفلات والمهرجانات للوصول الى الحكم، بل ذلك القائد الذي يدرك بأن تحقيق الديمقراطية يؤدي الى تحول الشعب الى "حاكم" حسب الطريقة التي ترغب فيها غالبيتهم، وقد قيل في القديم: " من كان يرغب ان يكون رئيسا فليكن خادما"، والمتقدم الى الرئاسة لابد أن يدرب نفسه على التخلي من كثير من مفاهيمه الذاتية، لأن الخدمة مرتبطة بمفهوم العمل والتضحية ولا يتحمل وطأة المسؤولية إلا "العظيم" وكما تقول الحكمة القديمة: " أعطني رجال عظماء أقاوم بهم الجبال".

 

إعداد علجية عيش

..................

المراجع

1- رؤية جديدة للناصرية للدكتور مصطفى طيبة

2- المثقف العربي والسلطة بحث في روايات التجربة الناصرية للد/ سماح ادريس

3 -  في مفهوم الزعامة السياسية من فيصل الى جمال عبد الناصر للد/ أنيس الصايغ

4-  الحكومة المثالية تأليف الرئيس الأمريكي "جيمي كارتر"

5- فن القيادة للد/ ج. كورتو تعريب النقيب الهيثم الأيوبي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم