صحيفة المثقف

حوار مع الشاعرة السورية بشرى محمود

bushramahmod- انا لا اجاهد في سبيل صنع قصيدة .. وكثيرا ماكتبتني القصيدة قبل ان اكتبها

- أتقبل الان كثيرا من النقد برحابة صدر فمن ينقدني

- معظم كتاباتي منطلقها الوطن والرجل ومستقرها الحب

 

  اتمنى ان تعرفي نفسك بكلمات بسيطة

- بداية انا كاتبة سورية اسمي بشرى محمود .. طالبة في جامعة تشرين سنة اخيرة في قسم الرياضيات ..هذه تفاصيل حقيقية واقعية .. اما عما احب ان اعرف نفسي به فأنا انسان و أنثى وهاتان الصفتان برأيي تختصران الكثير من الكلام ..

 

مالذي يستهويك كأديبه (الشعر ام ان هناك كتابات اخرى)؟

- بدأت معارفي اللغوية كما كثر بالمطالعة وجذبتني الروايات والشعر وقرأت لشعراء كبار منهم بدوي الجبل والشاعر القروي ومحمد مهدي الجواهري

ماذا تمتلكين من راي حول قواعد العروض ام انك متجهة باتجاه قصيدة النثر؟

- لكوني لم أتخصص باللغة العربية اكاديميا ماتزال معرفتي بالعروض تقتصر على ما اسعى بنفسي لمعرفته عن طريق الاصدقاء والانترنت ولهذا فأنا أتجه الى قصيدة النثر نوعا ما في كتابتي كما اني اكتب الومضة والخاطرة والمقالة

 

هل شهدت موت قصيدة لك قبل ان تنشريها؟

- لم اشهد موت اي قصيدة لي قبل نشرها ابدا .. انا لا اجاهد في سبيل صنع قصيدة .. كما انني لا أكتب حبا في الظهور .. وكثيرا ماكتبتني القصيدة قبل ان اكتبها

 

 المواجهات جوهر العمل الفني هل سبق وان واجهت رايا معارضا؟

- نعم واجهت آراء معارضة كثيرة آلمتني لمصداقيتها.. أحد من يهمني رايهم جدا قال لي أننا جيل الشباب إن استمرينا بكتابة شعر التفعيلة ولم نحاول أن نتقن الشعر الموزون فإنه وبعد عشر سنوات قد لانجد عربيا واحدا يحفظ بيتا من الشعر وهذا له ما له في اضمحلال ثقافتنا وتراثنا .. أما عن كتاباتي فلقد تكفل النضج والزمن بتحسيني وتحسينها .. أتقبل الان كثيرا من النقد برحابة صدر فمن ينقدني يحب ان يراني افضل

 

ما مدى اطلاعك على الشعر العالمي ولمن قرات؟

- في الشعر العالمي قرأت بعضا من الكوميديا الالهية لدانتي .. قرأت للوركا ما وقعت عليه من قصائده المترجمة .. كما انني أسعى لاتقان لغة أخرى غير العربية تؤهلني لأقرأ لبعض الكتاب بلغتهم .. فتراجم الشعر قد لاتنصفه

 

هناك من يقول ان الشعر صنعه ومن يقول  انه  دهاء ....مارايك؟

- الشعر صنعة للداهية و دهاء في الصانع .. وقد يكون الشعر موهبة نقية بريئة وفيض شعور .. بعضنا يتقن رتق جراحه وكتم آلامه بالكلمة .. فالكلمة رسالة أبدية موطنها القلوب لا ينتهي طريقها عند احد .. في الاسلام قيل إقرأ .. وفي المسيحية قيل في البدء كان الكلمة

 

هل هناك مايميز شاعريتك عن الاخرين؟

- قد يكون هناك مايميز شاعريتي ولكن هذا وقف على كل قارئ ومتلقي .. إننا في كثير من الاحيان نرى أمامنا مايجيش في داخلنا وكثيرا ماتكون رؤيتنا للأشياء والاشخاص إسقاطا من ذواتنا عليهم.. تتباين الزوايا والتقييمات وهذه برايي الحالة الطبيعية

 

هل دخل الحب مجريات القصيدة لديك؟

- لم يدخل الحب فقط مجريات قصيدتي ياسيدي .. بل دخل اليّ وسكنني .. وما الشعر الا فيض حب او ألم ..كتبت في الحب كثيرا..معظم كتاباتي منطلقها الوطن والرجل ومستقرها الحب

 

كيف تنفين عن نفسك صفة النرجسية؟

- النرجسي شخص يقف مع نفسه في كل الاحوال ويرى أنه كامل ونادر الوجود و يمنع على الاخرين خدشه .. لم يسبق لأحد أن وصفني بالنرجسية واظن بأن بإمكاني الاعتماد على هذا في نفي النرجسية عني .. فالنرجسيون أنى كانوا سرعان مايتساقطون بمرور الزمن

 

بماذا تفكرين وانت تكتبين نصاجديدا؟

- كلما كتبت نصا جديدا أفكر باللحظة التي سأقرأه بعد اكتماله .. أظن انها لحظة تنور وأنني سأتعرف في نفسي أبعاد جديدة مع كل شيء اكتبه ..

 

كيف تشكلين متحفك الشعري وهل لذاكرة الطفولة منبع فيه؟

- تشكل الطفولة أساسات بناء وهيكلية اي انسان سواء ادرك ذلك أم غفل عنه .. أنا أعلم هذا جيدا رغم أنني لا أتذكر تفاصيل كثيرة عن طفولتي .. أشكل متحفي الشعري بتشكيلي متحفي الانساني .. الحس الفطري البشري السليم هو المنبع المرهف لكل فن

 

هل انت داخل الزمن الان ام خارجه؟

- لا يسعك أن تبقى داخل الزمن دائما كما لا يسعك الانفصال عنه .. كلا الحالين مرهق وخطير .. في الزمن تناقضات واقعية وأحداث أكبر من ان تفهمها وتستطيع تاويلها حتى لكأن الزمن دوامة تسعى لابتلاعك .. خارج الزمن هناك زمنك أنت .. أن تغمض عينيك وتفكر وحيدا

 

- بم تختتمين اللقاء الان؟

- أختتم اللقاء بوصية صغيرة وأمنية .. مكتبة في كل بيت .. الثقافة والقراءة والمعرفة هي ضرورة وليست رفاهية .. لبلداننا العربية كل الصحوة والنهضة على امل الخير والسلام

هل اختتم معك بقصيدة تحبينها؟

قصيدتي:

انا لا لست نادمة او خائفة

من المخاطرة والمجازفة

ومن حبي الكبير واهتمامي

ولكنني أخشى أن أتسول

لأجل بعض العاطفة

واخشى ذكرياتنا التي تمر أمامي

كومضات مسرعة خاطفة

انا لا... لست نادمة او خائفة

ولكنك جردتني من أسلحتي

وتركتني وحيدة شريدة

في وجه هذي العاصفة

وجردتني من احتيالي

ومن جانبي المظلم ورجولتي

وبطولتي في المشي دون ارصفة

وزرعت في راسي الصغير أحلاما

ومسحت عن شفتي بسمة حزينة زائفة

أنا لا لست نادمة أو خائفة ..

ولكنك قاربي الوحيد ..

وطفلي الوحيد الذي رزقته مصادفة

أشتاق عينيك وصوتك.. ولو كنت موتا

أشتاقك ..بفرحةٍ ورفرفة

قل لي لماذا تقاطع العناق

الذي اذا ما تم شفى ..

ولماذا تختار السكوت

وتطبق شفة على شفة ..

على جراحي النازفة

واعلم بأني ..لست لست خائفة

 

حاورها الصحفي والشاعر  جاسم العبيدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم