صحيفة المثقف

حرب الصبيان القادمة!

بين الصبي الكبير (ترامب) والصبي الصغير الزعيم الكوري () الذي لم التقط اسمه بعد ربما لحداثة عنترياته أقول: بينهما آفاق واسعة من التشابه، كالسوبرمانية والكارزماتية  وو.. الخ من الصفات الجامعة التي جمعت هذين الشخصين، في قرننا هذا المغلوب على أمره، فبديا كماردين مجنحين يجتاحان مشاعرنا كلما خلونا إلى فترة من السلام والوئام .

 حربنا القادمة.. حرب الصبيان والمراهقين والحمقى، اخترقوا هذه المرحلة وتمثلوا بهذين الصبيين المتشاحنين في رهان ينذر بالشؤم والوقيعة الكارثية!

حربنا الصبيانية مازالت حرب إعلام، فهي حرب إعلام الصبيان، وعندما تتحول الى حرب الافعال والصواريخ والقنابل الذرية، فهي حرب أفعال الصبيان .

 حربنا الصبيانية اليوم تهدد كل أمصار المعمورة، فلا قصيدة تردها، ولا مقال لكاتب حصل على نوبل السلام أكثر من مرة، ولا بيان استنكار ولا بكاء خنساء، ولا عويل ثكلى النساء ولا.. ولا .

 حربنا الصبيانية، تدور في رحى حلبة  تضم همامين كاسرين هائجين، كل منهما يدعي انه بطل الحلبة، وبحوزة كل منهما القاتل رقم واحد في العالم، فالله الله لو انفجر مافي جعبة هذين الهمامين!

حربنا الصبيانية القادمة، تتميز عن كل حروبنا السابقة، كونها حرب السجال الأعظم،والعفريت الملهمْ، فالحروب السابقة كانت حروب  الشر العقلانية، اما هذه فهي حرب الشر الصبيانية، واكره أن أتنبأ بحصولها ورثاء ضحاياها.

حربنا الصبيانية القادمة، ستجعل عالمنا فقيرا كسيحا، زاحفا على بطنه من شر الكساح  الذي أصابه، فلاخبز ستجود به الأرض، ولا ماء ينفع من البحار، ولا طبيب لمصاب هيدروجيني محتضر، ستجعل العظام رمادا، والرماد عظاما.

حربنا الصبيانية العابثة، ستجعل العالم يدعو بالويل والثبور، على قراصنة السلاح ومخصبي اليورانيوم والموت لونيوم، والفناء لوجين.

 وقد سجل لدي المركز الفني للجولات والمناطحات، أن بين الصبي الوالد، والصبي الابن، أكثر من جولة، سجلت التعادل، ولم يفز فيها احدهما على الآخر، فقد يكون ذلك رأفة من الوالد الصبي على الابن الصبي، ولكن يبدو أن عاطفة الود والاحترام هذه لن تدوم طويلا، فنحن بانتظار مغامرين سوبرمانين، يريدان أن يغرقا العالم، بظلام عفريتهما المغرور.

 

بقلم: رحيم الشاهر- عضو اتحاد ادباء العراق

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم